البث المباشر
يعم الصمت خيمة "بشار أحمد" إلا من تراطم حبات المطر على سقفها، وتكاد تنعدم الألوان في عتمة لا يكسرها إلا الضوء المنبعث من شاشة هاتفه يقلب فيه صور طفليه اللذين قضيا بالزلزال المدمر قبل عام، ليكون هذا النزوح الثاني لعائلته بعد أن نزح من منطقة سهل الغاب في ريف حماة قبل 9 سنوات، ثم ألقى به الزلزال في خيمة.
تمر الذكرى السنوية الأولى للكارثة على 48 ألف عائلة في شمال غربي سوريا نزحت بعد انهيار منازلهم، وبعد عام كامل لم تفلح الاستجابة الإنسانية في تأمين سكن للمتضررين إلا لـ 5% فقط، ولا يزال أكثر من 51,931 نسمة من المتضررين من الزلزال داخل مراكز الإيواء والمخيمات، يمر عليهم الصيف ثم الشتاء، ولكل ويلاته في خيم كئيبة منسوجة أقمشتها الهشة باليأس والخذلان.
يعيش الآن بشار الأحمد في مركز "إيواء الكويت" قرب قرية ديربلوط بريف مدينة عفرين مع 260 عائلة متضررة من الزلزال، معظمهم من مدينة "جنديرس" الأكثر تضرراً بالزلزال في شمال غربي سوريا، ويبدو مشهد مراكز الإيواء الخمسة في محيط جنديرس وكأنما البلدة تمزقت لأجزاء متفرقة.
نشر بشار على حسابه في تيك توك صور طفليه ملهم وغيث مع أغنية تقول "هل حقاً قد رحلت؟ يا من كان لي خير خل".
ما تزال مراكز الإيواء الخمسة قرب جنديرس على صورتها الأولى عندما تم إنشاؤها عقب الزلزال، لا تغيير فيها إلا من نقل بعض العائلات إلى مساكن إسمنتية في إدلب أو اعزاز، وهما وجهتان غير مناسبتين لكثير من العائلات التي ترفض ترك منطقتها، حيث لقمة عيشها وأقاربها.
بعد 6 أشهر على الزلزال مرّ الصيف على النازحين أقسى من أن تتحمله الخيام الممزقة، وكان الهواء الحار يزيد لهيب النفوس المثقلة بفقدان الأحبة والأهل والمنزل، فتحال الخيمة كفناً خانقاً ينعدم فيه العزاء من تعاقب المآسي بلا هوادة، وتصبح كل لحظة محفورة بندوب النزوح رغم محاولات الأطفال للتعايش والعثور على فرصة للعب والضحك للتغلب على بقايا الحياة والكثير من الخراب.
وما إن التقط النازحون والمهجرون أنفاسهم بين الفصلين القاسيين، جاء التشرينان والكانونان أسرع مما كان، لينسل الصقيع من بين خروق الخيمة المهترئة بحر الصيف وكأنه يد مثلجة مدت على ظهر دافئ، هو شعور اعتاد الأطفال تجربته على سبيل المشاغبة لإزعاج بعضهم، ولم يكن في الحسبان أن يصبح شعوراً دائماً عندما يعض البرد على المتعبين.
إعمار شقق سكنية لـ 5% فقط من المتضررين
بلغت أعداد العائلات التي نزحت جراء الزلزال نحو 48 ألف عائلة (311,662 نسمة يشكل الأطفال والنساء والحالات الخاصة 67% منهم)، بحسب إحصائية محدثة لـ"فريق منسقو استجابة سوريا" حصل عليها موقع تلفزيون سوريا.
وبحسب قسم تدقيق المخططات والتدعيم الإنشائي في وزارة الإدارة المحلية، بلغ عدد المباني المدمرة بالكامل في إدلب 487 مبنى وعدد المباني غير الصالحة للسكن 1457 مبنى.
وأفادت مديرية شؤون المخيمات في وزارة التنمية بـ "حكومة الإنقاذ" لتلفزيون سوريا بأن عدد الشقق السكنية المنفذة لمتضرري الزلزال في إدلب بلغت 1792 شقة، وهذا العدد يغطي 5- 6% فقط من متضرري الزلزال، في حين تواصل الجمعيات والفرق الإنسانية أعمال بناء مزيد من الوحدات السكنية.
ملف إعمار الشقق والوحدات السكنية بحاجة لتدخل أممي، لأن جهود المنظمات القائمة على التبرعات لن تغطي بأحسن الأحوال أكثر من 10%، بحسب عاملين إنسانيين.
أطلقت منظمات إنسانية وفرق تطوعية مشاريع سكنية لإيواء متضرري الزلزال ومن أبرزها: فريق ملهم التطوعي وHuman appeal وPeople in need وIHH، ونفذت هذه المنظمات العديد من القرى السكنية لمتضرري الزلزال في عدة مواقع كان أبرزها، قرية الزهور في جبل كللي (تنفيذ Human appeal)، وهلال حارم في مدينة حارم وشقق سكنية في أرمناز (تنفيذ فريق ملهم التطوعي).
تزامنت تداعيات الزلزال وازدياد الحاجات مع انخفاض الاستجابة الأممية. "ورقة الحقائق" التي ينشرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا - OCHA" شهرياً لا تدعو سكان شمال غربي سوريا للتفاؤل، فالمساعدات الأممية تتناقص مع مرور الزمن لعدم التزام الدول المانحة بتعهداتها، لدرجة أن برنامج الأغذية العالمي أعلن عن توقفه في سوريا منذ مطلع العام الجاري، وفي حين ينحدر مؤشر الدعم الإنساني للمنطقة يتصاعد مؤشر عدد المحتاجين الذي بلغ عددهم بحسب الأوتشا في شباط الجاري 4 ملايين و100 ألف شخص من مجمل عدد السكان البالغ 4.55 ملايين نسمة.
خدمات معدومة
يقول بشار لموقع تلفزيون سوريا: على مدار عام كانت الخدمات والمساعدات شبه معدومة، باستثناء بعض السلل الإغاثية، في حين لم يطرح علينا النقل إلى مسكن إسمنتي إلا بعد مرور عام كامل، أي قبل أيام قليلة من الذكرى، وهو مجرد حديث وطرح، ولم نلمس أي إجراءات عملية.
يرفض بشار ترك المنطقة ـ بحال عرض عليه النقل لشقة سكنية في اعزاز أو إدلب ـ لأنه يعتني بوالديه اللذين يحتاجان إلى خدمة على مدار الساعة.
تأقلمت العائلات مع ظروف الحياة في منطقة "جنديرس"، وأسست أعمالاً وأشغالاً، وهذا مؤشر على أن النازحين لا يرغبون بترك منطقتهم والبدء من الصفر في مكان آخر، ويطالبون بتقديم الخدمات في منطقتهم وليس نقلهم إلى منطقة مخدّمة.
يقول حسين قولي مدير مركز "الكويت" للإيواء لموقع تلفزيون سوريا، إن الظرف العام الإنساني للعائلات متدهور، على اعتبار أن الخيمة القائمة لا تقي حراً ولا برداً، وخاصةً في هذه الأثناء خلال أربعينية الشتاء، وإن المساعدات الواصلة من خبز ومياه وحطب تدفئة متقطعة وغير مستقرة.
وقال مدير المخيم إن الشؤون الإنسانية في المنطقة عرضت إمكانية نقل بعض العائلات لمساكن، فمنها استجاب وقرر الانتقال، لكن القسم الأكبر يرفض الانتقال إلى منطقة جديدة وبعيدة.
منسيون في الخيام
نزحت عائلة إبراهيم الغجر من قريته التح في ريف إدلب الشرقي بسبب هجوم النظام وحلفائه الأخير على المنطقة نهاية العام 2019، وما إن استقرت بهم الدنيا في شقة صغيرة بقرية صلوة حتى ضرب الزلزال وهدم منزلهم الجديد.
نقل الرجل الستيني عائلته المكونة من 5 أفراد، بعد نجاتهم بأعجوبة إلى مخيم "أهل التح" في منطقة "باتنته" بريف إدلب، ومنذ ذلك الوقت ما زال يقطن في خيمة صغيرة.
يقول إبراهيم لموقع تلفزيون سوريا إنه بنى خيمته على حسابه الشخصي ولم تُقدّم له أية مساعدات سواء عينية أو محاولة نقل نحو شقة إسمنتية أو كرفانات.
في خيمة محدثنا، تصطف غرفة المعيشة إلى جانب المطبخ والحمام، وهو ما يعكس تدهور ظروف إقامة العائلات المتضررة من الزلزال.
يعتبر إبراهيم أن عائلته من العائلات المنسية في المخيمات، على اعتبار أنه لم يلجأ إلى مركز إيواء.
