حرّض وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عصام شرف الدين، ضد اللاجئين السوريين في لبنان، مدعياً وجود آلاف المسلحين الذين يعملون لصالح إسرائيل في مخيماتهم.
جاءت مزاعم شرف الدين، يوم الجمعة، خلال ندوة حوارية حملت عنوان "تداعيات النزوح السوري وخطة وزارة المهجرين للعودة الآمنة ومحاولات العرقلة من قبل دول الغرب".
وقال شرف الدين، "الخلايا النائمة في جبل لبنان لا شيء، مقارنة مع تقرير المنسقين التابعين لنا في عكار وطرابلس بأن ثمة كوارث في مخيمات النازحين في الشمال حيث آلاف المسلحين، وهؤلاء موجودون لمصلحة إسرائيل وينتظرون ساعة الصفر"، بحسب "الوكالة الوطنية" اللبنانية.
وأضاف، "هناك نية لتوطين النازحين وأهداف التوطين سياسية"، معتبراً أن عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين يمكن أن يكون مادة للتعبئة السياسية وأن يحمل السلاح ليكون مشروع فتنة في لبنان، لأنهم عاطلون عن العمل أو يعيشون تحت خط الفقر.
وتابع، "نحن قادرون أن نبدأ بالمخيمات التي فيها 600 ألف نازح، نفكك الخيم على قاعدة إعداد استمارات. فالمواطن السوري الذي بيته صالح للسكن وقريته مرممة وفيها بنى تحتية ومع "العفو الرئاسي"، لا يوجد أي عائق لعودته ويكون هناك أولوية بالترحيل".
وبيّن شرف الدين، أنه سيحضر جلسة مجلس الوزراء يوم الإثنين، وسيطرح موضوع عودة اللاجئين السوريين من خارج جدول الأعمال، مشيراً إلى أنه "قد يفتعل مشكلاً".
لبنان يريد بحث ملف اللاجئين مع النظام السوري
وفي 19 من تموز الجاري، أبلغ وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبد الله بو حبيب، النظام السوري برغبة الحكومة في تشكيل وفد من وزارة الخارجية لزيارة العاصمة دمشق لبحث جملة من القضايا بما فيها ملف اللاجئين في لبنان.
وقالت الخارجية اللبنانية، إن الوزير اجتمع مع القائم بأعمال السفارة السورية في لبنان علي دغمان وأبلغه برغبة الحكومة في تشكيل وفد لزيارة دمشق وإجراء مشاورات سياسية إقليمية ودولية، والبحث في القضايا المشتركة ومنها قضية اللاجئين السوريين في لبنان.
وأوضح البيان أن "الاجتماع كان "بناءً لتوجيهات رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي".
وكان وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين قد بحث مع وزير الداخلية في حكومة النظام محمد الرحمون، الشهر الماضي، سبل تعزيز التعاون لعودة اللاجئين السوريين.
وأكد الرحمون أن "سوريا قدمت جميع التسهيلات اللازمة لتأمين عودة اللاجئين إلى وطنهم، وكذلك معالجة أوضاعهم في المراكز الحدودية وحل جميع المشكلات التي تعترضهم".
السوريون في لبنان
ووفق تقديرات رسمية، يبلغ عدد السوريين المقيمين في لبنان نحو 1.5 مليون، من بينهم نحو 900 ألف مسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في حين يقيم نحو 600 ألف وفق نظام الإقامة الرسمية أو مخالفين لها، بسبب اشتراط الأمن اللبناني وجود أوراق مصدقة من دوائر النظام السوري، الأمر الذي يتعذّر على كثير منهم.
ويتعرض اللاجئون السوريون في لبنان لتمييز وتعسف من قبل الحكومة والجيش اللبناني، فضلاً عن خطابات عنصرية وكراهية من قبل السياسيين اللبنانيين وعلى الصعيد الشعبي، بالإضافة إلى أعمال عنف بدافع عنصري، من بينها المنع من العمل والإقامة في بعض المناطق، وحرق المخيمات في شمالي لبنان ومناطق أخرى.
ويعيش اللاجئون السوريون في لبنان أوضاعاً إنسانية ومعيشية صعبة، سواء داخل المخيمات أو خارجها، خاصةً مع تفاقم الأزمة الاقتصادية هناك، في حين يأمل معظمهم الخروج من لبنان بطرق قانونية عبر مفوضية شؤون اللاجئين إلى دول الاتحاد الأوروبي، أو بطرق غير قانونية بحثاً عن حياة أفضل بعد معاناتهم في لبنان.