ملخص:
- التغير المناخي أثر سلباً على الموارد المائية والأراضي الزراعية في سوريا.
- الشدات المطرية العالية تسببت بانجراف التربة وانزلاقات خطيرة في مناطق مثل مصياف.
- غزو الجراد الصحراوي والعواصف الغبارية أثّر على الإنتاج الزراعي، خاصة الزيتون.
- وزارة الزراعة تسعى لاعتماد "الزراعة الذكية" لتقليل استهلاك المياه وتحسين الإنتاج.
عانت سوريا بشكل كبير خلال السنوات الماضية من التأثير السلبي للتغير المناخي، الذي انعكس سلباً على الموارد المائية والأراضي الزراعية وأراضي البادية الرعوية.
وصرح مدير إدارة بحوث الموارد الطبيعية في وزارة الزراعة بحكومة النظام السوري، منهل الزعبي، أن البادية السورية تشكل حالياً نحو 55% من مساحة البلاد، إلا أنها تشهد تدهوراً كبيراً في الغطاء النباتي وتراجعاً في الحمولات الرعوية.
وأضاف أن هذا التدهور تزامن مع انخفاض حاد في مستوى المياه الجوفية، الذي ظهر بشكل جلي خلال هذا العام نتيجة انحباس الأمطار، وخاصة في محافظة ريف دمشق، حيث جفّت العديد من الآبار في شهري آب وأيلول، وتراجع عمق المياه الجوفية في بعض المناطق إلى 100 متر بعد أن كان 50 متراً.
تأثّر الأراضي الزراعية
وأوضح الزعبي أن الشدات المطرية العالية التي شهدتها بعض المناطق مثل مصياف، أثّرت سلباً على المحاصيل الزراعية، فقد شهدت المنطقة هطلات مطرية بلغت نحو 100 ملم في يوم واحد خلال شهر أيار، وهو ما يعادل نصف معدل الهطلات السنوي لبعض المحافظات مثل دمشق.
وبيّن أن هذا المعدل الكبير في الهطلات قد يؤدي إلى انجراف التربة وحدوث انزلاقات خطيرة تؤثر على سلامة الأراضي الزراعية.
وأشار الزعبي إلى ظاهرة غزو الجراد الصحراوي والعواصف الغبارية التي كانت في السابق تأتي من الدول المجاورة، لكنها اليوم أصبحت تنطلق من داخل سوريا نفسها، وفقاً للعديد من الدراسات.
وأدّت هذه الظواهر إلى تراجع الإنتاج الزراعي، وخاصة في الزراعات البعلية والزيتون، حيث تضررت أزهاره نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.
انخفاض إنتاج القمح
كما انخفض إنتاج القمح في المناطق المروية إلى أقل من طنين في الهكتار الواحد، بعد أن كان يتراوح بين 5 و7 أطنان.
وفي ختام حديثه، حذّر الزعبي من خطر تدهور الكربون المحجوز في التربة، الذي يُعد وجوده دليلاً على صحة الأراضي الزراعية، وفقاً لما نقلت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام.
وأشار إلى أن هذا التدهور جاء نتيجة التغير المناخي والممارسات الزراعية الخاطئة، لكنه تحدث عن جهود وزارة الزراعة لاعتماد تقنيات "الزراعة الذكية مناخياً"، مثل حصاد مياه الأمطار وتسوية الأراضي بالليزر، التي تُسهم في توفير نحو 25% من المياه وزيادة كفاءة استخدامها، بحسب وصفه.