icon
التغطية الحية

هل يمكن لتناول الفواكه والخضراوات تحسين جودة ومدة النوم؟

2024.07.09 | 23:18 دمشق

هل يمكن لتناول الفواكه والخضروات تحسين جودة ومدة النوم؟
هل يمكن لتناول الفواكه والخضراوات تحسين جودة ومدة النوم؟
 تلفزيون سوريا ـ موقع صحتك
+A
حجم الخط
-A

تعتمد الصحة الجيدة على اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، والحصول على قسط كافٍ من النوم. وهناك علاقة واضحة بين هذه العناصر؛ فالتغذية الجيدة تزود الجسم بالطاقة اللازمة لممارسة الرياضة التي بدورها تساعد على تحسين جودة النوم. فكيف يمكن أن يؤثر النظام الغذائي على النوم؟

في هذا الصدد، أجرى فريق من الباحثين من جامعة هلسنكي الفنلندية، والمعهد الوطني للصحة والرعاية الاجتماعية، وجامعة توركو للعلوم التطبيقية، دراسة بحثت في العلاقة بين تناول الفواكه والخضراوات ومدة النوم، ونُشرت في مجلة Frontiers in Nutrition في مايو 2024.

النوم ضروري لصحة الجسم والعقل

يمنح النوم أجسادنا الفرصة للراحة والتعافي من الأنشطة التي قمنا بها خلال اليقظة. ويعتمد القلب، والأوعية الدموية، والعضلات، والخلايا، والجهاز المناعي، والقدرة المعرفية، والذاكرة على النوم المنتظم والصحي للعمل بشكل مثالي.

وأشارت دراسة سابقة أجريت عام 2019، إلى أن النوم مهم لإصلاح تلف الحمض النووي الذي يحدث في أثناء الاستيقاظ. وينصح البالغون بالنوم لمدة تتراوح بين 7 إلى 9 ساعات في الليلة الواحدة.

ووفق دراسات حديثة، أصبح الأرق وقصر مدة النوم أكثر شيوعاً بين البالغين، وذلك ربما بسبب عوامل مثل التوتر، واستهلاك الوجبات السريعة، وأنماط الحياة الخاملة. وأصبح الحرمان من النوم (قلة النوم) مصدر قلق للصحة العامة، فهو يرتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتراجع القدرة الإدراكية، وارتفاع معدل الوفيات.

ما هي كمية الفواكه والخضراوات الموصى بها للبالغين؟

توصي منظمة الصحة العالمية بتناول ما لا يقل عن 400 غرام من الفواكه والخضراوات يومياً، بينما تنصح أحدث التوجيهات من مجلس وزراء الشمال الأوروبي بتناول كمية تتراوح بين 500 و800 غرام من الفواكه والخضراوات والتوت، على أن تكون نصف الكمية المستهلكة من الخضراوات.

دراسة العلاقة بين تناول الفواكه والخضراوات ومدة النوم

في هذه الدراسة الجديدة، أراد الباحثون فهم العلاقة بين تناول الفواكه والخضراوات ومدة النوم، ودرسوا الدور الذي قد تلعبه الأنماط الزمنية الفردية (مثل تفضيل النشاط صباحاً أم مساءً) في التأثير على الخيارات الغذائية ومدة النوم.

شملت الدراسة 5043 شخصاً بالغاً تتراوح أعمارهم بين 18 عاماً فأكثر، وقام المشاركون بملء استبانة حول نظامهم الغذائي اليومي المعتاد خلال آخر 12 شهراً، كما أبلغ المشاركون عن أنماطهم الزمنية (الميل إلى النوم في وقت معين من اليوم) ومدة النوم المعتادة خلال فترة 24 ساعة.

