لا تزال حركة الملاحة في قناة السويس معطلة لليوم السادس على التوالي، بعد أن جنحت سفينة "إيفر غيفن" (Ever Given) في القناة منذ الثلاثاء الماضي، وما تزال محاولات تعويمها قائمة إلى الآن.
وبحسب صحيفة التايمز (The Times) فإن إخراج سفينة الشحن العملاقة التي تسببت في إغلاق قناة السويس قد يستغرق أسابيع، ما قد يؤدي إلى أزمة في الشحن الدولي ونقص محتمل في السلع الأساسية والوقود، وفقاً لخبراء.
وفي ظل هذه الأزمة أوقفت رومانيا السفن التي تحمل مواشيَ، الجمعة، من الإبحار في اتجاه قناة السويس، بعد أن أعربت جماعات حقوقية عن قلقها من آثار الأزمة المُطولة على صحة الحيوانات، بحسب ما أوردت قناة (أنتينا 3) الرومانية.
وكانت عدة سفن من رومانيا تحمل آلاف الحيوانات المتجهة إلى دول مختلفة للذبح قد علقت بالفعل منذ أيام في قناة السويس، وواصلت السفن الأخرى التي تحمل الماشية الإبحار نحو القناة على الرغم من الجدول الزمني غير الواضح لموعد فتح الممر المائي، بحسب ما أفادت منظمة Animal International، المعنية بحماية وإنقاذ الحيوانات، لشبكة CNN.
وتثير الأزمة مخاوف بشأن استنفاد إمدادات المياه والغذاء التي قد تكون موجودة داخل السفن.
الأردن يدرس إدخال بواخر أغنام عبر سوريا
وأعلن ممثل نقابة الملاحة في الأردن جورج دحدل، أن 7 بواخر تأخر وصولها إلى ميناء العقبة، بعد تعطل الملاحة في قناة السويس، وأوضح أن البواخر تحمل لحوما حمراء، وأن هناك مخاوف في العقبة من حدوث ارتفاع في أسعار اللحوم الحمراء إذا تأخر وصول البواخر.
وزير الزراعة الأردني خالد حنيفات أعلن أمس أن الأردن يدرس بدائل قناة السويس لإدخال 7 بواخر محملة بالأغنام الى المملكة خلال يومين كحد أقصى، مشيراً إلى أن البواخر محملة بـ 85 ألف رأس غنم، وسيتخذ قرار بإدخالها من منافذ أخرى غير قناة السويس، اليوم الأحد على أبعد تقدير، إذا لم تعوم السفينة العالقة في قناة السويس إثر جنوحها.
وقال الوزير إن إدخال حمولة البواخر عبر سوريا هو أحد الخيارات التي تدرسها الوزارة، مؤكداً أن أسعار اللحوم لن تتأثر بهذا الإغلاق سواء إذا تمكنت البواخر من متابعة مسيرها في حال تعويم السفينة العالقة، أو أدخلت حمولتها من منافذ أخرى.
احتمالات افتتاح معبر نصيب في ظل تفاقم أزمة قناة السويس
كذلك ما لا يقل عن 14 سفينة مصممة لشحن الحيوانات متوقفة بالقرب من القناة المغلقة، ويبدو أن العديد منها في طريقها من رومانيا إلى المملكة العربية السعودية، وفقاً لوكالة بلومبرغ التي ذكرت أن بين كل ملايين الأطنان من البضائع المتراكمة في قناة السويس، ليس هناك ما هو أكثر حساسية من الحيوانات المحشورة في أجسام العديد من السفن، وهذه الماشية تحتاج إلى الطعام والماء، وعادة ما تحمل هذه الشحنات ما يكفي فقط لبضعة أيام إضافية.
لذلك فإن هذه السفن في وضع حرج من ناحية العثور على إمدادات للعلف في الوقت الذي قال أشخاص مطلعون على الأمر إن إزاحة السفينة التي تسد القناة قد تستغرق أسبوعاً على الأقل، وهي فترة أطول مما كان متوقعاً في البداية.
وفي حال استمر إغلاق قناة السويس وتوقف السفن التي تحمل مواشي ومواد غذائية المتجهة إلى دول الخليج والأردن، لن يبقى سوى الخيار الذي تدرسه الأردن وهو استخدام موانئ سوريا ولبنان لنقل البضائع براً مرورا بمعبر نصيب.
ويذكر أن معبر نصيب مغلق منذ أكثر من عام إثر جائحة كورونا، ولا يسمح إلا لمرور بضاعة كالخضر والحمضيات وغيرها وبكميات قليلة يتم تصديرها من سوريا إلى دول الخليج والأردن، وكذلك مع دخول العقوبات الأميركية على نظام الأسد المتمثلة بقانون (قيصر) حيز التنفيذ حذرت الولايات المتحدة الأردن من التعامل تجارياً مع نظام الأسد، وكذلك فقد فرض القانون قيوداً على حركة الملاحة التجارية مع الموانئ السورية التي يسيطر عليها نظام الأسد.
وكانت هيئة قناة السويس المصرية استبعدت في السابق تفريغ الحاويات من السفينة العالقة بسبب المدة الطويلة التي قد يستغرقها ذلك، ومن المحتمل أن تؤدي حالة الازدحام إلى منع عودة الحاويات الفارغة إلى آسيا، وبالتالي تفاقم الأمر بسبب حالة العطل التي أصابت عمليات الشحن بسبب وباء كورونا.
وجنحت سفينة الحاويات "إيفر غيفن" صباح الثلاثاء الماضي في الناحية الجنوبية للقناة قرب مدينة السويس، ويبلغ طول السفينة التي كانت تقوم برحلة من الصين إلى روتردام، 400 متر وعرضها 59 متراً وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن.