فازت اللاجئة السورية لبنى عبدو بجائزة "التميز" من قبل مؤسسة UAF الهولندية لعام 2022 لإنجازاتها في مجال الدراسة والعمل.
ورُشّحت لبنى للفوز بالجائزة، إلى جانب خمسة مرشحين آخرين اثنان منهم سوريان. ومن بين آلاف اللاجئين الذين تدعمهم "UAF" تم ترشيح عشرات الأشخاص، إلى أن تم اختيار ستة مرشحين بناء على تميزهم في الدراسة والعمل والمشاركة الاجتماعية.
اختيار صعب
وفازت اللاجئة السورية لبنى بناء على قرار لجنة التحكيم وأصوات الجمهور، بحسب ما ذكر موقع UAF الرسمي.
وحصلت لبنى على جائزة تقدر بأربعة آلاف يورو ككلفة للتعلم أو التدريب الذي تختاره، وقُدمت لها الجائزة من قبل الفائزة في العام الماضي وهي السورية أيضاً نورهان الشيخ حيدر ورئيس لجنة التحكيم آرت جان دي جيوس.
وتحدث جيوس عن صعوبة اختيار الفائز وقال إنه "مع كل قصة لأحد المرشحين تعتقد أن صاحبها هو الأفضل ويستحق جائزة UAF (..) كان لكل من المرشحين الستة قصة خاصة".
ويضيف: "إنه لأمر مثير جداً أن تكتشف لبنى شغفاً باللغة ثم بصفتها قادمة جديدة تصبح أيضاً خبيرة لغة في لغة أخرى.. العمل والدراسة مهمان للغاية بالنسبة للبنى وهذا أمر مثير للإعجاب ومثال ملهم على الاستمرار والنجاح".
ووصلت لبنى (46 عاماً) إلى هولندا قادمة من سوريا في عام 2017 وتعمل حالياً كمستشارة في مجال الاندماج واللغة في بلدية أمستردام وتدرس أيضاً في جامعة أمستردام "علم اللغويات" مع التركيز على NT2 (الهولندية كلغة ثانية) وتعدد اللغات، كما أنها أول وافدة جديدة في جامعة أمستردام تقوم بهذه الدراسة.
ووفق موقع المؤسسة الهولندية فإن طموحها هو تحسين تعليم اللغة الهولندية كلغة ثانية للوافدين الجدد وجعلها أكثر انسجاماً مع تصورهم وتقول لبنى: "سأصبح بطلة للغة الهولندية"، وإلى جانب دراستها وعملها فهي ترعى عائلتها.
وقُدمت الجائزة خلال مؤتمر للمؤسسة الهولندية تناول كيفية ضمان استثمار مواهب اللاجئين وكيف يمكن أن يصبحوا جزءاً من المجتمع الهولندي بسرعة أكبر لأن نحو ثمانين في المئة من اللاجئين لم يتمكنوا بعد من الوصول إلى سوق العمل بعد خمس سنوات من لجوئهم إلى البلاد، وفق المؤسسة الهولندية.
وخلال المؤتمر، أكدت مديرة "UAF" فاطمة الزهرة بلهيرش على أهمية استخدام اللاجئين للمواهب وتحقيق الطموحات واستعادة زمام المبادرة في حياتهم.
بدورها، أكدت عضو البرلمان الهولندي آن ماريجكي بودت التي قدمت مذكرة المبادرة "شارك من اليوم الأول" على ضرورة جعل اللاجئين يعملون بشكل أسرع.
جائزة "UAF"
وجائزة "التميز" في "UAF" هي جائزة سنوية أنشأتها المؤسسة التي تساعد الطلاب ذوي الخلفية اللاجئة ممن هم فوق سن الثلاثين في التعليم أو إيجاد فرص تدريب أو عمل في هولندا.
وتسعى "UAF" من خلال تنظيمها لجائزة العام للفت الانتباه إلى إمكانات ومثابرة الطلاب اللاجئين الذين يعملون على بناء مستقبلهم في هولندا.
ثلاثة سوريين من أصل ستة مرشحين
وكان إلى جانب لبنى مرشحون سوريون آخرون وهما الطبيب فراس العباس (41 عاماً) الذي حصل على دعم من المؤسسة الهولندية ساعده في العودة للعمل في مهنته كطبيب أنف وأذن وحنجرة في هولندا.
أما المرشح الثالث فهو اللاجئ السوري أرمين ملكونيان (32 عاماً) وتلقى أرمين أيضاً دعماً من المؤسسة الهولندية خلال دراسته وكان قد أجرى تدريباً داخلياً في فندق "Amstel Hotel" وشركة "Unilever" وتخرج في مدرسة فندقية.
كذلك نافس السوريون الثلاثة مرشحين ثلاثة آخرين ينحدرون من عدة دول على جائزة "UAF".
والعام الماضي، فازت السورية معلمة الكيمياء نورهان الشيخ حيدر (48 عاماً) بجائزة مؤسسة "UAF"لعام 2021 نظراً لتميزها في الدراسة والعمل.
ويواجه الطلاب اللاجئون وضعاً صعباً في بداية حياتهم في هولندا وعليهم التغلب على جميع العقبات كحاجز اللغة وشهادات غير معترف بها أو تتم معادلتها بأقل من تقديرها الحقيقي إضافة إلى عدم معرفتهم بنظام التعليم، كما أن هناك صعوبات تواجه اللاجئين في سوق العمل يجعل من الصعب الحصول على التدريب أو الوظائف التي تناسب مواهبهم.
وخلال الأعوام العشرة الماضية وصل عشرات آلاف اللاجئين السوريين هرباً من الحرب التي تشهدها بلادهم وحصل معظمهم على الجنسية الهولندية في حين ينتظر البقية الحصول عليها بعد استيفاء الشروط اللازمة.
ويقدر عدد اللاجئين السوريين في هولندا بأكثر من مئة وثلاثين ألف لاجئ بحسب ما ذكرت تقارير إعلامية هولندية.