ارتفعت أسعار مولدات الكهرباء مؤخراً رغم أزمة المحروقات التي تعاني منها سوريا، وسط قلة في الأنواع المعروضة لسبب عزاه أحد الباعة في المرجة بدمشق، إلى قلة الطلب وصعوبة الاستيراد.
يشرح البائع الذي فضل عدم ذكر اسمه، سبب ركود الطلب على المولدات بأنه ناجم عن نقص المحروقات ما دفع الذين يملكون مولدات إلى بيعها مستعملة على صفحات الفيسبوك، إضافة إلى ارتفاع الأسعار قياساً بالقدرة الشرائية، وتوجه المقتدرين مالياً نحو تركيب منظومات الطاقة الشمسية.
وفي جولة على بعض صفحات بيع المولدات المستعملة على فيسبوك، لوحظ زيادة بعروض البيع، وبأسعار أقل من نصف سعر الجديدة منها، حيث تراوح سعر الـ 3500 شمعة بين 700 – ومليون ليرة سورية.
وأشار البائع إلى أن قلة من التجار استوردوا مولدات لهذا الموسم الذي من المفترض أن يبدأ مع دخول فصل الشتاء نتيجة ازدياد ساعات التقنين وكثرة الأعطال الكهربائية، مؤكداً أن نقص الأنواع المعروضة ساهم أيضاً برفع الأسعار.
أسعار المولدات في سوريا
السبب الرئيس بارتفاع أسعار المولدات هو ارتفاع سعر الصرف إلى نحو 5 آلاف ليرة سورية ما دفع الباعة لرفع أسعار البضائع التي لديهم، ما جعل استيراد كميات جديدة صعباً عليهم لعدم قدرتهم على تصريف بضائع العام الماضي، إضافة إلى عدم قدرتهم على تأمين القطع الأجنبي والتضييق على الاستيراد وكثرة دوريات الجمارك.
ويبدأ سعر المولدات التي تعمل على البنزين (جميعها صيني المنشأ) من 700 ألف – 1.2 مليون للمولدة 1000 شمعة (القدرات المذكورة هي الفعلية وليست المدوّن على المولدة وعادةً تكون القدرة الفعلية أقل من المدوّن بـ500 شمعة)، وبين 1.2 مليون و 1.4 مليون ليرة للـ1500 شمعة، و1.5 – 1.6 مليون ليرة للمولدة 2000 شمعة، و1.7 – 1.8 مليون للمولدة 2500 شمعة، و2 مليون للمولدات 3000 شمعة، و2.2 مليون للـ3500 شمعة.
لا يمكن حصر الأسعار بشكل دقيق، فالأسعار أعلاه تنخفض وترتفع بهوامش كبيرة تبعاً للأنواع والأشكال والميزات التشغيلية، ومواصفات الكفالة وغيرها من أمور، فمثلاً وصل سعر المولدة الصامتة 2000 شمعة (حسب ما هو مدون وليس الفعلي) إلى 2.7 مليون ليرة سورية.
وارتفعت أسعار المولدات التي تعمل على المازوت أيضاً، وبدأت أسعارها من 3.5 - 4 ملايين ليرة للـ5000 شمعة، وهي مناسبة أكثر للاستخدام التجاري والصناعي لتشغيل المعدات الكهربائية مثل الماكينات أو البرادات.
في العام الماضي، تراوح سعر المولدات بين 250 ألف و300 ألف ليرة للـ 800 شمعة، و350 ألف ليرة وصولاً إلى 900 ألف ليرة للـ 1000 شمعة. أما المولدات المتوسطة باستطاعة 2500 إلى 3000 شمعة، فكان سعرها يبدأ من 1.2 مليون ليرة.
مصروف ضخم
وتحتاج المولدة إلى نحو 1 لتر بنزين أو مازوت في الساعة لتشغيلها ويزيد الإنفاق مع زيادة الأحمال واستطاعة المولدة، لكن وسطياً إنفاق لتر واحد على المولدة كل ساعة يعني حرق نحو 7 آلاف ليرة وسطياً تبعاً لسعر المحروقات من السوق السوداء لكونه لا توجد مخصصات للمولدات (السعر قد يزيد في فصل الشتاء نتيجة شح المحروقات أكثر)، وهذا يعني إنفاق نحو 50 ألف ليرة يومياً إن تم تشغيلها 7 ساعات خاصة في الأرياف التي لا تحصل سوى على ساعة واحدة من التيار الكهربائي الحكومي في اليوم.
ويتراوح سعر لتر الزيت الخاص بمحركات المولدات بين 20 – 25 ألف ليرة للنوع الجيد، وقد يضطر الشخص لاستبداله كل أسبوعين إلى 3 أسابيع تبعاً لمعدل التشغيل.
وينفق أصحاب محال عادية في دمشق ما بين 30 – 35 ألف ليرة سورية يومياً على وقود المولدات في حال كان التيار الكهربائي منتظماً وانقطاعه وفق ساعات واضحة، ويصل المبلغ المنفق يومياً إلى 80 – 100 ألف ليرة لمحال اللحوم والألبان والأجبان التي تحوي برادات ضخمة، وتصل ساعات عملها إلى 12 ساعة باليوم.
ويؤكد أصحاب المحال التجارية أن نفقات تشغيل المولدات وصيانتها الدورية رفعت من أسعار المواد الاستهلاكية، وخاصة تلك التي تحتاج إلى حفظ بالبرادات مثل الأجبان والألبان.
وتعتبر خيارات السوريين في مواجهة انقطاع التيار الكهربائي الطويل غير فعالة تماماً، حيث لا يمكن تشغيل المولدات لساعات طويلة نتيجة كلف تشغيلها المرتفعة وصيانتها الكثيرة لكونها صينية المنشأ، وارتفاع أجور صيانتها، إضافة إلى أن سعرها المرتفع.
ولم تعد البطاريات أيضاً قادرة على مواجهة ساعات التقنين الطويلة لكون الانقطاع يفوق ساعات الشحن بأضعاف، بينما لا تزال حلول الطاقة الشمسية محصورة بالميسورين مادياً نتيجة كلفها المرتفعة.