اعتادت هدى العشري، امرأة مصرية، في كل رمضان أن تتشارك مع جارتها فاديا خليل من سوريا "سكبة رمضان" وقائمة الوصفات الرمضانية وتبادل الأطباق والحلويات.
تقول هدى، لا غنى عن وجود المأكولات السورية على السفرة، ولا بد من وجود الفتوش والكبة والمتبلات في رمضان، بالإضافة إلى أصنافنا المصرية الرمضانية، كما أن الحلويات السورية الرمضانية حاضرة على موائدنا.
ومع رمضانهم الثالث عشر في مصر، استطاع السوريون الاندماج في المجتمع المصري، والحفاظ على عاداتهم وأكلاتهم، وعرّفوا المصريين على المطبخ السوري المتنوع، حيث أصبح لا بد من أن يكون هناك صنف سوري واحد على الأقل في المائدة المصرية.
تضيف هدى، في حديثها لموقع "تلفزيون سوريا"، أن فاديا جارتي السورية علمتني الكثير من الوصفات السورية الأصيلة حتى أني وصلت لدرجة إتقانها، وأولادي باتوا يحبون هذه الأكلات كثيرا سواء على الإفطار أو على السحور.
وتشهد مصر كما معظم الدول التي لجأ إليها السوريون انتشار المطاعم السورية ومحال الأجبان والألبان، بالإضافة إلى محال الحلويات، ومشاريع الأكل المنزلي، مما عزز من إقبال المصريين على المطبخ السوري.
أطباق سورية على المائدة المصرية
كان لوجود الطهاة على مواقع التواصل الاجتماعي، والجيران والأصدقاء السوريين، دور في تعليم كثير من الوصفات السورية للمصريين، وتعد الكبة والفتوش وأكلات الرز، من الأطباق المفضلة لديهم.
زينة سمارة، مصرية تقول، في كل مرة أذهب إلى منزل صديقتي السورية كان لا بد أن تعد والدتها الملوخية على طريقتهم.
وتضيف زينة، في حديثها لموقع "تلفزيون سوريا"، قبل رمضان طلبت منها أن تعلمني كيفية صنعها لكي أبدأ أنا بطهيها في المنزل، وبالفعل قمت بطهيها وأعجبت جميع العائلة رغم اختلافها عن الملوخية المصرية.
على غرار زينة، يفضل محمد شريف الكبة المقلية، والفتوش ويقول، في كل رمضان يجب أن أشتري الكبة المقلية، حيث إن زوجتي لم تتعلم إعدادها بعد، ولكنها تعد لي الفتوش في المنزل.
أكلات"الحواضر" حاضرة على السحور
يعد السحور السوري مختلف تماما عن المصري، وتتنوع أطباقه بين الألبان والأجبان والمربيات والزيتون بأنواعه، بالإضافة إلى المعلبات، بينما يعد الفول هو الطبق الأساسي في السحور لدى المصريين، بالإضافة إلى الطعمية (الفلافل) والبطاطس المقلية وبعض أنواع الأجبان.
تنتشر محال بيع الأجبان والألبان السورية "الحواضر" في مصر، والتي تعتبر الوجبات الأساسية للإفطار في الأيام العادية، وللسحور في شهر رمضان حيث لا يستغني عنها السوريون سواء بصنعها في المنزل، أو شرائها.
في السنوات الأخيرة، دخلت هذه الأصناف إلى قائمة الطعام المصري، وبالإضافة إلى الفول، والطعمية، التي تعد وجبة أساسية لإفطار المصريين، دخلت اللبنة، والجبنة السورية، والمسبحة.
وتزدحم المحال السورية الخاصة بهذه المأكولات وغيرها، وتشهد إقبالاً من المصريين أكثر من السوريين، وخصوصا في أيام شهر رمضان، حيث يزداد الطلب لدرجة أن تحولت أطباق شائعة ومفضلة على سفرة السحور المصري.
رامز الدوماني، صاحب سوبر ماركت سوري في شارع فيصل بمحافظة الجيزة يقول، هناك إقبال على "أكلات الحواضر" السورية، ليس فقط الجبنة واللبنة، بل أيضا الأنواع المختلفة من الزيتون وزيت الزيتون والزعتر.
يضيف رامز، اختلاف النكهات عزز من حالة الإقبال، بالإضافة إلى الرغبة في التغيير عند المصريين عن الأصناف التقليدية، هذا الأمر جعل زبائننا المصريين أكثر عددا من السوريين.
بدورها مها سيد علي، مصرية تقول، "الحواضر السورية" خفيفة على المعدة في وجبة السحور، وتجعلني أشعر بالراحة باقي اليوم وأنا صائمة، أصبحت أفضلها عن الفول والفلافل حيث إنها تشعرني بالعطش والتخمة في رمضان، وتعلق مازحة "ولكني لا أستطيع الاستغناء عنها".
الحلويات الرمضانية
من أشهر الحلويات الرمضانية المصرية" القطايف" والكنافة بأنواعها، التي يشتهر المصريون بصنعها وتنويع نكهاتها كل عام، ومنذ قدوم السوريين أضيفت أنواع كثيرة من الحلويات السورية.
ومع" كباية الشاي" لا بد من قطعة معروك بعد الإفطار، والقليل من الكنافة النابلسية بالإضافة إلى القطايف.
سيف علي، مصري يقول، في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا"، تربينا على القطايف المقلية بعد الإفطار، ولكن بعد أن تذوقت القطايف بالقشطة والفستق، لم أعد أحب غيرها، وأنتظر قدوم رمضان لكي أكلها، كما أنها سهلة الإعداد ولا تتطلب وقتا.
حتى الناعم والمعروك، وجدا إقبالا شديدا من المصريين بحسب أبو شادي، سوري وبائع ناعم يقول، لدي زبائن مصريون يأتون من أماكن بعيدة ليشتروا مني الناعم والمعروك حتى إنهم يسألونني عن إمكانية إعداده في الأوقات العادية.
المطاعم السورية وعروض رمضان
يزداد الإقبال على المطاعم السورية في رمضان، رغبة بالتغيير عن الأصناف التقليدية المشهورة، ويزيد من هذا الإقبال الفعاليات، والعروض المقدمة من المطاعم، وتنوع الوجبات خلال شهر الصيام.
تقدم المطاعم عروضا مميزة وخصومات على الوجبات السريعة، بالإضافة إلى تقديم بعض المطاعم لائحة طعام مخصصة لرمضان تضم وجبات شعبية وعصائر رمضانية سورية تتنوع كل يوم وتزين المحال بالفوانيس والإضاءة استعدادا للشهر الفضيل.
إلهام خالد، مصرية وأم لطفلين تقول، أفضل المطاعم السورية في رمضان عن غيرها، فعندما لا نأكل أكلا مصريا يجب أن يكون الاختيار موثوقا، ولا يوجد طعام نظيف ونكهته مميزة كالأكل السوري.
بدوره، شريف محمد، شاب مصري يقول، في رمضان تتنوع الأطباق المقدمة في المطاعم السورية ولا نكتفي بالشاورما والأطباق التقليدية، والأقرب إلى قلبي هي الفتات والكبة والكباب الهندي.