نظّمت مكتبة "كشكول" معرضاً فنياً في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، لدعم مهارات الرسامين في المنطقة، وإبراز قدراتهم، وتوفير مكان مناسب لهم لعرض لوحاتهم وبيعها.
وشارك في المعرض الذي بدأ قبل ثلاثة أيام، 12 رساماً من مناطق متفرقة شمال غربي سوريا، بمعدل 70 لوحة، وقد زار المعرض أكثر من 600 شخص في أول يوم، ونحو 500 شخص في اليوم الثاني.
فكرة وهدف المعرض
وافتتح المعرض في 1 آب الجاري في مول اعزاز، ويستمر لمدة ثلاثة أيام، بهدف تسليط الضوء على قدرات الرسامين واكتشاف مواهبهم، بحسب يزن الراوي، مدير مكتبة "كشكول" الراعية للمعرض.
وأضاف الراوي في حديث مع موقع "تلفزيون سوريا"، أن المعرض سيساعد الرسامين على بيع لوحاتهم، لتكون مصدر دخل لهم في المستقبل، موضحاً أن دور المكتبة يقتصر على التنظيم وتشجيع المشاركين في المعرض، أما بيع اللوحات فيتعلق بالرسام نفسه.
وبلغ عدد المشاركين في المعرض 12 رساماً ورسامة، في حين بلغ عدد اللوحات 70 لوحة، وبحسب "الراوي"، تم نشر إعلان على وسائل التواصل الاجتماعي عن المعرض، واختيار الرسامين أصحاب المواهب العالية.
ويمكن أن يستفيد الرسام من المعرض في اكتساب الشهرة، وبيع اللوحات، حيث تم بيع نحو 25 لوحة منذ افتتاح المعرض.
وتفكر مكتبة "كشكول" بافتتاح معارض جديدة، سواء للرسم، أو الخط العربي، أو الأشغال اليدوية، أو للكتب، ويقول "الراوي" إنهم افتتحوا معرضاً للكتب منذ فترة ولا يزال مستمراً، وتقوم فكرته على إعارة الكتاب لمدة أسبوع إلى 10 أيام، مقابل 15 ليرة تركية فقط.
ماذا استفاد الرسامون؟
معظم الرسامين الذين خاضوا التجربة، لم يسبق لهم المشاركة في أي معرض فني، ويقول الرسام براء عبيد، إن المعرض كان فرصة لمشاركة الرسمات على أرض الواقع، حيث "يعتمد أغلبنا على عرض لوحاته بواسطة الحسابات الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي".
وأشار "عبيد" في حديث مع موقع "تلفزيون سوريا"، إلى أن مواضيع اللوحات كانت مختلفة، فهي عن الحرب والأمل، وبعضها لوحات طبيعية، إذ كان المجال مفتوحاً أمام الرسام للإبداع، ما خلق تنوعاً في المواضيع.
وأفاد بأن عدد زوار المعرض بلغ نحو 1100 زائر في أول يومين، وعن أسعار اللوحات، ذكر "عبيد" أن كل رسام وضع سعراً للوحاته، وكانت الأسعار بالمجمل تتراوح بين 7 دولارات و50 دولاراً، حسب حجم اللوحة و كونها على ورق أو قماش وخشب.
اكتشاف مواهب
الرسامة "أريج" المنحدرة من سراقب بريف إدلب الشرقي، قالت لموقع "تلفزيون سوريا"، إنها لم تكن ترسم قبل تهجيرها إلى مدينة اعزاز، لكنها شعرت بوجود موهبة لديها في الرسم، ما دفعها للبدء برسم اللوحات والمشاركة في عدة معارض.
وذكرت أريج أنها شاركت في المعرض لكي تظهر موهبتها، وفي الوقت نفسه، يمكن الاستفادة مادياً عبر بيع اللوحات المميزة، مشيرة إلى أنها باعت إحدى لوحاتها بـ 40 دولاراً.
ولفتت إلى وجود آلية تصويت على اللوحات، حيث يقوم الزائر بكتابة رقم الصورة المميزة من وجهة نظره على ورقة، ثم وضعها في صندوق التصويت، إذ يفوز صاحب المركز الأول بجائزة، وهي فكرة وضعت لخلق التنافس بين الرسامين وتشجيعاً على التميز.
وبشكل متكرر تنظّم بعض المؤسسات والفرق معارض فنية في شمال غربي سوريا، سواء للكتب أو الرسم والأشغال اليدوية والتمثيل والموسيقا، معظمها يجسد واقع الثورة السورية ويعمل على نقل صوت المدنيين وأحوالهم، كما يتم التركيز في بعض المعارض على تضحيات الفرق التطوعية مثل الدفاع المدني السوري.