icon
التغطية الحية

أردوغان: ليس لدينا نية للتدخل في سوريا ولا مانع من إعادة العلاقات مع الأسد

2024.06.28 | 15:03 دمشق

آخر تحديث: 28.06.2024 | 19:09 دمشق

أردوغان: ليس لدينا نية للتدخل في سوريا ولا مانع من إعادة العلاقات مع الأسد
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (الأناضول)
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

أعرب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن استعداد بلاده إقامة علاقات دبلوماسية مع رئيس النظام السوري بشار الأسد.

جاء ذلك عقب أدائه صلاة الجمعة في مسجد حضرة علي في منطقة أوسكودار.

وأوضح أردوغان في تصريحاته إلى الصحافيين أنه "لا يوجد سبب يمنع إقامة العلاقات الدبلوماسية. سنواصل تطوير العلاقات كما كنا نفعل في الماضي. ليس لدينا أي هدف أو نية للتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، لأن الشعب السوري هو مجتمع شقيق".

وأضاف: "أجرينا لقاءات مع السيد الأسد حتى على المستوى العائلي. ليس هناك ما يمنع من حدوث محادثات في المستقبل، فقد تحدث مرة أخرى".

وكان الرئيس التركي أردوغان قد أطلق تصريحات مشابهة في شهر تموز من العام الفائت، أبدى فيها استعداد بلاده التقارب مع النظام، بشرط استعداد الأخير لذلك.

ونقلت وكالة (الأناضول) التركية، تصريحات أردوغان حينها، حيث قال: "للأسف الأسد يطالب بخروج تركيا من شمال سوريا، لا يمكن أن يحدث مثل هذا الشيء لأننا نكافح الإرهاب هناك.. لسنا منغلقين إزاء اللقاء مع الأسد، ويمكن أن نلتقي، لكن المهم هو كيفية مقاربة (النظام) تجاه مواقفنا".

وتابع قائلاً: "لم نغلق الباب أمام سوريا، أبوابنا مفتوحة، ولا نعارض استمرار الاجتماعات الرباعية بين تركيا وروسيا وإيران وسوريا" إلا أنه تسائل: "كيف يمكننا أن ننسحب من شمال سوريا والتنظيمات الإرهابية تتموضع قرب حدودنا".

وأضاف: "هذه التنظيمات تهدد الأراضي التركية باستمرار، هل تطالب سوريا خروج قوات الدول الأخرى بالطبع لا.. ننتظر من سوريا موقفاً عادلاً، وعندما تتخذ موقفاً عادلاً حينها نستطيع تجاوز كل هذه المشاكل".

أوزال: سألتقي بالأسد إذا لزم الأمر لإعادة اللاجئين

وكشف زعيم حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزال، عن استعداده للقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد "إذا لزم الأمر"، لمناقشة آلية إعادة اللاجئين السوريين في تركيا إلى بلادهم، وذلك في لقاء تلفزيوني مساء أمس الخميس على قناة (Halk TV) التركية.

وقال أوزال: "قبل يومين، التقينا بسفير الاتحاد الأوروبي بتركيا وأبلغناه بأن استقرار تركيا بجانبكم كمستودع للاجئين، لا يعدّ استقراراً حقيقياً. ولكي يتحقق ذلك الاستقرار، يجب أن يتم حل مشكلة اللاجئين في تركيا بشكل كامل".

وأضاف: "أبلغت أيضاً جميع سفراء الاتحاد الأوروبي بأنكم بحاجة إلى تركيا ديمقراطية ومستقرة إلى جانبكم، ولهذا يجب أن تكون لها عضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي. تروننا كمخيم للاجئين عبر الحدود، ولهذا السبب سنتحمل المسؤولية معاً لنحل المشكلة في سوريا".

وأردف: "أنا مستعد لأخذ زمام المبادرة هنا. إذا لزم الأمر، سأذهب للقاء الأسد وفتح قنوات للحوار بين سوريا وتركيا. نحن ندرس ذلك الخيار، وهناك تطورات إيجابية سنعلن عنها حين يأتي الوقت المناسب. سوف نذهب ونلتقي بالأسد، وننقل له مطلبنا الواضح بالجلوس إلى الطاولة مع تركيا، وتحمل مسؤولية المعارضة الرئيسية".

وقال أوزال إن مشكلة عودة السوريين "لن تُحلّ إلا بالجلوس على طاولة (الحوار). ومهما كانت شروط عودة المواطنين السوريين في تركيا إلى سوريا سيتم مناقشتها. وبطبيعة الحال، هناك جانب سياسي لهذا، ويحتاج الأسد إلى إعطاء ضمانات معينة لعودتهم".

"عودة تدريجية للسوريين بالتنسيق مع النظام"

ودعا زعيم حزب الرفاه الجديد، فاتح أربكان، خلال لقاء تلفزيوني أجراه يوم الخميس، إلى عودة تدريجية للاجئين السوريين إلى بلدهم بالتنسيق مع النظام السوري إذا تطلب ذلك، مؤكداً  أن ذلك سيكون مفيداً لهم وتركيا على حد سواء.

وأوضح أربكان أن تركيا أنفقت المليارات على السوريين على مدار أكثر من عشر سنوات: "استضفناهم بأفضل شكل، وقمنا بواجب الأخوة والإنسانية تجاههم، وحتى إننا قلنا المثل المشهور 'وضعوا البلبل في قفص ذهبي، فقال آه يا وطني'".

