كشف "رئيس لجنة سوق البزورية" في دمشق محمد نذير السيد حسن أن السوق يشهد حالة من الاضطراب، وعدم الاستقرار نتيجة اختفاء العديد من المواد التموينية التي تمس حياة المستهلك، مما أدى إلى ارتفاع أسعارها ارتفاعاً قياسياً إن وجدت لدى باعة المفرق أو نصف الجملة، مؤكداً أن حالة من الانكماش تسيطر على السوق وأن بعض المحال تفتقد أكثر من 50 في المئة لموادها.
وقال السيد حسن لصحيفة الوطن المقربة من النظام السوري أن ارتفاع الأسعار قد طال مواد لا علاقة لها بالاستيراد من أوكرانيا فالرز المتوافر في الأسواق السورية على اختلاف أنواعه مصدره من الهند ودول شرق آسيا.
وأضاف أن المستوردين الأساسيين لمادة الرز وغيرها من المواد لا يستوردون بالقطعة بل قد يستورد التاجر عدة بواخر أو عشرات "الكنتنرات" من المادة، متسائلاً أين اختفت هذه المواد ولماذا ارتفع سعرها فجأة؟
وأوضح أن المستورد حينما يتعاقد على استيراد مادة ما حالياً فإن فترة وصولها تستغرق وقتاً، مضيفاً أن جميع المواد الموجودة في الأسواق قديمة ومع ذلك فقد ارتفعت إلى مبالغ خيالية حيث صل سعر كيلوغرام البرغل إلى 4 آلاف ليرة وكيلوغرام حليب الأطفال "نيدو" إلى سعر 26 ألفاً.
وأشار إلى أن هناك لعبة من كبار المستوردين من التجار فليس من المعقول أن تختفي المواد من الأسواق خلال أسبوع واحد ويحصل تلبيس القصة للحرب على أوكرانيا، مبيناً أن تاجر نصف الجملة هو فقط حلقة بين تاجر الجملة وبائع المفرق ولا يزيد على أي بضاعة أكثر من نسبته في الربح، مؤكداً أن من يخسر في هذه الحالة هو المستهلك الذي يحمل فروقات الأسعار أو تبعات اختفاء المواد.
ارتفاع أسعار الزيت في سوريا بسبب توقف الاستيراد
ويعيد السيد حسن أسباب اختفاء في بعض المواد إلى تأثير الأزمة الأوكرانية على الأسواق السورية مثل الزيوت التي تصل نسبة الأوكراني منها إلى 65 في المئة، مطالباً حكومة النظام بإيجاد بدائل للمواد وذلك عبر تغيير بوصلة الاستيراد إلى دول أخرى مثل روسيا والصين والهند لتوفير الحبوب والزيوت وغيرها من المواد الضرورية لحياة المستهلك.
ووفقاً لـ"الوطن"، فإن سوق البزورية شهد اختفاء كل أنواع الزيوت من المحال ولم يكن هناك سوى محل واحد يبيع بالقطعة وسعر الليتر بـ12 ألفاً و500 ليرة لليتر وقطعة واحدة للمستهلك في حين بلغ سعر الليتر عند بعض محال المفرق خارج السوق 14 ألف ليرة وبلغ سعر "التنكة" من زيت الزيتون زنة 16 كغ 222 ألف ليرة.
ارتفاع أسعار المواد الغذائية في دمشق
وارتفع سعر كيس الرز زنة 20 كغ من 60 ألفاً قبل عشرة أيام ليصل إلى 145 ألفاً في حين وصل سعر الكيس زنة 40 كغ 270 ألفاً وبلغ كيس البرغل زنة 10 كغ سعر 36 ألف ليرة.
وتراوح سعر "تنكة" السمنة زنة 16 كغ بين 195 ألفاً و265 ألفاً وذلك حسب نوعها وكان سعر السمنة البالغ 195 ألفاً قبل أسبوع 140 ألفاً أي بزيادة قدرها 55 ألف ليرة.
وبلغ سعر حليب الأطفال زنة 900 غرام 26 ألفاً، في حين بلغ سعر الكيس زنة 700 غرام 21 ألفاً واستقر صحن البيض عند 11 ألفاً والفول عند 2800 ليرة للكيلوغرام وكيس السكر زنة 50 كغ عند 130 ألفاً.
ومع بدء الغزو الروسي على أوكرانيا، شهدت أسعار معظم السلع والمواد الأساسية في الأسواق السورية ارتفاعاً غير مسبوق، بالتزامن مع تطبيق قرار رفع الدعم عن فئات من السوريين من قبل حكومة النظام السوري، في ظل عدم قدرة كثير من العائلات على تأمين احتياجاتها، إضافةً إلى قلة فرص العمل، وضعف القدرة الشرائية للعملة المحلية المتدهورة أمام الدولار.