icon
التغطية الحية

مَن المستفيد من قتل عناصر الشرطة في درعا؟

2023.06.26 | 05:45 دمشق

آخر تحديث: 26.06.2023 | 05:45 دمشق

دورية عسكرية للنظام السوري في درعا
دورية عسكرية للنظام السوري في درعا
درعا ـ أيمن أبو نقطة
+A
حجم الخط
-A

شن مجهولون هجوماً بالأسلحة الرشاشة على دورية لشرطة النظام السوري على طريق الأوتوستراد الدولي "دمشق - درعا" بالقرب من بلدة خربة غزالة في ريف درعا الشرقي، ظهر يوم الأحد.

وقبلها بساعات، في صباح اليوم ذاته، استهدف مجهولون بالرصاص المباشر سيارة من نوع هايلوكس تقل خمسة عناصر من شرطة النظام عند دوار الجمل في بلدة بالمزيريب غربي درعا، ما أسفر عن مقتل أربعة عناصر وإصابة الخامس بجروح.

وارتفعت وتيرة استهداف عناصر شرطة النظام في محافظة درعا خلال الأسبوعين الماضيين بشكل ملحوظ، ما أدى إلى مقتل سبعة عناصر، بينهم ثلاثة ينحدرون من المحافظة.

ومن الملاحظ في عمليات استهداف قوات النظام الأمنية في محافظة درعا، تركزها على دوريات الشرطة خلال الشهرين الماضيين، فما دواعي تلك العمليات؟ ومن المستفيد الأول من تلك العمليات؟

لماذا عناصر الشرطة؟ 

في حديث خاص لموقع تلفزيون سوريا مع قياديين اثنين عملا ضمن فصائل المعارضة قبيل عقد اتفاق التسوية عام 2018، أكدا أن المستفيد الأول والأخير من العمليات الأخيرة التي استهدفت دوريات الشرطة هو النظام السوري. 

واتفق القياديان اللذان فضلا عدم الكشف عن اسميهما لأسباب أمنية، على أن الجهات التي تركز استهدافها لعناصر الشرطة من دون غيرها من دوريات وحواجز أمنية لها غايات ومآرب تصب في مصلحة النظام السوري على وجه الخصوص.

ومن أبرز غايات النظام بحسب المصدرين، إيصال رسائل لدول المنطقة بوجود تنظيمات تعمل على عدم الاستقرار في الجنوب السوري، وبالتالي ستُفشل تلك التنظيمات أي مبادرة جديدة من قبل دول المنطقة في حال فشل اتفاق خطوة مقابل خطوة.

وتعطي تلك العمليات فرصة للنظام السوري لشرعنة تعزيز قواته في بعض المناطق المهمة بالنسبة له في محافظة درعا، من دون لفت الأنظار إليها، وفق أحد المصادر.

وأضاف المصدر ذاته، أن النظام لا يقدم على أي عمل إلا بما يضمن تحقيق أكثر من غاية وهدف ثمين له.

وبعد مضي نحو شهر على اتفاق خطوة مقابل خطوة بين النظام السوري والدول العربية، يتوقع المصدر أن تفشل تلك المبادرة قريباً، مع استمرار ميليشيات مدعومة من النظام السوري وإيران بتجارة وتهريب المخدرات والسلاح نحو الأردن ودول الخليج العربي. 

المخابرات الجوية تدهم الشيخ مسكين

في 15 من حزيران الجاري، شنت المخابرات الجوية التابعة للنظام السوري حملة دهم واعتقالات في مدينة الشيخ مسكين على مدار يومين متتاليين أسفرت عن اعتقال أكثر من 20 شخصاً من أبناء المدينة، بينهم أشخاص أجروا التسوية الأخيرة بدرعا المحطة.

وجاءت مداهمة الشيخ مسكين بعد مقتل عنصرين لشرطة النظام في محيط المدينة.

مقتل وجرح متهمين باغتيال عناصر الشرطة

في الـ 20 من حزيران الجاري، قتل الشاب صلاح الهملان وأصيب شقيقه راشد بجروح خطيرة، إثر استهدافهم بالرصاص من قبل دورية أمنية تابعة للنظام في مدينة الشيخ مسكين بريف درعا الأوسط.

واتهم النظام الشقيقين المنحدرين من السويداء، بوقوفهم وراء تنفيذ عمليات الاغتيال بحق 3 من عناصر الشرطة خلال الأيام القليلة الماضية في الشيخ مسكين. 

وقالت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا إن الشقيقين يتهمان بالعمل لصالح المخابرات الجوية في مدينة الشيخ مسكين، حيث جرى استخدامهم من قبل الجوية لتنفيذ عمليات اغتيال الشرطة لإيجاد ذريعة اقتحام المدينة واعتقال معارضين للنظام. 

يحيط بمدينة الشيخ مسكين عدة حواجز عسكرية تابعة للمخابرات الجوية والمخابرات العسكرية، وتعتبر المدينة عقدة مواصلات تصل ريفي درعا الشرقي والغربي. 

وسبق أن دهمت المخابرات الجوية الشيخ مسكين خلال السنوات التي تلت سيطرة النظام على محافظة درعا، واعتقلت مئات من أبناء المدينة، قضى العديد منهم تحت التعذيب في معتقلات النظام. 

عودة إلى الوراء

في أيار 2020 دهمت مجموعة يتزعمها القيادي "محمد قاسم الصبيحي" المعروف محلياً بـ "أبو طارق الصبيحي"، مخفر شرطة المزيريب واعتقلت عناصره وعددهم 9 ثم قامت بتصفيتهم على خلفية مقتل أحد أبناء الصبيحي "شجاع" وصهره "محمد أحمد الصبيحي" بظروف غامضة على طريق داعل – جعيلة في ريف درعا الأوسط، لكن "الصبيحي" اتهم نظام الأسد بمقتلهما.

بعد مقتل عناصر الشرطة التسعة في بلدة المزيريب أرسل النظام السوري تعزيزات عسكرية لاقتحام الريف الغربي، لكن لجنة درعا المركزية دخلت في جولات تفاوضية مع النظام طالب الأخير فيها ترحيل 6 أشخاص إلى الشمال السوري، كان الصبحي أحدهم.

وفي حزيران 2021 حاصرت قوات تابعة للفرقة الرابعة وميليشيات أخرى مدعومة من إيران أحياء درعا البلد وطريق السد والمخيمات وأطلقت عملاً عسكريًا نحو تلك الأحياء متذرعة بوجود التنظيمات في المنطقة.

وسبق أن شن النظام السوري أكثر من عمل عسكري في بعض مدن وبلدات المحافظة بذات الحجج والذرائع، أسهمت تلك الأعمال بتحييد عشرات المعارضين سواء عبر قتلهم أو تهجيرهم خارج المنطقة.

وتسهل تلك العمليات بسط سيطرة النظام السوري على مناطق الجنوب السوري بنفس الأدوات التي استخدمها قبيل عام 2018 لقمع ثورة الشعب السوري ضد حكم بشار الأسد.