جددت الولايات المتحدة، اليوم الجمعة، مطالبتها إسرائيل بتوضيح خطتها لمن سيحكم قطاع غزة بعد الحرب، في المقابل تقول "حماس" إن هذا شأن فلسطيني.
وقال السفير الأميركي لدى إسرائيل جاك ليو، في مقابلة مع صحيفة "هآرتس"، إن إدارة بايدن تطالب تل أبيب منذ أشهر بإجابة على سؤال من سيحكم غزة بعد الإطاحة بحماس من السلطة.
وأضاف أن واشنطن تتفق مع إسرائيل على "ضرورة إقصاء حماس" من حكم القطاع، وعلى "ألا يقوم الجيش الإسرائيلي بخلق احتلال دائم" للقطاع، وإنما إيجاد بديل لحماس ونقل الحكم إلى هيئة حكم فلسطينية.
في المقابل، تؤكد حركة "حماس" على أن مسألة من يحكم غزة بعد الحرب شأن فلسطيني تقرره الفصائل و"سيكون وفق ما تقتضيه مصلحة شعبها".
الخلاف على "اليوم التالي"
تعد قضية "اليوم التالي" للحرب في غزة، التي دخلت شهرها الثامن، من أهم القضايا الخلافية داخل إسرائيل وخارجها لا سيما مع حليفها الأبرز الولايات المتحدة.
ويسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى استمرار الحرب إلى حين تحقيق "النصر المطلق" والمتمثل بالقضاء على حماس، على حد تعبيره، ولكنّ شركاءه في حكومة الحرب وقادة الجيش الإسرائيلي يتهمونه بأنه لا يضع خطة استراتيجية واضحة لما بعد الحرب.
ووفقاً لتقرير سابق نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن نتنياهو يماطل باتخاذ القرارات الحاسمة في حين يتهمه المستوى العسكري بأنه عاجز عن اتخاذ القرارات في قضايا استراتيجية عدة في مقدمتها "اليوم التالي".
ويرفض نتنياهو مشاركة السلطة الفلسطينية في أي هيئة حكم مستقبلية في غزة، الأمر الذي تدعو إليه الولايات المتحدة ودول عربية وأوروبية، وفي الوقت نفسه يعارض الجيش الإسرائيلي البقاء الدائم في القطاع ما بعد الحرب، وفقاً للعديد من التقارير الإسرائيلية.
שגריר ארה"ב בישראל: צריך תוכנית ליום שאחרי הפלת חמאס https://t.co/CGeK7xrPoz
— Haaretz הארץ (@Haaretz) May 17, 2024
من سيحكم القطاع؟
قال السفير الأميركي لدى إسرائيل، خلال المقابلة، "يجب أن تكون هناك هيئة حكم في غزة ونحن نتفق مع إسرائيل على أنه لا يمكن أن تكون حماس".
يعد "استبعاد حماس" نقطة توافق بين واشنطن وتل أبيب، ولكن إدارة بايدن تريد سلطة حكم فلسطينية مستقبلية في القطاع، بمساعدة دول عربية مثل مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة، ولا تستبعد مشاركة السلطة الفلسطينية أيضاً.
لكن حكومة بنيامين نتنياهو، التي تصفها واشنطن بأنها "الأكثر يمينية وتطرفاً في تاريخ إسرائيل"، هي من تُفشل المباحثات بشأن تشكيل حكومة فلسطينية بديلة لحركة حماس في قطاع غزة، بحسب "هآرتس".
ويذهب نتنياهو ووزراء اليمين المتطرف في حكومته إلى أبعد من معارضة الرؤية الأميركية، ويريدون إعادة احتلال القطاع مرة أخرى وإلغاء خطة "فك الارتباط" التي نفذها رئيس الوزراء السابق أرييل شارون في عام 2005.
وتؤكد "هآرتس"، وهي صحيفة تنتمي إلى التيار المعتدل في إسرائيل، أن بعض هؤلاء الوزراء من اليمين المتطرف (سموتيريش وبن غفير) يتحدثون عن التهجير القسري للفلسطينيين من غزة وإقامة المستوطنات الإسرائيلية على أراضي القطاع.
موقف بايدن من اجتياح رفح
بخصوص العملية العسكرية في رفح المكتظة بالسكان والمتاخمة للحدود مع مصر، قال السفير الأميركي لصحيفة "هآرتس"، إن العملية في رفح لم "تتجاوز بعد الخط الأحمر" الذي رسمه الرئيس بايدن كحد للدعم الأميركي.
وأضاف ليو، لم تصبح العملية العسكرية من النوع الذي لا يمكننا دعمه، وإن الحكومة الإسرائيلية تتفهم مخاوفنا جيداً.
وأوضح السفير الأميركي، أن قرار الحرب هو قرار إسرائيلي، لكننا أوضحنا ما هي حدود دعمنا، مشيراً إلى مخاوف الإدارة من العواقب الإنسانية للقتال في المناطق المأهولة بالسكان.
وأكد ليو، في المقابلة، "لدينا هدف مشترك وهو هزيمة حماس".
في 6 أيار/مايو الجاري بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في رفح، وسيطر على الجانب الفلسطيني من معبرها، ضاربا عرض الحائط بتحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات ذلك.
يذكر أن رفح قبل عملية الاجتياح الإسرائيلي كان تؤوي نحو 1.4 مليون نازح، سبق أن دفعهم الجيش الإسرائيلي للنزوح إليها قسرا، بزعم أنها "آمنة" قبل أن يشن عليها هجوما بريا وغارات جوية مكثفة أسفرت عن قتلى وجرحى وتهجير مئات الآلاف منهم.
وفقاً للسفير الأميركي، فإن إدارة بايدن تؤيد العملية العسكرية "محدودة النطاق" في رفح، وقال "نحن نتفق مع إسرائيل على أن حماس كانت تسيطر على معبر رفح، وكان ينبغي التعامل مع هذا الأمر".
وأضاف ليو "نحن متفقون على أنه ليس بالأمر الجيد أن تكون حماس في معبر رفح، ولكن علينا الآن أن نشكل اتفاقا واسع النطاق حول البديل لحماس، من خلال الوسائل الدبلوماسية".
وأشار السفير إلى أن الولايات المتحدة تحاول مساعدة مصر وإسرائيل في التغلب على خلافاتهما بشأن المرحلة الانتقالية، من أجل منع المزيد من الضرر لعلاقاتهما.
إرسال الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل
بشأن تعليق بايدن المساعدات العسكرية لإسرائيل، شدد السفير الأميركي على أن إدارة بايدن تواصل تقديم الذخيرة والمساعدات العسكرية لإسرائيل، حتى بعد قرار الرئيس تأجيل شحنة أسلحة كبيرة بسبب اجتياح رفح.
وأضاف ليو، أن "التزام الرئيس تجاه إسرائيل واضح المعالم".
وأوضح السفير الأميركي، "لقد قررنا تأجيل شحنة واحدة بسبب قلقنا بشأن استخدام قنابل ثقيلة للغاية في منطقة مأهولة بالسكان مثل رفح، ولكن جميع المساعدات الأخرى تستمر في التدفق إلى إسرائيل".