أظهرت دراسة صادمة في هولندا "تغييراً سلبياً" في مزاج الهولنديين تجاه اللاجئين السوريين، في وقت تشهد فيها مراكز الإيواء ازدحاماً كبيراً بأعداد اللاجئين الذين يشكل السوريون معظمهم.
وأظهر استطلاع أجرته وكالة الأبحاث "Motivaction" أن 66 في المئة من الهولنديين لديهم مشاعر إيجابية بشأن استقبال اللاجئين من أوكرانيا، في حين يشعر واحد فقط من كل ثلاثة هولنديين (32 في المئة) بإيجابية بشأن استقبال اللاجئين من سوريا.
وبحسب الدراسة يعتقد الهولنديون أن الأوكرانيين يستحقون الحماية (78 في المئة)، أما بالنسبة للاجئين السوريين هذا أقل بكثير (أي نسبة 52 في المئة).
كما أن ثلثي السكان الهولنديين (68٪) يصفون اللاجئين الأوكرانيين بأنهم "شجعان"، بحسب الدراسة الهولندية.
ويتوقع ما يقرب من نصف الهولنديين (44٪) أن يقدم اللاجئون مساهمة إيجابية في المجتمع الهولندي، في حين تتوقع نسبة صغيرة فقط (8٪) أن يشكل اللاجئون عبئاً على المجتمع.
ووفقاً للدراسة فإن الموقف الإيجابي تجاه اللاجئين الأوكرانيين يعني أيضاً أن الغالبية العظمى (59٪) من الهولنديين إيجابيون بشأن القيام بعمل تطوعي للاجئين الأوكرانيين.
كما يقول الهولنديون إنهم لا يفهمون على الإطلاق سبب التصريحات السلبية عن الأوكرانيين على وسائل التواصل الاجتماعي (أي نسبة 70 في المئة)، في حين أن التصريحات السلبية عن اللاجئين السوريين مقبولة أكثر (45 في المئة).
ويتوقع ما يقرب من نصف الهولنديين أن يبقى اللاجئون الأوكرانيون في هولندا لمدة أقصاها سنتان، في حين تعتقد نسبة صغيرة فقط (8٪) أنهم سيستقرون هنا إلى الأبد، وعندما يتعلق الأمر بتوطين اللاجئين هناك تفضيل لاستقبالهم بشكل موزع في جميع أنحاء هولندا (47٪)، بدلاً من الاستقبال المركّز في أماكن قليلة فقط (27٪).
الأفارقة الذين جاءوا من أوكرانيا كعمال مهاجرين هم أيضا من بين اللاجئين من أوكرانيا، ومع ذلك، فإن الهولنديين أقل إيجابية بشأن وصول هؤلاء اللاجئين، فقط الربع (24٪) أبدوا ردود فعل إيجابية بشأن وصول اللاجئين الذين تم توطينهم في أوكرانيا كعمال مهاجرين.
ويشير الكثير من الهولنديين أيضاً إلى أن السوريين يشغلون منازل ووظائف مخصصة للهولنديين، أو أنهم ضارون بالاقتصاد (29 في المئة)، أو أنهم يشكلون تهديداً بسبب دينهم (27 في المئة)، وذلك بشكل أكبر من الأوكرانيين بحسب ما نقلت وسائل إعلام عن الدراسة.
وشارك في المسح 1024 مستجيباً تتراوح أعمارهم بين 18 و80 عاماً، ونُفّذ في 1 و 2 من آذار الماضي.
هولنديون يرفضون إيواء لاجئين ببلديتهم
وفي سياق ذي صلة، ذكرت وسائل إعلام هولندية أن غالبية سكان بلدية كرانندونك ترفض إيواء طالبي اللجوء في البلدية بالمستقبل.
وكان مركز الاستقبال الحالي في قاعدة الجيش السابقة في قرية برابانت في بوديل، التي تقع في بلدية كرانندونك "مصدر إزعاج لسنوات"، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام هولندية.
