عادت أزمة الخبز مجدّداً إلى العاصمة دمشق، حيث شهدت الأفران ازدحاماً كبيراً وطوابير طويلة غاب مشهدها، منذ أشهر، في ظل رداءة جودة رغيف الخبز وفوضى توزيعه.
عبد الهادي (50 عاماً) من سكّان حي باب سريجة قال لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ "عامل كوة الفرن في الحي، يعبّئ الخبز في أكياس ضمن الفرن لأكثر من ثلاث ساعات ونحن ننتظر في الدور"، مضيفاً: "العامل أخبرهم بأولوية البيع لأصحاب المحال والمطاعم بحجة تعاقد الفرن معهم".
وأوضح أنّه يعاني، منذ أسبوع، من الازدحام والانتظار الطويل حتى يتمكّن من شراء مخصّصاته من مادة الخبز، عدا عن التعامل السيئ من قبل عمال الفرن.
وأشار الرجل الخمسيني إلى تلاعب بائعي الخبز بوزن الربطة، مردفاً: "في حالات كثيرة تكون الربطة ناقصة رغيفاً أو اثنين".
بحسب أحد عمّال فرن "الشريبيشات" في حي باب سريجة، فإنّ عملية تعبئة الخبز في أكياس خلال انتظار الناس أمام الكوات وعدم بيعهم، يعود إلى تغطية حاجات "صالات السورية للتجارة" التي تبيع الخبز للمواطن عبر منافذها، وفق قرار "وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك" في حكومة النظام.
وأضاف العامل لـ موقع تلفزيون سوريا، أنّ هناك أفرانا محدّدة ملزمة بتأمين الخبز لـ"صالات السورية للتجارة"، وبعد ذلك تبيع الخبز على كوات الفرن حتى انتهاء كامل الكمية المخصصة للبيع.
رداءة جودة الخبز في أفران دمشق
تشهد الأفران في مناطق مختلفة من العاصمة دمشق مظاهر ازدحام كبيرة أمام كواتها، خاصةً أفران المزة وباب سريجة وبرزة وغيرها، التي يشتكي فيها السكّان من صغر رغيف الخبز ورداءته.
ويشير بعض السكّان إلى أنّ "فرن الشيخ سعد الذي كان يمتاز بكبر رغيف الخبز، أصبح يبيع الرغيف بحجم صغير ونوعية غير جيدة، ما يجعله غير صالح للاستهلاك البشري في اليوم التالي".
وبحسب المصادر فإنّه رغم محاولات "وزارة التجارة الداخلية" تنظيم عملية الحصول على مادة الخبز منعاً لاحتكارها وتوفيرها للناس، إلا أنّ المشكلة ما تزال ظاهرة خصوصاً في ظل انتشار بسطات بيع الخبز أمام الأفران وفي الشوارع القريبة منها بالتعاون مع عمّال الأفران الذين يأخذون نسبة من الربح.
وبدأت حكومة النظام السوري، في شهر أيلول 2020، بيع الخبز عبر "البطاقة الذكية" ووفق نظام الشرائح بحجة توفيره لكل السكّان ومنع التلاعب والمتاجرة بالمادة وتخفيف الازدحام.
وتباع ربطة الخبز (7 أرغفة) بسعر مدعوم 200 ليرة سوريّة لكل ربطة، بينما يبلغ سعرها في السوق السوداء وعلى البسطات نحو الـ1500 ليرة، وأحياناً قد تصل إلى 2500 ليرة.
ولا يختلف ما يحدث في أفران دمشق عن غيرها من أفران ريف دمشق، التي تشهد ازدحاماً أيضاً، ويشير بعض مسؤولي المخابز التابعين للنظام إلى أنّ السبب يعود إلى "مَن يُنظّمون الدور على الكوات"، زاعمين أنّهم "أشخاص مستفيدون يجمعون البطاقات الذكية ويُدخلون الناس للحصول على المادة وبيعها بشكل حر قبل وصول الدور إليهم مقابل منفعة مادية".