داهمت دورية أمنية مشتركة للنظام السوري محال تجارية على الطريق الواصل بين مدينة الشيخ مسكين وبلدة ابطع في ريف درعا الأوسط، واعتقلت العديد من أصحاب المحال التجارية.
وقال مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا إن دورية مشتركة لجهازي المخابرات العسكرية والجوية مؤلفة من 7 سيارات عسكرية تقل مضادات أرضية بالإضافة لـ 3 سيارات مصفحة تحمل عناصر من قوات النظام داهمت ظهر اليوم الأربعاء العديد من المحال التجارية بين الشيخ مسكين وابطع واعتقلت عدد من أصحاب تلك المحال.
وذكر المصدر أن عملية الدهم والاعتقال جاءت بالقرب من موقع حادثة مقتل العنصر أحمد زكريا الوادي، من مرتبات قوى الأمن الداخلي، برصاص مجهولين على طريق الشيخ مسكين - ابطع، صباح اليوم.
ينحدر الوادي من قرية جباب شمال درعا، ويخدم في مخفر الشرطة التابع للنظام في بلدة محجة.
وبحسب المصدر فإن ضباط النظام السوري يتبعون ذات العقلية القديمة في التسلط على رقاب الأهالي عقب كل حادثة استهداف لقوات النظام يتم اعتقال مدنيين لا علاقة لهم بالقرب من موقع الاستهداف.
وفي ظهر اليوم أصيب عسكريين اثنين من قوات النظام بالإضافة لرجل وامرأة بجروح متفاوتة بين الخفيفة ومتوسطة الخطورة، نتيجة انفجار عبوة ناسفة في بلدة نبع الصخر في ريف القنيطرة الشرقي.
حوادث مشابهة
وفي يوم أمس الثلاثاء تعرض باص مبيت عسكري لقوات النظام لعملية استهداف بعبوة ناسفة زرعها مجهولون بالقرب من بلدة نامر في ريف درعا الأوسط، دون أن يسفر الاستهداف عن تسجيل أية إصابات.
وفي الحادي عشر من حزيران الجاري، قتل عنصر من قوات النظام إثر استهدافه بالرصاص من قبل مجهولين على الطريق الواصل بين مدينتي الشيخ مسكين وازرع، بحسب موقع تجمع أحرار حوران المحلي.
وقتل أيضاً 3 أشخاص وأصيب رابع بجروح خطيرة إثر استهداف سيارة كانت تقلهم في بلدة عتمان شمال مدين درعا، في التاسع من حزيران.
والأشخاص الأربعة ينحدرون من مدينة طفس غربي درعا، ويعلمون ضمن مجموعة تتبع لجهاز المخابرات الجوية يتزعمها الشاب عبدالناصر كيوان المعروف محلياً بـ (عبود الشلبك) والذي تعرض للإصابة بجروح خطيرة إثر حادثة الاستهداف.
وتنشط هذه المجموعة في تنفيذ عمليات اغتيال وخطف تستهدف معارضين للنظام السوري، بالإضافة إلى عمليات سلبٍ وقطع للطرقات، كما تتهم أيضاً بالعمل في العمل بتجارة المخدرات.
الاغتيالات في درعا
وتشهد محافظة درعا، جنوبي سوريا، انفلاتاً أمنياً منذ سيطرة النظام السوري عليها في تموز 2018 يتمثل بعمليات الاغتيال والتصفية الممنهجة والتي تستهدف جميع الفئات دون تمييز، جزء من تلك العمليات تستهدف شخصيات متورطة بتجارة وتهريب المخدرات، وعسكريين من عناصر وضباط يتبعون لأجهزة النظام الأمنية، وميليشيات محلية مرتبطة بمخابرات النظام.
وعثر أهالي بلدة اليادودة يوم أمس الإثنين على عبوة ناسفة زرعها مجهولون بالقرب من منزل القيادي إياد الغانم، جرى تفكيكها من قبل عناصر مجموعة الغانم.
والغانم، قيادي سابق في فصائل المعارضة، عمل عقب التسوية ضمن مجموعة القيادي معاذ الزعبي قبل مقتله باشتباكات مع قوات الفرقة الرابعة في 29 تموز/يوليو 2021.
وكان الغانم أحد الشخصيات الستة التي طالب نظام الأسد بترحيلها من محافظة درعا إلى الشمال السوري في كانون الثاني/يناير 2021 وذلك قبل أن يلغى قرار الترحيل بضغط شعبي في الريف الغربي لمحافظة درعا.
وخلال أيّار/مايو الفائت، سجّل مكتب توثيق الانتهاكات في "تجمع أحرار حوران" تنفيذ 33 عملية ومحاولة اغتيال في محافظة درعا، أسفرت عن مقتل 18 شخصاً، وإصابة 13 آخرين بجروح متفاوتة، ونجاة 3 أشخاص.
وجرت العادة ألّا تتبنى أي جهة مسؤوليتها عن عمليات الاغتيال التي تحدث في محافظة درعا، لتسجّل تلك العمليات تحت اسم مجهول، في وقتٍ يتهم فيه أهالي وناشطو المحافظة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري والميليشيات الإيرانية من خلال تجنيدها لميليشيات محلّية بالوقوف خلف كثير من عمليات الاغتيال والتي تطول في معظم الأحيان معارضين للنظام ومشروع التمدد الإيراني في المنطقة.