لجأنا إلى أقاربنا وأصدقائنا
بعد أن تصدع منزلها بالكامل وصنف بفئة "إخلاء فوري"، تتنقل دعاء الأخرس برفقة ولديها بين منزل عائلتها وحميها أو أختها، تقضي أياماً هنا وأياماً هناك، بعد أن غدت بلا مأوى.
دعاء زوجة معتقل لدى النظام، تتحدث عن رحلة تشرد تعيشها برفقة ولديها، في ظل غياب المعيل، وإمكانية استئجار منزل في قرية عزمارين، حيث مكان إقامتها.
"قدم لي مساعدات من أهل الخير والأقارب"، تقول دعاء لموقع تلفزيون سوريا، نافيةً أن تكون جهة إنسانية أو حكومية قد ساعدتها في تأمين مسكن جديد لها ولطفليها.
وتوضح محدثتنا أن أطفالها يضطرون للتغيب عن المدرسة نتيجة تنقّلها المستمر بين أقاربها، وتختم: "لا أريد سوى تأمين سكن دائم لعائلتي لأضمن استقرارها".
الأكثر تضرراً.. لا مشاريع في جنديرس
صالح الغجر، هو أيضاً اضطر إلى الإقامة في شقة صغيرة تعود لصاحبه، بعد أن نزح من مدينة "جنديرس" جراء الزلزال.
يقول: "غادرت منزلي في جنديرس باللحظات الأخيرة قبيل انهياره ـ والحمد لله ـ نجت عائلتي".
بعد خروجه من منزله، تواصل "الغجر" مع صديقٍ له وعرض عليه الإقامة في منزله، إذ انتقل الأخير لمدينة معرة مصرين بقصد العمل.
ويضيف الغجر: منذ وقوع الزلزال وخروجي من جنديرس أقمت بمنزل صديقي، لكن بالنهاية سيأتي يوم ويحتاج المنزل، ويجب أن أكون قد أمنت مكاناً لي ولعائلتي.. يصعب علي استئجار منزل في إدلب، فأنا سكنت قبل الزلزال في جنديرس لأن الأجور رخيصة.
وراجع محدثنا الشؤون الإنسانية التابعة لـ"حكومة الإنقاذ" في مدينة معرة مصرين، ووعدته بإمكانية نقله مستقبلاً إلى شقة إسمنتية أو مسبقة الصنع، بحسب ما يقول، لكن ما زال قيد الانتظار.
ويختم: "لم تدق بابي أية جهة إنسانية أو حكومية لتقديم مأوى أو مسكن بديل رغم أني متضرر من الزلزال وخسرت كل أغراضي وأثاث منزلي.. كل ما أريده من المنظمات تأمين منزل يؤويني".
تغيب مشاريع إعمار الوحدات السكنية عن منطقة جنديرس رغم أنها الأكثر تضرراً بالزلزال في سوريا، في حين أطلقت المنظمات عدداً من مشاريع التعافي المبكر وترميم مئات الأبنية وبعض المنشآت التعليمية والخدمية.
لا بديل عن المنزل
طاهر عكوش من مدينة الأتارب غربي حلب، خسر والدته وابنته، و4 من أولاد إخوته، بعد انهيار بنائهم السكني بالكامل، المؤلف من 3 شقق سكنية.
طاهر من العائلات التي تسلّمت شقةً سكنية كتعويض، في قرية "أجيال" قرب قرية "البردقلي" شمالي إدلب، بعد أن اضطر للإقامة في منزل صديق له لعام كامل.
يقول طاهر لموقع تلفزيون سوريا: "على الرغم من الخدمات الجيدة نسبياً التي توفرها القرية السكنية، تبقى لدي غصة من ترك مدينتي الأتارب التي تربيت وكبرت فيها والانتقال لمكان آخر".
"حكومة الإنقاذ": نقلنا نحو 10 آلاف عائلة
أفاد أحمد القاسم رئيس دائرة الإسكان المركزي في وزارة التنمية والشؤون الإنسانية في "حكومة الإنقاذ"، بأن الدائرة نقلت قرابة 10 آلاف عائلة من متضرري الزلزال إلى مساكن إسمنتية ومسبقة الصنع، بالتعاون مع المنظمات والجمعيات الإنسانية العاملة في المنطقة.
