icon
التغطية الحية

مازوت السوق السوداء في سوريا يتجاوز 4 آلاف ليرة.. من أين يأتي؟

2021.12.31 | 05:42 دمشق

150454699.jpeg
ارتفع سعر المازوت في السوق السوداء إلى أكثر  من 4 آلاف ليرة سورية ـ AFP
دمشق ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

ارتفع سعر ليتر المازوت في السوق السوداء إلى أكثر  من 4 آلاف ليرة سورية خاصة في ريف دمشق نتيجة زيادة الطلب عليه مع تدني درجات الحرارة وعدم توافر الكهرباء.

وتراوح سعر اللتر في دمشق بين 3 آلاف و 3500 ليرة لأن وتيرة توزيع مازوت التدفئة في العاصمة أسرع من الريف وباقي المحافظات، والمادة متوافرة أكثر لحد ما.

من أين يأتي المازوت الحر؟

يتساءل كثيرون من أين يصل المازوت إلى السوق السوداء، طالما أن المادة غير متوافرة لدرجة لم تستطع حكومة النظام توزيع سوى 50 لتراً من المادة لزوم التدفئة بدلاً من 100 لتر، لكن في الحقيقة، هناك عدة مصادر للمازوت الحر في السوق السوداء، ويساهم مصدر المادة في تحديد سعرها.

موزعو مازوت التدفئة

يعتبر المصدر الأول لمازوت السوق الحر، موزع المازوت المعتمد من قبل شركة المحروقات نفسه، الذي يوزّع المادة المدعومة على المواطنين بموجب الرسائل، ويقوم إما بسحب من 2 – 5 ليترات من كل حصة عبر التلاعب بالعداد وهذا ما أكدته ضبوط وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك.

وبعضهم ينقص الكمية الموزعة دون التلاعب بالعداد عبر إغلاق الصنبور قبل حصول المواطن على حصته كاملة بكمية قد لا تبدو واضحة ضمن البراميل أو "البيدونات"، لكنها تحقق وفراً بمئات الليترات يومياً تعود أرباحها لصاحب الصهريج.

ويحصل الموزعون على مزيد من المازوت بشرائهم لها من الراغبين ببيع مخصصاتهم، حيث يقومون بعرض شراء الكميات منهم عبر الهاتف ويتفقون على السعر، ثم يأتي الراغب بالبيع لقطع مخصصات البطاقة الذكية، ويحصل على المبلغ المتفق عليه، وقد وصل السعر المعروض على من يرغب ببيع حصته إلى 2500 ليرة للتر الواحد، علماً أن سعر اللتر المدعوم 500 ليرة سورية.

وهناك أسلوب آخر لحصول موزعي المازوت على كميات إضافية للتجارة بها، وهو خلط المادة بالماء ما يزيد من الكميات في الصهريج، وبعد تعبئة مخصصات الرسائل، يباع كل ما يزيد في الصهريج بسعر السوق السوداء، وغالباً سعر المازوت الذي يمكن شراؤه من سائقي الصهاريج يتراوح بين 3200 – 3500 ليرة.

تجار البطاقات

وعدا عن موزعي المازوت، هناك تجار من نوع آخر، يقومون بشراء البطاقات ممن يرغبون ببيع مخصصاتهم، ويقومون بتعبئتها من المعتمدين ثم يبيعونها بالسوق السوداء، ووصل سعر اللتر بهذه العملية إلى 3500 ليرة.

أصحاب الرسائل دون وسيط

يقوم بعض من يحصلون على مخصصات التدفئة ببيعها عبر الإنترنت بأعلى سعر، أو بتحديد السعر الذي يرغبون به، وبهذه الحالة لا يوجد سعر وسطي، بل تكون العملية غالباً أشبه بمزاد يرتفع وينخفض تبعاً للطلب والراغبين، وحاجة صاحب الكميات.

