ملخص
- دعت مفوضية اللاجئين قبرص إلى معالجة طلبات لجوء المهاجرين في المنطقة العازلة.
- يعيش 99 مهاجراً، بينهم سوريون، في المنطقة العازلة، وترفض سلطات الجزيرة قبول طلبات لجوئهم.
- قدمت الأمم المتحدة مساعدات للمهاجرين، لكنهم يعانون من ظروف قاسية.
- تزداد احتياجات المهاجرين الإنسانية، وتتدهور حالتهم الجسدية والنفسية.
- بعض اللاجئين ناجون من العنف القائم على النوع الاجتماعي، والاتجار بالبشر، وبينهم أشخاص يعانون من أمراض خطيرة.
- أكدت المفوضية الأوروبية أن قبرص "ملزمة" بدراسة طلبات اللجوء للمهاجرين بموجب القانون الأوروبي.
دعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قبرص إلى معالجة طلبات المهاجرين في المنطقة العازلة، في حين أكدت المفوضية الأوروبية أن السلطات القبرصية "ملزمة" بدراسة طلبات لجوئهم.
ومنذ أسابيع، يعيش نحو 99 مهاجراً في المنطقة العازلة في العاصمة نيقوسيا، بينهم سوريين، قدموا من الجانب الشمالي للجزيرة، وحاولوا طلب اللجوء في الجمهورية القبرصية، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي، إلا أن الشرطة القبرصية رفضت استقبالهم.
وقالت مفوضية اللاجئين إن السلطات الحكومية في قبرص اعتقلت عشرات المهاجرين ودفعتهم إلى داخل المنطقة العازلة، مشيراً إلى أن نحو 99 طالب لجوء تم إعادتهم بين منتصف أيار الماضي و8 آب الجاري، وفق ما نقلت وكالة "أسوشيتد برس".
وأكدت المتحدثة باسم المفوضية، إميليا ستروفوليدو، أن الوكالة الأممية "تعمل على إنهاء محنة طالبي اللجوء، وحثت السلطات القبرصية على معالجة طلباتهم، ووضع إجراءات من شأنها منع تقطع السبل بمزيد من المهاجرين في المنطقة العازلة".
وأضافت ستروفوليدو أنه "على الرغم من أن الأمم المتحدة زودت طالبي اللجوء بحصص غذائية عسكرية وخيام وبطانيات ومراحيض ومرافق غسيل، إلا أنهم يظلون معرضين للحرارة الشديدة والغبار والرطوبة"، موضحة أن "احتياجاتهم الإنسانية تتزايد، وتتدهور حالتهم الجسدية والنفسية مع استمرار بقائهم في هذه الظروف، بعضهم منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر".
وأكدت المسؤولة الأممية أن "بعض هؤلاء اللاجئين ناجون من العنف القائم على النوع الاجتماعي، والاتجار بالبشر، وبينهم أشخاص يعانون من أمراض خطيرة، مثل السرطان والربو ومشاكل الصحة العقلية الخطيرة".
ويشير مصطلح المنطقة العازلة الخضراء إلى الخط الذي يقسم الجزيرة إلى قسمين، القسم الجنوبي المعترف به دولياً كجمهورية قبرص، والقسم الشمالي الذي أعلن استقلاله كجمهورية شمال قبرص.
ومن بين المهاجرين في المنطقة العازلة، لا يزال 76 شخصاً من بلدان مثل سوريا وإيران وأفغانستان ونيجيريا والصومال وبنغلاديش والسودان والعراق وغزة عالقين في موقعين، غربي العاصمة نيقوسيا وشرقها، من بينهم 18 قاصراً، 6 منهم غير مصحوبين بذويهم.
ومنذ حزيران الماضي، ترفض السلطات القبرصية السماح لطالبي اللجوء بتقديم ملفاتهم، وانتهى بهم الأمر في خيم يعيشون ظروفاً متدهورة تحت درجات حرارة عالية.
قبرص ملزمة بدراسة طلبات اللجوء
من جانبها، أكدت المفوضية الأوروبية أن السلطات القبرصية "مُلزمة بدراسة طلبات لجوء المهاجرين المتواجدين في المنطقة العازلة"، مشيرة إلى أن "إمكانية تقديم أي شخص طلباً للحماية الدولية على أراضي دولة عضو، بما في ذلك على حدودها أو في منطقة عبور، منصوص عليها في قانون الاتحاد الأوروبي".
ودعا متحدث باسم المفوضية الأوروبية السلطات القبرص إلى توفير إجراءات اللجوء لـ 70 مهاجراً عالقا في المنطقة التي تسيطر عليها الأمم المتحدة، وفق ما نقل موقع "قبرص ميل".
وقال المتحدث الأوروبي إن المفوضية "تراقب الوضع عن كثب، وكانت على اتصال بالسلطات القبرصية ومفوضية اللاجئين في قبرص"، مؤكداً أن قبرص باعتبارها دولة عضو فإن هناك التزاماً بتوفير الوصول إلى إجراءات الحماية الدولية".
وفي وقت سابق، أجرى ممثلون عن 12 سفارة في قبرص زيارة، الأسبوع الماضي، إلى المنطقة العازلة للاطلاع على أوضاع المهاجرين، الذين قالوا إنهم "يعانون من الاكتئاب والشعور المتزايد باليأس، لأنهم يعيشون في خيام مؤقتة دون وضوح بشأن ما قد يحدث لهم".
وقال المفوض السامي البريطاني في قبرص، عرفان صديق، إنه "على الرغم من الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة، فإن هؤلاء الأشخاص، بما فيهم الأطفال، يعيشون في ظروف مزرية"، مؤكداً أن "هناك حاجة إلى حل عاجل لنقلهم على ظروف أكثر إنسانية والسماح بمعالجة طلبات اللجوء الخاصة بهم".