وبدأت عمليات نقل العائلات القاطنة في مراكز الإيواء المؤقتة التي أنشأت عقب الزلزال والتي بلغ عددها 113 مركزاً، بحسب القاسم، ما عدا مركز الإيواء في مدينة حارم التي من المتوقع نقل العائلات فيها إلى مدينة فريق ملهم التطوعي السكنية عندما تنتهي أعمال البناء.
وأشار القاسم إلى أن العائلات في مراكز الإيواء كان لها الأولوية في النقل إلى الشقق السكنية.
وعلى الرغم من عمليات النقل، أكد القاسم في حديث لموقع تلفزيون سوريا أن "الاحتياج الإنساني للعائلات المتضررة ما زال أكبر من عمليات النقل الجارية، إذ شملت في مراحلها الأولى العائلات القاطنة في مراكز الإيواء، في حين ما تزال آلاف العائلات تقطن في بيوت للإيجار وعند أقاربهم وفي مخيمات النازحين، وهي جميعها يجب أن نعد الخطة لنقلها في المستقبل القريب".
ما طبيعة المنازل؟
يقول القاسم إن المساكن التي جرى نقل العائلات إليها تنقسم إلى نوعين:
الأولى: المساكن الإسمنتية وعددها الأكبر، وتتكون من غرفتين ومنافع وفسحة سماوية
والثاني: بيوت مسبقة الصنع (كرفانات)، ومساحتها نحو 45 متراً
وتتوفر في هذه المساكن بحسب القاسم خدمات الصرف الصحي وشبكة الطرق، بالإضافة إلى المياه والخبز والسلل الغذائية في بعض القرى السكنية.
وكشف رئيس دائرة الإسكان المركزي أن "العمل جارٍ على إنشاء نحو ألف شقة سكنية إضافية لإيواء مزيد من العائلات المتضررة بالزلزال".
"قادرون".. 3 مشاريع قيد البناء لفريق ملهم
وقال عبد الله الخطيب مسؤول قسم الإعلام وجمع التبرعات في فريق ملهم التطوعي لموقع تلفزيون سوريا إن الفريق جمع قرابة مليوني دولار خصصها لعمليات الاستجابة الأولية وخاصة عمليات الإجلاء في سوريا وتركيا، وكفالات لعوائل وأيتام متضررين من الزلزال.
كما أطلق الفريق بعد أيام قليلة من الزلزال حملة "قادرون" خصصها للاستجابة البعيدة المدى والمتمثلة في إعادة إعمار ما دمره الزلزال، وجُمع خلال هذه الحملة مبلغٌ يقارب 12 مليون دولار، وانتقل فيما بعد لمعاينة المواقع المناسبة وشراء الأراضي فيها، وقد اختار الفريق ثلاثة مواقع للبناء في حارم وأرمناز في ريف إدلب واعزاز شمالي حلب.
بعد تحديد المواقع وشراء الأراضي بدأ الفريق بإنشاء القرى السكنية لمتضرري الزلزال وفق معايير ومواصفات ذات جودة، ومقاومة للزلازل.
يضم مشروع "هلال حارم" 25 مبنى فيها 352 شقة سكنية، بالإضافة إلى المرافق الخدمية، من مسجد وسوق ومركز صحي ومدرسة بالإضافة إلى مراعاة وجود المساحات الخضراء، وأعلن الفريق افتتاحاً جزئياً للمشروع اليوم في ذكرى الزلزال، بينما يتوقع الفريق انتهاء كل أعمال البناء والانتهاء من تجهيز البنى التحتية والمرافق الخدمية من طرقات وكهرباء في غضون فترة لا تتجاوز شهراً ونصف الشهر.
أما في أرمناز فيعمل الفريق الآن على إنشاء 340 شقة سكنية، يتوقع انتهاء أعمال البناء فيها في غضون شهرين أو ثلاثة أشهر، وذلك بالإضافة إلى بناء الفريق 120 شقة سكنية في مدينة اعزاز.
يعمل الفريق حتى الآن على البحث عن أراضٍ مناسبة لشرائها والبناء عليها في مواقع أخرى، أبرزها سلقين، لكن الفريق يواجه عدة مشكلات في شراء الأراضي، تتمثل بحسب الخطيب بارتفاع أسعار العقارات، وعدم وجود المحاضر المناسبة للبناء بقرب المدن والمجمعات السكنية.
