icon
التغطية الحية

الرسم والخط العربي هواية شاب سوري في ألمانيا توصله إلى معارض عالمية

2022.01.10 | 13:37 دمشق

image-09-01-22-02-41-2.jpeg
الرسام عبد المهيمن بدوي (خاص تلفزيون سوريا)
برلين - عباس الديري
+A
حجم الخط
-A

لكل منا صديق للطفولة إلا أن للشاب عبد المهيمن بدوي صديقا مميزا، رافقه منذ أن كان في عمر الثماني سنوات إلى وقتنا هذا، يتحدث الشاب عن هوايته التي يحبها ويعتبرها الصديق الصدوق الذي لم يخنه يوما من الأيام.

للحديث عن نجاح الشاب عبد المهيمن، التقى موقع تلفزيون سوريا بـ عبد المهيمن بدوي، بدأ حديثه عن الحب الذي بداخله للرسم وللغة العربية، وكيف حاول جاهداً ألا ينساهما أو يبتعد عنهما رغم الظروف الصعبة التي مر بها هو وعائلته.

ولد عبد المهيمن في مدينة معرة مصرين بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا، بدأت مواهبه في الرسم منذ الصغر، فمعظم الهدايا التي حصل عليها في صغره من عائلتيه كانت متعلقة بالرسم، وعند مغادرته سوريا أواخر عام 2014، حمل معه أدواته، وبدأ يرسم في ألمانيا (المكان الذي هُجر إليه).

يقول عبد المهيمن: "في ألمانيا كان كل شيء صعبا، ولم أستطع أن أنسى سوريا وأهلي وأصدقائي الذين مازالوا هناك، فرغم وجود جسدي في ألمانيا إلا أن عقلي وقلبي قابع هناك، بجانب الزيتون الأخضر، لم أستسلم للواقع الممل في دول أوروبا، وبدأت أتعلم الكتابة بالخط العربي لتكون بدايتي الجديدة برفقة القلم والريشة في ألمانيا".

 

الثورة والكاريكاتير

في صغري كنت أرسم مناظر طبيعية أو شخصيات كرتونية أو طبيعة صامتة، ولكن مع بداية الثورة تخصصت في رسم الكاريكاتير حتى أنقل من خلاله ولو جزءا صغيرا من الواقع المأساوي وترجمة الحرب والظلم والدمار الذي يحصل في بلدي ونقلها عبر الرسومات إلى المجتمعات الأخرى لتصل معاناة أبناء بلدي إلى كل شعوب العالم.

أما فن الخط العربي فمن منطلق الهوية العربية والواجب تجاه لغتي العربية بداية، وحبي وشغفي منذ الصغر ثانياً بدأت ممارسة وتعلم الخط العربي بشكل احترافي في زمن "الحجر الصحي" أي قبل سنتين، لتكون نافذتي الجديدة التي أطل من خلالها باستخدام الحروف العربية.

الموهبة تحتاج إلى صقل

في بداية تجربتي إتقان الكتابة بالخط العربي، تطلب مني ذلك الكثير من الوقت، رغم أنني في معرة مصرين كنت أرسم وفي بعض الأحيان أكتب لوحات ليحملها المتظاهرون في المظاهرات المناهضة للنظام، إلا أن الاحتراف يحتاج المزيد من التركيز والجهد والمثابرة، كنت في بداية تعلمي للخط بشكل احترافي أتدرب بين الخمس إلى سبع ساعات، أما الآن فالأمر متعلق بنوع وحجم وفكرة اللوحة التي أعمل عليها، سواء كان الأمر رسماً أو حتى كتابة.

اللغة العربية والألمانية

أسكن في ألمانيا منذ عام 2014، وبسبب حبي للعربية، استطعت أن اتقن الألمانية في وقت شبه قصير، ويعود السبب إلى إدراكي وفهمي للألمانية، هو محبتي في شرح لوحاتي باللغة الألمانية للأصدقاء والسائلين من الألمان.

أُقيمَ معرضان لعبد المهيمن الأول في مدينة بادن بادن -Baden Baden في 03.11.2020 شارك بـ 20 لوحة كاريكاتير و 5 لوحات للخط العربي، برعاية المنظمة العالمية " Viva cone Agua " لدعم مشاريع المياه النظيفة في أفريقيا والدول الفقيرة، أما المعرض الثاني فكان للخط العربي 11.12.2021 في مدينة كارلسروه" Karlsruhe" وحمل المعرض اسم "ديواني" شارك ب 15 لوحة وكانت بعض اللوحات تحمل عبارات من الثورة السورية.

معرض اللغة العربية والأطفال

في المعرض الأخير الذي أقيم في مدينة "كارلسروه" دعوت جميع العوائل العربية ووضعت شرط إحضار أطفالهم ، فغايتي من المعرض إظهار جمال اللغة العربية للأطفال العرب، ويعود سبب تركيزي على الأطفال، بعد أن التقيت مصادفة بأطفال تتراوح أعمارهم بين الـ 10والـ 12، إلا أنني صعقت عندما حاولت التحدث معهم، فلم يستطع أي منهم فهم ما أقوله، لأجل ذلك عندما دعوت الناس لمعرضي الأخير أصررت على أن تصطحب العائلات المشاركة أطفالهم، حتى أستطع أن أظهر لهم أهمية وأصالة لغتنا العربية وأنها هويتنا وثقافتنا ولا يجب أن نتهاون في تعلمها أو الانسلاخ من عروبتنا.

"الكاريكاتير والخط العربي عيناي"

لا يجب التهاون في تعلم لغتنا العربية، بهذه الكلمات يصر عبد المهيمن ويؤكد لجميع السوريين الموجودين في ألمانيا أن اللغة العربية هي لغة الواقع والجمال، ولكون عبد المهيمن يحب الرسم، يقول إن الكاريكاتير عيني اليمين والخط العربي عيني اليسار، لا يمكن التفرقة فيما بينهما بالنسبة له، لا يجب أن يتأخر أحدنا عما يجب، ابدأ اليوم ولا تؤجل للغد تعلم اللغة العربية، ومع الممارسة ستصل إلى المستوى الذي يرضيك خلال فترة وجيزة.

كلمة مستحيل تتحول إلى "لا مستحيل"

يعتبر عبد المهيمن تجربته مع الفن بأنها منحته المساحة ليجد نفسه أكثر ويتعرف إلى الإمكانيات التي يستطيع أن يقوم بها، وأن كلمة مستحيل نستطيع أن نجعلها "لا مستحيل " ومن أجل النجاح يجب أن يعتبر الشخص نفسه دوما في بداية الطريق، وهذا ما أنصح به نفسي وجميع الشباب السوريين، رسالتي هي جملة قرأتها وأعجبتني كثيراً: "إذا خرجت من هذه الدنيا ولم تترك أثراً، فاعلم أنك لم تدخلها أبداً"، فاجعل أثرك في هذه الدنيا أثراً طيبا محموداً.

مسابقات عالمية

شارك الشاب السوري بالعديد من المنافسات العالمية، ومن ضمنها المسابقة العالمية في إندونيسيا The International Semarang Cartoon Festival 2021 (i-Sekarfest)، والمسابقة العالمية للتوعية من covid -19 في طوكيو، والمسابقة الدولية الرابعة -  القدس ميراثنا، إسطنبول.