أصدر "تجمع أحرار حوران" تقريراً إحصائياً شاملاً للانتهاكات في محافظة درعا خلال شهر شباط الفائت، والذي شهد ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات الاغتيال والاعتقال في المحافظة.
وسجّل مكتب توثيق الانتهاكات في "تجمع أحرار حوران" في تقريره، مقتل 39 شخصاً، واعتقال قوات النظام لـ 37 شخصا في المحافظة، معظمهم اعتُقلوا بعمليات مداهمة.
حصيلة القتلى
وذكر التجمع أنه "وثق مقتل رجل مدني بانفجار جسم من مخلفات الحرب على الطريق الحربي قرب بلدة المتاعية، ومقتل طفل بعد تعرضه لاستهداف مباشر بـ 13 رصاصة من قبل ضابط من المخابرات الجوية التابعة للنظام، شرقي مخيم النازحين في مدينة درعا، في حين قتل مسلّحان اثنان (غير مدنيين) في أثناء محاولتهما زرع عبوة ناسفة على الأوتوستراد الدولي دمشق - درعا قرب بلدة أم المياذن".
عمليات الاغتيال
وأحصى مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران 35 عملية ومحاولة اغتيال أسفرت عن مقتل 26 شخصاً وإصابة 10 بجروح متفاوتة، ونجاة 8 من محاولات الاغتيال.
وبحسب المكتب فقد "قتل خلال شهر شباط الفائت عضو في لجنة درعا المركزية المسؤولة عن الريف الغربي لدرعا، وناشط إعلامي سابق وهو رئيس في مجلس محلي سابق يعمل كممرض عقب التسوية، و5 أشخاص لم يسبق لهم الانتماء لأي جهة عسكرية، وشخص يتهم بالعمل في تجارة المخدرات، وقيادي سابق في تنظيم داعش لم ينخرط ضمن أي تشكيل عسكري عقب التسوية، بالإضافة لـ 7 عناصر سابقين في فصائل الجيش الحر لم ينخرطوا ضمن أي تشكيل عسكري عقب إجرائهم التسوية".
كما وثق المكتب مقتل "قيادي وعنصرين سابقين بفصائل المعارضة انخرطا عقب التسويات ضمن شعبة المخابرات العسكرية، وعنصر يعمل ضمن مجموعة محلية تتبع للواء الثامن التابع للفيلق الخامس المدعوم من قبل روسيا، وعنصرين يعملان عقب التسوية ضمن لجنة درعا المركزية في الريف الغربي للمحافظة، بالإضافة لقيادي وعنصر سابقين بفصائل المعارضة يعملان ضمن مجموعات محلية معارضة للنظام السوري، وعنصرين يعملان ضمن تنظيم داعش".
وأشار التجمع إلى أن "معظم عمليات ومحاولات الاغتيال التي تم توثيقها في شهر شباط جرت بوساطة إطلاق النار بأسلحة رشاشة روسية من نوع كلاشنكوف، باستثناء 6 عمليات بوساطة عبوة ناسفة".
وسجل المكتب مقتل ثلاثة من قوات النظام بينهم ضابط برتبة رائد نتيجة استهدافهم بالرصاص المباشر من قبل مجهولين في محافظة درعا، كما وثق مقتل ضابطين برتبة ملازم من أبناء محافظة درعا في صفوف قوات النظام خلال اشتباكات مسلّحة، أحدهما قُتل في مدينة السويداء والآخر قُتل في ريف حلب.
وفي قسم الجنايات، وثق المكتب مقتل 4 أشخاص (مدنيين) نتيجة استهدافهم بطلق ناري، اثنان منهم إثر خلافات عشائرية، وواحد في أثناء قيامه بأعمال سرقة، وواحد يتهم بالعمل في السحر والشعوذة.
الاعتقالات والإخفاء القسري
وقال التجمع إن قوات النظام السوري اعتقلت خلال شهر شباط 37 شخصاً في محافظة درعا، بينهم سيّدتان وطفل، أُفرج عن 14 منهم خلال الشهر ذاته. مضيفاً أن "الأمن العسكري التابع للنظام اعتقل 19 شخصاً، في حين اعتقلت المخابرات الجوية 5 أشخاص، والأمن الجنائي 5 أشخاص، والأمن السياسي شخصا واحدا، وأمن الدولة شخصين، بالإضافة لـ 5 آخرين لم تُعرف الجهة الأمنية التي احتجزتهم".
وأوضح أن عمليات المداهمة التي نفذتها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، جرت في كل من بلدة الجيزة، وقرية الكتيبة شمالي خربة غزالة، ومدينة نوى وبلدتي الطيبة والنعيمة، وعمليّتي مداهمة في بلدة عتمان ومحيطها والعملية الأخيرة في مدينة انخل.
ويقول مدير مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران المحامي عاصم الزعبي إن "معظم عمليات الاعتقال التي جرى توثيقها في شهر شباط جرت خلال عمليات المداهمة التي نفذتها أجهزة النظام الأمنية في محافظة درعا".
وأوضح أن "أعداد المعتقلين في المحافظة تعتبر أكبر من الرقم الموثق لدى المكتب، نظراً لامتناع العديد من أهالي المعتقلين عن الإدلاء بمعلومات عن أبنائهم لتخوّفات أمنية، وذلك بسبب القبضة الأمنية التي تُحكمها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام في المحافظة".
وتشهد محافظة درعا عمليات اغتيال وخطف وسرقة وسطو مسلّح، وسط فلتانٍ أمني تعيشه المحافظة منذ سيطرة النظام عليها بدعم روسي وإيراني، شهر تموز 2018، ويوجّه ناشطون أصابع الاتهام إلى أجهزة أمن النظام وميليشياته، التي تشنّ حملات اعتقال مستمرة تطول مدنيين وعسكريين ومسؤولين سابقين في الجيش الحر.