شهدت مدينة القامشلي خلال الـ 24 ساعة الماضية حالة توتر أمني غير مسبوق بين قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية في الأحياء الجنوبية لمدينة القامشلي مع محاولة "قسد" التقدم باتجاه مناطق سيطرة النظام في أحياء الزنود وطي.
وقال مصدر أمني مقرب من "قسد" إن "قوات النظام استقدمت دبابات وراجمات صواريخ إلى حي زنود لمواجهة أي تقدم لقوات سوريا الديمقراطية التي طالبت النظام بالخروج من مدرسة داخل حي طي بمدينة القامشلي".
وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية من طرد ميليشيا الدفاع الوطني من حي طي بعد اشتباكات ومواجهات عسكرية دامت لأكثر من أسبوع في شهر نيسان العام 2021 إلا إن جيش النظام بقي داخل مدرسة سليمان العزو وسط الحي بضغط من القوات الروسية.
واعتقلت قوات سوريا الديمقراطية منذ ثلاثة أيام قائد الفوج 54 المتمركز في قرية طرطب جنوبي مدينة القامشلي وطالب النظام "بإطلاق سراحه فوراً محذرة قسد من الاستمرار في اعتقاله الأمر الذي رفضته قسد" بحسب المصدر.
ووجهت "قسد" سكان حي حلكو والأحياء الجنوبية بضرورة إخلاء منازلهم واستقدمت تعزيزات عسكرية إلى المناطق المحاذية لمواقع انتشار قوات النظام وميليشيا الدفاع الوطني في حي زنود ومحيط مطار القامشلي.
وأشار المصدر إلى أن "القوات الروسية أجرت اتصالات مساء الأمس مع قادة قوات سوريا الديمقراطية وحثتهم على عدم التصعيد مع النظام في القامشلي ودعت إلى اجتماع في مدينة الحسكة".
وليلة أمس الأحد، نزحت عشرات العوائل من مناطق خطوط التماس بين قسد وقوات النظام في حي حلكو وحي زنود وطي خشية اندلاع اشتباكات بين الطرفين.
للمرة الثانية.. اجتماع برعاية روسية ينتهي دون نتائج
أفادت مصادر تلفزيون سوريا بعقد القوات الروسية اجتماعاً بين "قسد" والنظام في قصر الضيافة داخل منطقة المربع الأمني وسط مدينة الحسكة في حين انتهى الاجتماع دون التوصل لتفاهمات لإنهاء حالة التوتر بين الجانبين.
وقال مصدر مطلع إن "روسيا تضغط على قسد لإنهاء الحصار التي تفرضه على مناطق سيطرة النظام في محافظة الحسكة مقابل وقف التصعيد في دير الزور، في حين تصر قسد على معاقبة النظام بعد هجوم جيش العشائر في دير الزور".
وبحسب المصدر فإن "قسد تطالب النظام بتسليمها إبراهيم الهفل شيخ عشيرة العكيدات وقائد ما يمسى قوات العشائر في دير الزور والإفراج عن عناصرها ممن تم أسرهم على يد قوات الأخير في دير الزور وضمان روسيا بعدم حدوث هجمات مستقبلية على مناطقها من قبل الميليشيات المرتبطة بالنظام وإيران في المنطقة".
وينفي النظام مسؤوليته عن هجوم دير الزور، متذرعاً بأن "قوات العشائر" "تتحرك بشكل مستقل" وأشارت بشكل غير مباشر إلى "دور إيران في دعمها وعدم قدرتها على منع هجمات الأخيرة كونها ذات طابع شعبي عشائري" بحسب وصف مسؤولي النظام.
وانتهى الاجتماع دون التوصل إلى أي نتائج وتفاهمات بين الطرفين في حين أكدت روسيا على ضرورة تجنب حدوث أي تصعيد في محافظة الحسكة واستمرار التواصل والاتصالات بين الجانبين لخفض التوتر الأمني.
لأول مرة.. "قسد" تهاجم النظام براً في غرب الفرات
أعلنت قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، اليوم الإثنين، تنفيذ عملية تسلل برية استهدفت مواقع قوات النظام وميليشياته على الضفة الغربية لنهر الفرات، رداً على الهجوم الصاروخي الذي شنه النظام على قرى الدحلة وجديدة بكارة بريف دير الزور الشرقي الأسبوع الفائت.
وهذه المرة الأولى التي تستهدف فيها قوات سوريا الديمقراطية مواقع النظام والميليشيات الإيرانية براً في منطقة غرب الفرات.
وقالت "قسد" في بيان إنها "أغارت بعملية أمنية واسعة على ثلاث نقاط لقوات النظام وميليشياته في بلدات الكشمة والبوليل والطوب غربي نهر الفرات".
وأشارت إلى أن "العملية أسفرت عن مقتل 18 عنصراً من النظام وإصابة آخرين وكذلك تمكنت من الحصول على 11 قطعة سلاح وكمية من التجهيزات العسكرية" وفق بيان قسد.
"قسد" تواصل حصار قوات النظام
تستمر "قسد" لليوم السادس على التوالي بفرض حصار على مناطق سيطرة النظام في الحسكة والقامشلي رداً على هجوم "مقاتلي العشائر" على مناطق سيطرتها في دير الزور، حيث تمنع السيارات والمدنيين وعناصر النظام من الدخول والخروج من تلك المناطق، كما تفرض حصاراً على مطار القامشلي الدولي.
ونشرت "قسد" العشرات من عناصرها، صباح الأربعاء الفائت، في الطرق الرئيسية ومداخل منطقة "المربع الأمني" في مدينة الحسكة، حيث يوجد محافظ الحسكة وقادة جيش النظام وأجهزته الأمنية ومؤسسات الدولة.
وفرضت "قسد" طوقاً أمنياً في محيط المربع الأمني ومؤسسات النظام والمطار الدولي في مدينة القامشلي.