اضطرت نساء سوريات إلى استبدال طرق إعداد تخزين "المونة" من المواد والخضار الصيفية التي تحفظ لفصل الشتاء، بسبب الانقطاعات الطويلة للتيار الكهربائي وارتفاع الأسعار.
وتقول سيدة من ريف اللاذقية لصحيفة (الوطن) المقربة من النظام إنها مرغمة على استبدال طرق حفظ المونة بسبب الأسعار الكاوية للخضار وعدم توافر الكهرباء، لتقوم بصمد الفول والبازلاء على طريقة المخلل بالماء والملح بدلاً من حفظهما بالثلاجة التي لم يتشكل فيها الثلج منذ سنوات بسبب عدم توافر التيار الكهربائي لأكثر من ساعة متواصلة".
وتضيف أن طريقة "تخليل" الخيار والفليفلة، باتت معممة لديها على مواد البازلاء والفول والبامياء وورق العنب، إذ تقوم بفرطها وتقطيعها بحسب الرغبة وتضعها بعبوات فارغة أو مطربانات وتضع لكل لتر ماء معدل ثلاث ملاعق ملح صخري وملعقة صغيرة من السكر، بما يضمن حفاظ الخضار على جودتها بنسبة كبيرة حتى فصل الشتاء، وتقول ساخرةً: "بس ما يرفعوا أسعار الملح والمياه بعد ما يعرفوا طريقتنا الجديدة".
طريقة "تيبيس" المونة
وتشير سيدة أخرى إلى أن الظروف أرغمتها على تجربة كل شيء وإيجاد البدائل حسب المتوافر، ولأن الكهرباء غير متوافرة لتفريز المونة، فقد تحولت إلى تيبيسها في الهواء الطلق. وتضيف أن "التيبيس تجربة ناجحة بالنسبة لمواد اليقطين والبامياء والباذنجان في سنوات سابقة، وهذا العام سنجربها على الفول والبازلاء فربما تكون ناجحة ونستغني عن الكهرباء لحفظ المونة بشكل تدريجي".
ارتفاع أسعار الفول والبازلاء
في المقابل، أكدت ربات منزل عدم قدرتهن على شراء الفول والبازلاء بهذه الفترة بسبب ارتفاع الأسعار بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي، منها ارتفع ثلاثة أضعاف، إذ يسجل سعر كيلو الفول اليوم 2500 ليرة، ويزيد 500 ليرة للمفروط، وكيلو البازلاء يتراوح سعره بين 3000 و3500 ليرة، في حين يباع الفرط» بحدود 7500 ليرة.
وذكرت إحدى السيدات أن كل كيلو بازلاء "حب مفروط" بحاجة إلى شراء 3 كيلو بازلاء بورقها، ما يعني أن كلفة كيلو "المونة المفروط" نحو 22 ألف ليرة كحد أدنى، وبعض السيدات تبيعه بأسعار أغلى مع المطالبة بأجور يد وأكياس وغيرها من تجهيز الخضار الموسمية.
تراجع شراء خضار المونة
وأشار عدد من الباعة إلى تراجع نسبة مبيعات الفول والبازلاء هذا الموسم مقارنة بمواسم سابقة، لافتين إلى أن ارتفاع الأسعار وعدم توافر الكهرباء اللازمة لتموين هذه المواد أديا إلى تراجع شرائها مع وصول نصف الموسم.
ولفت عدد منهم إلى عدم إقبال حتى الباعة الجوالين على شراء أكياس كبيرة من الفول أو البازلاء والتجوال فيها بالحارات الشعبية كما كانت تجري العادة، وذلك بسبب عدم توافر الوقود الكافي لتجوال سيارات السوزوكي، ومن جهة ثانية بسبب عدم إقبال المواطنين من ذوي الدخل المحدود في الحارات الشعبية على شراء كميات كبيرة من الخضار لحفظها حتى الشتاء.
ارتفاع الأسعار في سوريا
وتشهد أسعار معظم أنواع السلع والمواد الغذائية في سوريا كالخضراوات واللحوم والزيوت وغيرها ارتفاعات يومية، في ظل عدم قدرة كثير من العائلات على تأمين احتياجاتها، إضافةً إلى قلة فرص العمل، وضعف القدرة الشرائية للعملة المحلية المتدهورة أمام الدولار.
ومع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، شهدت أسعار معظم السلع والمواد الأساسية في الأسواق السورية ارتفاعات مستمرة، بالتزامن مع تطبيق حكومة النظام قرار رفع الدعم عن فئات من السوريين.
وتعاني المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري تردياً في الواقع الكهربائي، في ظل غياب برنامج تقنين منظم حقيقي، حيث وصلت ساعات القطع في بعض المحافظات إلى أكثر من 20 ساعة متواصلة.