وأضاف: "عودتهم (أي السوريين) إلى بلدهم بعد هذه الفترة ستكون مفيدة لهم ولنا أيضاً.. بالطبع ليس بجمعهم اليوم أو غداً وإرسالهم، ولكن في مرحلة معينة ومسار محدد وبشكل تدريجي، سيكون إرسالهم هو الأفضل".

وشدد أربكان على ضرورة التنسيق مع النظام السوري من أجل عودة السوريين: "يجب تنفيذ ذلك عن طريق التواصل مع الدولة السورية إذا لزم الأمر، لأن الحرب هناك انتهت إلى حد كبير، والأسد أعاد سيطرته على 70 بالمئة أو 80 بالمئة من الأراضي".

"النظام لا يستفيد من حالة الهدوء في سوريا"

وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، يوم الإثنين، إن النظام السوري لا يستغل حالة الهدوء ووقف إطلاق النار، لحلّ المشكلات الدستورية و"تحقيق السلام مع معارضيه"، داعياً لتوحيد النظام والمعارضة السورية لمكافحة حزب العمال الكردستاني.

وأوضح فيدان في لقاء مع قناة (HaberTürk) التركية أن "أهم شيء حققته تركيا وروسيا في الشأن السوري هو وقف القتال بين النظام والمعارضة، فترة طويلة من توقف الاشتباكات هي أمر بالغ الأهمية".

وأكد وزير الخارجية التركي على أن "ما نريده، هو أن يقيّم النظام السوري هذه الفترة من حالة عدم الصراع بعقلانية، وأن يستغل كل هذه السنوات كفرصة لحل مشكلاته الدستورية، وتحقيق السلام مع معارضيه، وإعادة الملايين من اللاجئين السوريين الذين فروا إلى الخارج أو غادروا أو هاجروا من جديد إلى بلدهم، ليعيدوا بناء بلادهم وينعشوا اقتصادها".

عملية عسكرية مشتركة مع النظام

وشدد زعيم حزب الحركة القومية، دولت بهتشلي، على أهمية التنسيق بين أنقرة وحكومة النظام السوري، لمنع "قسد" من استخدام الوسائل الديمقراطية لتغطية سيطرتها على المناطق المحتلة، وذلك في تصريحات أطلقها في نهاية شهر أيار الفائت.

وأوضح: "يجب على جمهورية تركيا، بالتعاون مع الحكومة السورية على أساس التفاهم المتبادل والمصالحة، أي من خلال بناء جسر من التعاون بين أنقرة ودمشق، منع أي محاولة لاستخدام الوسائل الديمقراطية لتغطية المناطق التي احتلها التنظيم الإرهابي".

وشدّد على ضرورة شن حملة عسكرية بالتعاون مع النظام السوري من أجل إنهاء "قسد"، قائلاً: "يجب اقتلاع جذور التنظيم الإرهابي من مصادره ومن المناطق التي يتكاثر فيها، وذلك من خلال العمليات العسكرية المشتركة بين تركيا وسوريا التي أقترح تنفيذها بتنسيق. حيث لا يوجد مكان للخيانة لا داخل الوطن ولا في الجغرافيا المجاورة".

أين وصل التطبيع بين تركيا والنظام السوري؟

وفي حزيران الجاري، تحدثت وسائل إعلام تركية من بينها صحيفة "أيندليك" المقربة من حزب الوطن اليساري التركي عن عودة اللقاءات الأمنية بين الجانب التركي والنظام السوري، مشيرة إلى انعقاد لقاء أمني جديد في قاعدة حميميم الروسية بوساطة روسية.

وأتت هذه التقارير بعيد تأكيدات رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن قيادته وساطة لتقريب وجهات النظر بين أنقرة والنظام السوري.

وعلم موقع "تلفزيون سوريا" من مصادر مطلعة على مجريات الحوار بين تركيا والنظام السوري أنه لا جديد بين تركيا والنظام السوري، والأمر مقتصر في الوقت الراهن على رسائل غير مباشرة يجري تبادلها عن طريق الجانب العراقي.

وبحسب المصادر، فإن النظام السوري يرغب بعقد اتفاق متكامل يلتزم من خلاله الجانب التركي بتحديد موعد للانسحاب من الأراضي السورية، وعدم التدخل بالشأن الداخلي السوري، والتعامل مع النظام فقط، الأمر الذي أخر فيما يبدو حدوث تطورات بين الجانبين، حيث تضع تركيا ثلاثة شروط لانسحابها من سوريا، أولها استكمال المفاوضات السياسية لكتابة دستور جديد وإجراء انتخابات، ثم إعادة الاستقرار إلى سوريا.

ولم تحسم إيران حتى الآن موقفها تجاه الوساطة العراقية واستضافة بغداد للمباحثات، حيث تمر طهران بفترة انتقالية وتنتظر إجراء الانتخابات الرئاسية، وما ستسفر عنه من تعيين وزير خارجية جديد سيتولى إدارة الملفات السياسية في المنطقة، بعد مقتل وزير الخارجية السابق حسين أمير عبد اللهيان.

وكان وزير الخارجية التركي حقان فيدان عقد، في 11 حزيران الجاري، مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة دول بريكس، وناقشا الملف السوري مجدداً.