ما أبرز المشكلات الإنشائية والتنظيمية التي تسببت بانهيار المنازل؟
يقول المهندس محمد ياسر غزال مدير الخدمات الفنية في وزارة الإدارة المحلية والخدمات لموقع تلفزيون سوريا إن أبرز المشكلات التي تسببت في انهيار المنازل بفعل الزلزال كانت في المجمل مرتبطة بالعوامل الإنشائية للأبنية، وإن عدم وجود عناصر إنشائية كافية لمقاومة البناء للزلزال، كغياب الجدران القصية اللازمة لمقاومة الزلازل، وانعدام الدراسات المتعلقة بالعوامل الزلزالية للأبنية قبل تشييدها، كانت عوامل مساهمة في انهيار المنازل.
وبحسب غزال فإن هذه المشكلات ما زالت قائمة في كثير من الأبنية التي شيدت في الفترة الماضية في مختلف المناطق، وذلك بسبب البناء من دون ترخيص "أي من دون مخططات إنشائية أو معمارية"، ومخالفة هذا البناء وجملته الإنشائية لجميع المواصفات الفنية والهندسية للبناء فضلاً عن مخالفاته المعمارية والتنظيمية بما يتعلق بالمخطط التنظيمي ونظام ضابطة البناء والبناء في المناطق غير المسموح البناء عليها كالشوارع والحدائق والمراكز الخدمية والإدارية بالإضافة إلى البناء في الأراضي الزراعية.
وذلك فضلاً عن محاولة المقاولين أو "تجار الأبنية" بحسب وصفه مخالفة المخططات الإنشائية ومخططات التسليح الخاصة بالبناء، لتوفير الكلفة المالية عليهم، وتنفيذ البناء بأقل التكاليف الممكنة، بالإضافة إلى محاولاتهم تنفيذ عمليات الصب للجمل الإنشائية من دون وجود البلدية أو من دون منحهم إذن الصب اللازم للكشف على الجمل الإنشائية ومراقبة حديد التسليح ومدى مطابقته للشروط وللمخططات الهندسية المعتمدة.
أعادت وزارة الإدارة المحلية والخدمات بعد الزلزال المدمر ترتيب إجراءات الترخيص الخاصة بالبناء، وعملت مراجعة لمنظومة البلديات ومسار تنفيذ الأبنية، فقد حلت المجالس المحلية، وأعادت تفعيل البلديات في مختلف المدن والبلدات والقرى.
تم إلزام طالبي الترخيص بتقديم عدد من الوثائق التي تثبت الملكية على العقار المراد البناء عليه، بالإضافة إلى تقديم مخططات هندسية إنشائية ومعمارية تخضع للتدقيق في مديرية الشؤون الهندسية، وفي حال وجود أخطاء فيها يتم ردها إلى المهندس الدارس من أجل تلافي هذه الأخطاء.
كما تم التأكيد في الدراسات الهندسية على دراسة الأبنية المراد إنشاؤها زلزالياً وتطبيق الكود السوري للزلازل، بالإضافة إلى تطبيق إجراء جديد في التراخيص وهو منح طالب الترخيص إذن الصب لجميع العناصر الإنشائية الخاصة بالبناء (أعمدة – جدران قصية – أرضيات – أسقف ...) ويتم منح إذن الصب من قبل البلدية المختصة بعد الكشف الفني والميداني على حديد التسليح والعناصر الإنشائية ومطابقتها للمخططات المعتمدة للرخصة من قبل الشؤون الهندسية.
إحصائية أضرار الزلزال في شمال غربي سوريا بحسب فريق منسقو استجابة سوريا
المباني السكنية الخاصة
- عدد المباني المهدمة أثناء الزلزال بشكل فوري : 2,171
- عدد المباني غير الآمنة للعودة وغير القابلة للتدعيم وبحاجة لهدم بشكل عاجل: 5,344
- عدد المباني التي تحتاج إلى تدعيم لتصبح آمنة للعودة: 14,844
- عدد المباني الآمنة وتحتاج إلى صيانة: 23,738
- عدد المباني الآيلة للسقوط التي تم هدمها بعد الزلزال: 214
المنشآت والبنى التحتية
- المنشآت التعليمية: 433 مدرسة (أضرار جزئية وتهدم جزئي وأضرار متوسطة)
- منشآت القطاع الصحي: 73 منشأة (أضرار جزئية وأضرار متوسطة)
- المخيمات: 136 وحدة سكنية، وتراوحت الأضرار بين الخفيف والمتوسط
- دور العبادة: 83
- خزانات المياه العالية: 13
- أضرار ضمن منشآت أخرى: 94
