icon
التغطية الحية

لا بنزين للسيارات في إدلب.. ما خيارات الأهالي؟

2022.12.14 | 17:02 دمشق

بنزين بالسوق السوداء في إدلب
طفل يبيع بنزين السوق السوداء في إدلب - تلفزيون سوريا
إدلب - خاص
+A
حجم الخط
-A

تتفاقم أزمة مادة البنزين في إدلب، بعد تراجع كميات البنزين "الأوروبي" المستورد إلى المنطقة خلال الأسبوعين الماضيين، ما أدى إلى حالة شلل في حركة السيارات التي تعتمد على البنزين، إلى جانب صعوبة في توفير المادة للدراجات النارية ومولّدات الكهرباء المنزلية وغيرها من احتياجات الأهالي والسوق المحلية.

ومنذ أيام، وبعد نفاد كميات البنزين الأوروبي في الأسواق المحليّة، تبدّل مشهد توفير المادة في إدلب تماماً، بعد تصدّر البنزين المكرر، القادم من مناطق سيطرة الجيش الوطني في ريف حلب، وتصاعد حركة السوق السوداء.

وعزت مديرية المشتقات النفطية التابعة لـ"حكومة الإنقاذ" الأزمة، عبر معرّفاتها الرسمية، إلى "عدم التزام الشركة المورّدة الوحيدة بتسليم الطلبيات، متعذرة باضطراب العقود في نهاية السنة ونفاد الكميات وعدم قدرتها على الشراء من السوق العالمية نتيجة زيادة الطلب عليها".

ئءؤر
لا بنزين للسيارات في إدلب

كيف يتدبر الأهالي؟

يشكّل توفير مادة البنزين، تحدياً كبيراً لمالكي الدراجات النارية، إذ تعتمد نسبة نحو 80 في المئة من سكان المنطقة عليها، كوسيلة للتنقّل.

ويوضح يوسف حمادة، من سكان ريف إدلب، أنه "اضطر لجلب 4 لترات من البنزين المكرر من مدينة اعزاز، بسعر 17 ليرة للتر الواحد، على اعتباره يتردد إليها من أجل الدوام الجامعي، ووجد أن المادة ليست بجودة البنزين الأوروبي المستورد، لكن تقضي حاجته للتنقّل وتشغيل دراجته النارية".

ويقول حمادة لموقع تلفزيون سوريا: "نقل البنزين من ريف حلب إلى إدلب، مربك، وخاصةً بسبب التدقيق على المعابر بين المنطقتين، لكن كانت الكمية قليلة جداً ومن الواضح أنها للاستعمال الشخصي وليست بقصد تجاري، لذلك تمكنت من تمريرها".

تتفاقم المشكلة أمام مالكي "سيارات البنزين"، على اعتبار أنّ البنزين المكرر المنتشر في أسواق إدلب، غير مخصص للسيارات وفقاً لما أعلنت عنه الشركات المورّدة للمادة، ومديرية المشتقّات النفطية.

أسعد الأسعد، اضطر للنزول من مدينته بنش شرقي إدلب، إلى منطقة الغزاوية بريف مدينة عفرين التي تفصل مناطق سيطرة الجيش الوطني وهيئة تحرير الشام، حيث تنتشر محطّات الوقود، بهدف تأمين كمية محدودة للبنزين لسيارته.

يقول "الأسعد" لموقع تلفزيون سوريا: "تفاجأت بعد توفّر البنزين الأوروبي في المحطّات، في حين وجدت صنفاً وصفه صاحب المحطّة بـ(شبيه النظامي)، وهو صنف معالج كهربائياً بسعر 28 ليرة تركية للتر الواحد".

بائعو المحروقات في إدلب

ويضيف: "لم أستطع المغامرة بكميات كبيرة، اشتريت 10 لترات فقط، بهدف التجربة على الدراجة النارية والمولّدة، لأنه بحال كانت المادة غير مناسبة، سأدخل بإصلاح السيارة وترتيب مبالغ مالية كبيرة عليّ".

السوق السوداء تتصاعد

تحول الاعتماد الرئيسي خلال الأيام الأولى للأزمة، على بسطات البنزين، وباعة متنقّلين على مداخل القرى والبلدات، بعد نفاد الكميات في المحطّات الموزعة بريف إدلب، قبل أن توفّره أمس الثلاثاء، على نطاق محدود وبسعر 18 ليرة تركية، و10 سنتات.

وتراوح سعر البنزين المكرر في السوق السوداء، على البسطات والباعة المتنقّلين، من 30 إلى 35 ليرة تركية.

الشاب محمد من بلدة "تلعادة"، كان من بين الباعة على طريق بلدته الرئيسي، يقول لموقع تلفزيون سوريا: "أعاني من بطالة منذ فترة طويلة، قررت خلال هذه الأزمة جلب البنزين من جنديرس وبيعه هنا على البسطة الصغيرة".

يقول إنّ "الإقبال كان كبيراً بسبب نفاد الكميات من المحطّات، وهي فرصة لنا للبيع، على اعتبار أنّه خارج الأزمة، يكون تردد الأهالي على المحطّات".

انفراجة قريبة

تحدّثت مصادر لموقع تلفزيون سوريا، عن وصول أوراق عبور إلى معبر "باب الهوى" الحدودي مع تركيا، اليوم الأربعاء، لدخول سيارات محمّلة بمادة البنزين.

وجاء حديث المصادر، تزامناً مع إعلان شركتين مستوردتين للمحروقات في إدلب، عن استيرادها كميات كبيرة من "البنزين" خلال الساعات القليلة المقبلة.

وأعلنت شركة الاتحاد للبترول، عبر حسابها الرسمي في "فيس بوك"، عن "استيراد كميات كبيرة من مادة البنزين المستورد، وسيتم ضخها في المحطات التابعة للشركة خلال الساعات القادمة".