وتبيَّن أن هناك 3 فئات لمدة النوم بين المشاركين:

  • مدة نوم قصيرة (أقل من 7 ساعات في الليلة) لدى 21% من المشاركين، وبلغ متوسط مدة النوم لديهم 6 ساعات.
  • مدة نوم عادية (من 7 إلى 9 ساعات في الليلة) لدى 76.1% من المشاركين، وبلغ متوسط مدة النوم لديهم 7.7 ساعات.
  • مدة نوم طويلة (أكثر من 9 ساعات في الليلة) لدى 2.9% من المشاركين، وبلغ متوسط مدة النوم لديهم 10.1 ساعات.

وصنَّف أكثر المشاركين (61.7%) أنفسهم على أن لديهم نمطاً زمنياً متوسطاً، بينما صنَّف 22.4% أنفسهم على أن لديهم نمطاً زمنياً صباحياً، و15.9% منهم لديهم نمط زمني مسائي.

وأدرج الباحثون النمط الزمني كمتغير مصاحب للدراسة، مشيرين إلى أن العديد من الدراسات لم تدرجه كعامل مؤثر محتمل. ومع ذلك، أظهرت بعضها أن الأنماط الزمنية قد تؤثر على السلوكيات الغذائية. وقال الباحثون: "أظهرت الدراسات أن الأنماط الزمنية المسائية غالباً ما ترتبط بسلوكيات غذائية غير صحية، بما في ذلك عادات الأكل المرتبطة بالسمنة".

هل يمكن لتناول الفواكه والخضراوات تحسين جودة ومدة النوم؟

أظهرت نتائج الدراسة أن الأشخاص الذين ينامون لمدة عادية (من 7 إلى 9 ساعات في الليلة) يتناولون كمية أكبر من الفواكه والخضراوات مقارنة بالأشخاص الذين ينامون لمدة قصيرة (أقل من 7 ساعات) أو طويلة (أكثر من 9 ساعات)، بغض النظر عن أنواع الفواكه والخضراوات. ومع ذلك، اختلفت النتائج باختلاف أنواع الفواكه والخضراوات التي تناولها المشاركون.

لاحظ الباحثون وجود اختلافات كبيرة في استهلاك الخضراوات الورقية الخضراء (مثل السبانخ والنعناع)، والخضراوات الجذرية (التي تنمو أسفل سطح التربة مثل الجزر والشمندر)، والخضراوات المثمرة (مثل البندورة والخيار) بين الأشخاص الذين ينامون لمدة عادية والأشخاص الذين ينامون لمدة قصيرة.

وكذلك، اختلافات كبيرة في استهلاك الخضراوات الورقية الخضراء والخضراوات المثمرة بين الأشخاص الذين ينامون لمدة عادية والأشخاص الذين ينامون لمدة طويلة. بينما لم تظهر اختلافات كبيرة في استهلاك الخضراوات الطازجة والمعلبة الأخرى مثل الملفوف (الكرنب)، والفطر، والبصل، والبازلاء، والفاصولياء.

كما لاحظوا وجود اختلافات في استهلاك التوت وغيرها من الفواكه الطازجة والمعلبة بين الأشخاص الذين ينامون لمدة عادية والأشخاص الذين ينامون لمدة قصيرة. أما بالنسبة للأشخاص الذين ينامون لمدة طويلة، فكان الفرق الوحيد الملحوظ هو في استهلاك التفاح.

الخلاصة: وجد الباحثون علاقة بين استهلاك الفواكه والخضراوات ومدة النوم، ولاحظوا أن انخفاض استهلاك أنواع معينة من الفواكه والخضراوات يرتبط بشكل عام بمدة النوم القصيرة أو الطويلة. بينما لم يجدوا للأنماط الزمنية تأثيراً كبيراً على هذه العلاقة. وأوصوا بإجراء المزيد من الدراسات في هذا المجال لفهم هذه الارتباطات وتداعياتها على الصحة العامة بشكل أفضل، خاصة في مناطق ذات خصائص وأنماط غذائية مشابهة لفنلندا.