وفي استطلاع للرأي أجري على فئة من السكان، قال 56 في المئة إنهم يعارضون شكلاً جديداً من أشكال الاستقبال في تلك المنطقة، في حين ينظر 11 في المئة من السكان بإيجابية حول هذا الموضوع، كما يرى 29 في المئة أن الاستقبال سيكون مقبولاً إذا تم على سبيل المثال استيعاب عدد أقل من اللاجئين.
وبسبب المشكلات المستمرة، أعلنت بلدية كرانندونك سابقاً أنها تريد إغلاق مركز الاستقبال، الذي يتسع لـ 1500 طالب لجوء في الصيف المقبل.
ولمعرفة رأي السكان في هذا الأمر اتصلت البلدية بوكالة الأبحاث "I&O Research"، حيث تمت دعوة أكثر من تسعة آلاف أسرة في البلدية للمشاركة في الدراسة، ووفقاً للبلدية استجاب أكثر من 46 في المئة من الأسر للاتصال.
وسأل الباحثون السكان على نطاق أوسع عن تجاربهم في استقبال اللجوء، وبحسب الدراسة فإن نحو ثلث المستجيبين كان لديهم تواصل مع طالبي اللجوء في العام الماضي.
وكان هؤلاء الأشخاص بشكل عام أكثر إيجابية بشأن المأوى، و60 في المئة من السكان لديهم تجارب سلبية مع مركز الاستقبال في بودل، وكانت الشكاوى بشكل أساسي حول سرقة الدراجات والمتاجر.
من اللافت للنظر أن كبار السن من سكان كرانندونك يفكرون بشكل إيجابي أكثر في استقبال طالبي اللجوء من الشباب.
على سبيل المثال، يعتبر الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً أن الاستقبال في القاعدة العسكرية السابقة أمر جيد وليس شيئاً سيئاً (38 إلى 39 في المئة).
أما الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و34 عاماً هم أكثر انتقاداً لرعاية القصر في مراكز الإيواء (19 في المئة يؤيدون و56 في المئة يرفضون)، وفق ما نقلت وسائل الإعلام الهولندية.
حزب يميني يسعى لرفض استقبال لاجئين
في سياق متصل، أعلن حزب "الحرية" اليميني المتطرف "PVV" إطلاق حملة ضد إقامة مركز لطالبي اللجوء في بلدية نيكريك في إقليم خيلدرلاند.
وتريد البلدية تحويل مبنى تجاري في قرية هوفيلاكن إلى مركز لإيواء اللاجئين يتسع لـ 350 شخصاً، وقالت عضو مجلس الشيوخ وعضو البرلمان من حزب PVV مارجولين فابر على تويتر إنها لا توافق على هذه الخطط.
ووفقاً للبلدية، هذا مأوى للطوارئ وسيظل قيد الاستخدام كمركز إيواء لمدة عامين ونصف، ولا تستطيع البلدية (حتى الآن) تحديد تاريخ انتهاء نهائي.
وتقول البلدية إنه لا يتم وضع أي قاصرين غير مصحوبين بذويهم في ملاجئ طارئة، ولا يوجد طالبو لجوء من بلدان آمنة.
وبحسب فابر، فإن خطة تقسيم المناطق لا تسمح بالتحول إلى مركز لطالبي اللجوء، تقول: "نحن لن نسمح للباحثين عن الثروة الحياة في قريتنا الجميلة هوفيلاكن"، لذلك سوف يمنع حزبها إقامة مأوى الطوارئ.
وعلى مدار الأعوام العشر الماضية وصل عشرات آلاف اللاجئين السوريين إلى هولندا وحصل عدد كبير منهم على الجنسية الهولندية في حين ينتظر البقية الحصول عليها.
والعام الماضي شهدت مراكز الإيواء ازدحاماً كبيراً في مراكز إيواء اللاجئين وصل حد نوم بعضهم في الشوارع.