يزداد نشاط المنشدين وفرق الإنشاد السورية في مصر خلال شهر رمضان، على عكس ما كان يحدث في أثناء وجودهم في سوريا، ويزيد الطلب عليهم وتزدحم مواعيدهم في مصر.
مع وجود أكثر من مليون ونصف المليون سوري في مصر، نقلوا معهم كثيرا من الموروثات الشعبية التي كان من أهمها، فرق الإنشاد الديني "الموالدية".
ويعد الإنشاد الديني أحد مصادر الدخل المهمة لبعض السوريين الذين لجؤوا إلى مصر، بالإضافة إلى انتقال فرق سورية كبيرة ومشهورة إلى مصر مثل فرقة" أبو شعر" وفرقة"مرعشلي" بالإضافة إلى تأسيس فرق جديدة في مصر مثل فرقة"حلم".
في شهر رمضان، تعتمد المطاعم والفنادق المصرية الكبيرة، إقامة حفلات إنشادية تمتد من بعد الإفطار، إلى وقت السحور، وأصبح المنشدون السوريون ركنا أساسيا لنجاح هذه السهرات.
فترة الازدهار في رمضان
طارق سويدان (41 عاما) منشد سوري ومؤسس فرقة "حلم" في مصر، بدأ رحلته في الإنشاد منذ الصغر، وكان قد أنشأ فرقة "شباب محمد" في سوريا قبل أن يغادرها بسبب الحرب وينشئ فرقته الجديدة في الإسكندرية ومع الوقت انتشرت حفلاته في جميع أرجاء مصر.
يقول طارق، على عكس ما كان يحدث في سوريا في رمضان حيث كانت حفلاتنا توقف خلال الشهر الكريم، ولكنها في مصر تزدهر بشكل كبير، حيث تقام العديد من الحفلات الإنشادية في المطاعم والمقاهي والفنادق الكبيرة.
يضيف طارق، في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا"، ننشد أناشيدنا المعروفة سواء من التراث أو أناشيد فرقتنا، بالإضافة إلى العديد من الأناشيد التي أهديناها لمصر مثل" يا بهية" و "مصر يا أمنا" كرد جميل لمصر وشعبها على احتضانهم للسوريين.
ويشير طارق إلى أنه سيحي حفلاً كبيراً تنظمه محافظة الإسكندرية على شاطئ استانلي، لافتاً إلى أن له حفلات في القاهرة بمناطق "الشروق" و"العاشر من رمضان" و"العبور"، وأن معظم الجمهور يكون من المصريين.
كما تلقى فرق الإنشاد السورية إقبالا كبيرا من المصريين، خصوصا في رمضان حيث يزداد الشعور بالألفة والإخاء، وفقاً لآراء سوريين ومصريين تحدث إليهم موقع "تلفزيون سوريا".
مروة عزت، شابة مصرية، تقول إن معاني الكلمات وعذوبة صوت المنشدين السوريين تدفعني كل عام لحضور إحدى حفلاتهم وخصوصا في رمضان.
بدوره، محمد مصطفى، شاب مصري يتفق مع رأي مروة، ويقول إن لفرق الإنشاد السورية طريقة خاصة مما يجعل كلماتهم مفهومة وتدخل القلب، كما أن الحفلات في رمضان يكون لها متعة خاصة حيث يكون العبد أقرب لربه.
حفلات الخيم الرمضانية
لا يقتصر إحياء الحفلات الرمضانية في مصر على المنشدين فحسب، وإنما تزدهر أيضاً حفلات المطربين السوريين، وخصوصا في الفنادق والخيم الرمضانية، حيث تقام حفلات غنائية بعد الإفطار.
محمود خياطة، مطرب سوري مقيم في مصر، يقول دعيت إلى أكثر من حفل غنائي في رمضان، وتعد هذه الحفلات جميلة ويطلب فيها الجمهور عادةً غناء القدود الحلبية وبعض أغاني مديح النبي، بالإضافة إلى الأغاني المعروفة.
يضيف محمود، أن العدد الأكبر من الجمهور من المصريين بالإضافة إلى السوريين أيضاً، مشيراً إلى أن حفلاته لاقت إقبالاً كبيراً في مصر.
كما ترافق الحفلات الإنشادية، والحفلات الغنائية في الغالب، فرق مولوية، خصوصا خلال شهر رمضان المبارك.
سامر علي، سوري مقيم في مصر، يقول من الجميل أن نفطر في الخارج ونستمع إلى أغانينا المفضلة، فلا يوجد أجمل من القدود في سهرات ما بعد الإفطار.
بدورها، حلا رامز، امرأة مصرية تقيم في القاهرة، تقول أحب أجواء السوريين وأغانيهم، مما شجعني أنا وزوجي، قبل أيام، على الإفطار في أحد المطاعم وحضور حفل غنائي وقد سعدنا جدا بهذا اليوم.
المطاعم والأناشيد السورية المشهورة
في جميع المطاعم السورية المشهورة، تسمع صوت المنشدين السوريين يصدح في وقت مبكر قبل الإفطار وحتى السحور، وتسمع "رمضان تجلى وابتسما طوبى للعبد إذا اغتنما" ما يبهج السوريين الذين يشعرون بالحنين والشوق لقضاء أجواء الشهر الفضيل في البلاد.
إلى جانب الصوت والنغم، تقدم المطاعم السورية أطباقاً مشهورة في رمضان مثل "الباشا وعساكرو، وشيخ المحشي، والكبب"، وتجد باعة "المعروك" و"الناعم" لاستكمال المشهد الرمضاني السوري في مصر.
حتى محال البقالة ومحال الحلويات، تشغل الأناشيد السورية على مدار اليوم وحتى فترة السحور.
لمى ماهر، سورية مقيمة في منطقة الرحاب المعروفة بالكثافة السورية، تقول في كل مرة أنزل إلى السوق وأسمع هذه الأناشيد وأسمع أصوات الباعة السوريين أشعر بالامتنان والحنين في نفس الوقت، فهذه الأصوات ترجعني عشرات السنوات إلى الوراء.
بدوره، محسن عبدو ستيني سوري، يقول أذهب يوميا للمشي في منطقة السوق التجاري، حيث أشعر بأجواء رمضان السورية بسبب أصوات الأناشيد التي يقوم أصحاب المحال بتشغيلها وأشعر أني في حلب التي أشتاقها.