تشهد الأسواق في مناطق سيطرة النظام السوري، انتشاراً لزيت الزيتون المغشوش، بالتزامن مع ارتفاع سعر المادة بشكل متكرر، في حين نصحت "جمعية حماية المستهلك" بالتأكد من مصدر الزيت قبل شرائه، بسبب صعوبة كشفه إذا ما كان مغشوشاً.
وذكرت صحيفة "تشرين" المقربة من النظام، أن العثور على زيت الزيتون البكر الصافي بات أمراً في غاية الصعوبة، تزامناً مع تجاوز سعر الليتر الواحد 100 ألف ليرة سورية.
ويجد المستهلك نفسه أمام منتج مغشوش مع زيادة عدد التجار الذين يلجؤون للغش بشكل يصعب على المستهلكين اكتشافه.
ونقلت الصحيفة عن أمين سر "جمعية حماية المستهلك" عبد الرزاق حبزة، أن "أكبر مادة غذائية قابلة للغش هي زيت الزيتون، والطريقة المعتمدة في ذلك هي خلطه بزيوت أخرى خفيفة كزيت الذرة".
وإذا ما قرر التاجر الغش، فإنه يشتري زيت الزيتون من مناطق إنتاجه، ويقوم بإنقاص حوالي 5-6 كغ زيت زيتون من كل بيدون، ثم يضيف بدلاً منه زيتاً نباتياً.
صعوبة في كشف الزيت المغشوش
وقال حبزة إنّ "بعض التجار يعلنون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن لديهم زيتاً أصلياً ومكفولاً، لكن من الصعب أن يتم كشف غشه إلا إذا كانت نسبة التلاعب تزيد على 50 في المئة، لأن النوعين مصدرهما نباتي (الذرة وزيت الزيتون).
ويحاول المستهلك كشف الغش باختبار الانكسار من خلال تسليط مصدر ضوء على الزيت، بحيث إذا تخلله الضوء يعتبر مغشوشاً، أما إذا لم يتخلله الضوء فهو جيد، لكن هذه الطريقة ليست علمية والطريقة الوحيدة لكشفه هي التحليل المخبري، حسب حبزة.
ونصح حبزة بشراء زيت الزيتون من مصدر موثوق، لأن كشف غشه يعتبر أمراً صعباً، كما حذر من شراء الزيت عبر النت والطرقات العامة بل عن طريق أشخاص موثوقين أو ماركات معروفة لديها سجل تجاري.
تراجع بالإنتاج وارتفاع بالأسعار
وكانت مديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة التابعة لحكومة النظام السوري، عبير جوهر، قد أكدت أن هناك انخفاضاً بإنتاج مادة الزيتون خلال عام 2023 عن العام 2022 بنحو 28 في المئة، من جراء ارتفاع تكاليف الإنتاج والتغيرات المناخية.
ويقدر إنتاج الزيتون على كامل مساحة سوريا بنحو 711 ألف طن، أما تقديرات إنتاج هذا الموسم في مناطق سيطرة النظام فبلغت نحو 304 آلاف طن، ينتج عنها 49 ألف طن زيت زيتون تقريباً للاستهلاك المحلي، بحسب جوهر.
وفي أواخر العام الماضي، تراوح سعر تنكة زيت الزيتون في دمشق بين 1.2 و1.5 مليون ليرة سورية، وفي بعض المحال بلغ أكثر من ذلك بعد أن كانت تباع التنكة خلال الموسم الماضي بسعر يتراوح بين 300 و600 ألف ليرة، أي أن سعرها ازداد ثلاثة أضعاف.