تشهد مختلف مناطق سيطرة النظام في سوريا مستويات قاسية ومتفاوتة من التغذية الكهربائية، حيث يصل تقنين الكهرباء في بعض الأحياء إلى 10 ساعات يومياً، بينما أكد سكان بعض الأرياف البعيدة وأطراف المدن أن الكهرباء لم تصلهم بشكل متصل لأكثر من 5 دقائق كل 24 ساعة.
وأفاد موقع "أثر برس" المحلي بأن وصول الكهرباء انخفض إلى مستويات قياسية في عموم البلاد، تجاوز ساعات التقنين المعتادة لدى السوريين، إذ إن بعض المناطق لم تصلها الكهرباء منذ 24 ساعة، وأخرى منذ يومين أو ثلاثة، فيما ارتفعت ساعات التقنين في مراكز المدن لتصل في بعض أحياء دمشق إلى 10 ساعات، و 15 ساعة في أحياء المحافظات الأخرى.
تقنين "غير عادل"
وفي أحياء مثل الزاهرة القديمة والتضامن في مدينة دمشق، وصلت ساعات التقنين على نحو 15 ساعة متواصلة، مقابل ساعة واحدة وصل، في حين بلغت ساعات التقنين في أحياء راقية وسط العاصمة إلى ساعة واحدة وصل مقابل 8 ساعات قطع.
وقال أحد سكان حي الشعلان وسط العاصمة دمشق إن الكهرباء تصل 3 ساعات يومياً، الأولى في الصباح، والثانية مساءً، فيما تصل الساعة الثالثة ليلاً، واصفاً ساعات التقنين بأنها "غير عادلة"، مشيراً إلى أنه في حي أبو رمانة تصل ساعات التغذية الكهربائية إلى 3 ساعات في مقابل 3 ساعات قطع.
5 دقائق كل 24 ساعة
أما في ريف دمشق، أشار "أثر برس" إلى أن ساعات التقنين ارتفعت بشكل كبير، حيث قال سكان حي التل شمالي العاصمة إن التقنين المفترض تطبيقه في المدينة وفقاً لقسم الكهرباء هو ساعتان باليوم، ساعة صباحاً وأخرى مساءً، مقابل 22 ساعة قطع.
وأكد سكان حي التل أن برنامج التقنين الذي أعلن عنه قسم الكهرباء لم يتم تطبيقه بشكل فعلي، حيث هناك انقطاع شبه تام في الوقت الحالي، ووفقاً لبعض السكان فإن الكهرباء لم تصل إلى بيوتهم بشكل متصل لأكثر من 5 دقائق كل 24 ساعة.
وفي منطقة جرمانا، أوضح الموقع أن "ساعات التقنين انخفضت بمعدل 6 ساعات يومياً، وهو معدل كبير مقارنة بساعات الوصل السابقة التي كانت تنعم بها المدينة، حيث بلغت ساعات الوصل حالياً ساعتين، الأولى صباحاً والثانية مساءً، مقابل 22 ساعة قطع".
وأكد عدد من سكان جرامانا أن المدينة كانت تحظى سابقاً بـ 8 ساعات تغذية يومياً، هي 6 ساعات متواصلة بين الساعة 1 ليلاً و 7 صباحاً، بالإضافة إلى ساعة ظهراً وأخرى مساءً، في مقابل 16 ساعة قطع.
إنتاج الكهرباء 1600 ميغا
ونقل الموقع المحلي عن مصادر مطلعة في وزارة الكهرباء بحكومة النظام السوري قوله إن "أسباب التقنين الحاد حالياً تعود لأمرين، الأول يرتبط بانخفاض إنتاجية محطات التوليد في البلاد، حيث بلغ الإنتاج الحالي نحو 1600 ميغا تقريباً، نتيجة انخفاض كميات المشتقات النفطية اللازمة لتشغيل مجموعات التوليد".
وأوضحت المصادر أن "وزارة الكهرباء لا يصلها حالياً سوى نصف احتياجاتها من المشتقات النفطية لزوم تشغيل مجموعات التوليد وأحياناً أقل"، مضيفة أن "حاجة الوزارة اليوم تقدر بنحو 14 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي لتشغيل المجموعات الغازية الجاهز للعمل، إضافة إلى 6 آلاف طن من الفيول لتشغيل مجموعات التوليد البخارية أيضاً".
ووفق المصادر في وزارة الكهرباء، فإن "السبب الثاني وراء التقنين يعود إلى زيادة الحمولات على الشبكة الكهربائية، بالتوازي مع انخفاض درجات الحرارة، ما يدفع المواطنين إلى اللجوء للكهرباء في التدفئة وتسخين المياه وتشغيل الأدوات المنزلية ذات الاستهلاك العالي".