أصحاب المخصصات الصناعية والحرفية

يحصل هؤلاء على مازوت بسعر 1700 ليرة للتر، وتقوم شركة BS التابعة لمجموعة قاطرجي ببيعه لهم، ولكل منشأة مخصصات معينة تبعاً لعملها وطبيعته وحجمها وعدة عوامل أخرى، ويقوم بعضهم بالحصول على مخصصات أكثر بأضعاف مما يحتاجون إليه، ويبيعونها في السوق السوداء لصناعيين آخرين محتاجين بسعر يصل إلى 4500 ليرة للتر.

ويحصل هؤلاء على مخصصات أكبر من حاجتهم، إما لأنهم مسجلين كأصحاب منشآت وصناعيين وهم ليسوا كذلك أو عبر تغيير طبيعة الحرفة التي قد تكون ليست بحاجة للمازوت، أو قاموا بتقديم الرشاوى للجان التي كشفت على المنشآت لتحدد احتياجاتها على أنها ضخمة، وفي المقابل هناك صناعيون وحرفيون لا يحصلون على 10 – 25 في المئة من حاجتهم بالسعر الرسمي، لذلك يقومون بالشراء من السوق السوداء.

شركة BS قاطرجي

وهي الشركة الخاصة الوحيدة التي تتاجر بالنفط في سوريا، علماً أن القوانين والمراسيم تحصر تجارة النفط بيد حكومة النظام، وهي قادرة على إغراق السوق السوداء بالمازوت لأنها الوحيدة التي تقوم باستيراده وتمريره من الدول المجاورة وحتى من مناطق شرقي الفرات الخارجة عن سيطرة النظام، لكن لا يوجد أي تقارير تثبت ذلك حتى الآن.

التهريب

يقوم بعض القادمين من لبنان، أو السائقين بين بيروت ودمشق، وحتى المقاتلين الذين يتنقلون بين البلدين، بالتجارة بالمهربات ومنها المحروقات سواء بنزين أو مازوت، إذ وصل سعر لتر المازوت اللبناني إلى 4000 ليرة.

سائقوا السرافيس

منهم من لا يعمل، ويقوم ببيع مخصصاته بالكامل في السوق السوداء ليحقق عائدا جيدا أفضل من العمل على السرفيس، بينما يعمل بعضهم الآخر ساعات قليلة فقط في اليوم، أو لا يقوم بتخديم الخط كاملاً لتوفير المازوت وبيعه أيضاً.

ويحصل السرفيس يومياً على 30 – 40 ليتر مازوت تبعاً للمتوفر، وبسعر مدعوم محدد بـ500 ليرة سورية، أي يدفع ثمنها بين 15 ألف ليرة و 20 ألف ليرة، ومعظم السرافيس تبيع مخصصاتها للصناعيين والحرفيين كونهم بحاجتها يومياً، وهذا يعني تحقيق مابين 105 – 120 ألف ليرة سورية في اليوم كمربح وهذا مستحيل أن يحققه السائق بالعمل على السرفيس.

الكازيات

ويقوم عاملو الكازيات باقتطاع كميات من مخصصات السرافيس عند التعبئة، أو يتلاعبون بالاحتياطي.

سائقو صهاريج النقل الضخمة بين المحافظات

ويقوم هؤلاء بالتلاعب بكميات المادة عبر خلطها بالماء، أو حيل أخرى لها علاقة بحجم المادة عند القياس من قبل الجهات الرقابية.

وأصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك التابعة للنظام في 23 من تشرين الأول الماضي، قراراً يقضي بتحديد سعر المازوت الصناعي والتجاري للمنشآت الصناعية الخاصة والفعاليات التجارية والخدمية الخاصة الموزع من قبل شركة محروقات ومراكز التوزيع الأخرى بـ 1700 ليرة سورية لليتر الواحد، وكانت قد أصدرت قراراً في تموز برفع سعر ليتر المازوت "لكل القطاعات العامة والخاصة بما فيها المؤسسة السورية للمخابز ومخابز القطاع الخاص ليصبح بـ 500 ليرة".