icon
التغطية الحية

مدينة الحُمص.. لاجئون يحملون نكهات سورية إلى إيطاليا

2024.07.26 | 07:10 دمشق

آخر تحديث: 26.07.2024 | 07:10 دمشق

فادي سالم مدير مشروع Hummustown
فادي سالم مدير مشروع Hummustown
Info Migrants- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

مدينة الحمص أو Hummustown هو عبارة عن مشروع يعمل على توصيل وجبات سورية لمن يطلبها، لكنه دفع بثلة من اللاجئين للتربع على قمة التميز في مجال الطهي بمدينة روما الإيطالية، وقد أبصر هذا المشروع التجاري النور في منطقة فوريو كاميللو في العاصمة الإيطالية بفضل حملة تبرعات أطلقت عام 2019.

توسع هذا المشروع بمرور الوقت ليلحق به كشك في وسط ساحة الجمهورية بالقرب من محطة القطار، كما انضم له مطعم صغير في منطقة فيالي آفينتينو بالقرب من منظمة الأغذية والزراعة الأممية (الفاو)، وقريباً سيلحق به مطعم في حي أوستيانزي الذي يعتبر أحد مراكز الحياة الليلية في روما.

ولهذا السبب أجرينا مقابلة مع فادي سالم مدير مشروع  Hummustown ليحدثنا عن قصة نجاح هذا المشروع.

خدمة التوصيل طورت المشروع خلال فترة الجائحة

يقول فادي: "بدأ كل شيء في عام 2017 من بيت شذا صقر التي ولدت في دمشق لأبوين سوريين، لكنها عاشت في روما نصف حياتها تقريباً، كما أنها تعمل لدى منظمة الفاو، وقد وظفت شذا لاجئة سورية هاربة من الحرب اسمها جمانة، وذلك لتساعدها في أمور البيت، لكنهما فكرتا معاً بتحضير وجبات منزلية في بيت شذا وذلك لجمع تبرعات هدفها تخفيف معاناة السوريين الموجودين في سوريا".

 

 

أسهم نقل أخبار المشروع مشافهة إلى جانب التعليقات الإيجابية عليه في النجاح الباهر الذي حققه لدرجة أصبح معها مطبخ صقر صغيراً جداً على مشروع كهذا، ثم سمحت حملة التبرعات التي قدمت للمنظمين 40 ألف يورو في عام 2019 بافتتاح خدمة توصيل الطلبات في منطقة فوريو كاميللو.

ويضيف فادي: "نقدم أيضاً خدمة الإطعام لحفلات أعياد الميلاد والزفاف وأي حفلة أخرى عموماً"، وذكر بأن اللاجئين الذين أتوا إلى إيطاليا عبر منظمة ممرات إنسانية يعملون في تحضير تلك الأطباق.

وبفضل المنظمة نفسها، وصل فادي إلى إيطاليا بعد أن غادر سوريا في عام 2013 وعاش في لبنان لمدة سبع سنوات، إذ وصل إلى روما في آذار من عام 2020 عندما وصلت جائحة كورونا إلى ذروتها.

وبما أن كوفيد تسبب بإغلاق كثير من المطاعم، سمحت الجائحة نفسها لمشروع توصيل الطلبات أن يزدهر بعدما اضطر كثيرون للبقاء في بيوتهم بسببها.

مساعدة الناس في وقت الأزمات

كان فادي يعمل في مجال التصميم الغرافيكي، لكنه الآن مسؤول عن الاتصالات في مشروع Hummustown، وعلى رأسها وسائل التواصل الاجتماعي، وعن تلك التجربة يقول: "خلال الجائحة، عملت معنا طباخة إيطالية أيضاً، إذ كانت تعد المعكرونة الطازجة قبل أن تعود لعملها في المطاعم التي عادت لتفتح أبوابها خلال العام المنصرم.

كما عمل معنا شاب إيطالي لأنه اضطر إلى إغلاق مشروعه بسبب الجائحة، أي إنه إن كان بوسعنا مساعدة غيرنا من الناس على تجاوز الأوقات العصيبة، فإننا نقوم بذلك بكل سعادة وسرور".

افتتح الكشك التابع لهذا المشروع وسط ميدان الجمهورية بروما عام 2022، كما دشن المطعم الصغير خلال الشهر الماضي، ومن المقرر أن يفتتح المطعم الرئيسي في منطقة أوستيانزي بنهاية الصيف.

 

 

أما أطباق Hummustown فلا تعدها أيد سورية فحسب، بل يشارك في إعدادها فلسطينيون ولبنانيون وعراقيون، ومعظمهم من جيل الشباب ومن بيئات ثقافية مختلفة، ولكن بفضل هذه المبادرة عثروا على فرصة عمل في البلد المضيف على الرغم من المصاعب التي تعترضهم بوصفهم لاجئين.

يؤكد فادي على ذلك بقوله: "90% من الشعب السوري متعلم ولكن لا توجد فرص عمل في إيطاليا، كما أنني حاولت أن أبحث عن فرصة عمل تناسب خبراتي فلم أفلح في ذلك".

وبالحديث عن مواقف الناس تجاهه، يقول فادي: "لا يمكنني أن أعمم، لأن الأمر منوط بالأفراد، فبعضهم منفتح جداً، وبعضهم أقل انفتاحاً، كما أن البحث عن وطن لي جعلني ألاحظ الفروقات المختلفة، إذ اكتشفت وجود أشخاص لا يريدون تأجير شقتهم لي بالرغم من وجود عقد مفتوح بين يدي، ولذلك بحثت عن بيت لمدة تقارب السنة إلى أن التقيت بامرأة لم تسألني حتى عن راتبي، إذ وثقت بي على الفور، ولم تهتم بكوني غريباً". أما عن الأجواء اللطيفة التي تسود بين من يعملون في المشروع فيقول فادي: "أصبحنا عائلة واحدة الآن"، أجل، إنهم عائلة أتت من مكان بعيد وحققت تطوراً ونجاحاً في إيطاليا عبر تقديم نكهات من الوطن الذي أجبروا على مغادرته.

 

المصدر: Info Migrants