استأنفت القوات الروسية هجماتها المتفرقة على العاصمة كييف غربي أوكرانيا، في إشارة إلى بقاء العاصمة تحت التهديد على الرغم من توجه روسيا نحو شن هجوم جديد في الشرق.
وعقب خسارتها للسفينة "موسكوفا" في البحر الأسود وسخطها من العدوان الأوكراني المزعوم على الأراضي الروسية، حذرت القيادة العسكرية الروسية اليوم من تجدد الضربات الصاروخية على العاصمة الأوكرانية. وقال مسؤولون في موسكو إنهم كانوا يستهدفون مواقع عسكرية، بحسب وكالة أسوشييتد برس.
وبعد شهر ونصف من غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا، تحاول روسيا الاستيلاء على الأراضي في الجنوب والشرق بعد الانسحاب من الشمال بعد هجوم واسع على كييف تم صده في ضواحي العاصمة.
قصف وجثث في محيط كييف
وأفادت السلطات الأوكرانية بالعثور على جثث أكثر من 900 مدني في منطقة كييف وحدها، معظمهم قتلوا بالرصاص منذ انسحاب القوات الروسية قبل أسبوعين.
وازداد القصف هذا الأسبوع على مدينة خاركيف، وأعلن مكتب الرئيس الأوكراني أن تسعة مدنيين قتلوا وأصيب أكثر من 50 شخصا يوم أمس الجمعة.
وقال رجال الإطفاء وصحفيو وكالة أسوشييتد برس إن انفجارا يُعتقد أنه نجم عن صاروخ سقط يوم السبت بالقرب من سوق في الهواء الطلق في خاركيف ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، وأكد عمال الإنقاذ مقتل شخص وإصابة 18 شخصا على الأقل.
وفي العاصمة تصاعد الدخان في وقت مبكر من اليوم السبت، حيث أبلغ العمدة فيتالي كليتشكو عن هجوم على حي دارنيتسكي شرقي المدينة. وأضاف أن شخصا قتل وأصيب عدد آخر.
ونصح رئيس البلدية السكان الذين فروا من المدينة في وقت سابق من الحرب بعدم العودة حفاظا على سلامتهم.
وقال كليتشكو: "قوات دفاعنا الجوي تبذل كل ما في وسعها لحمايتنا ، لكن العدو ماكر وعديم الرحمة".
وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري قال الجيش الروسي إنه سيشن ضربات على كييف، وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف يوم السبت استهداف مصنع للعربات المدرعة في العاصمة الأوكرانية.
وهذه هي الضربة الثانية في منطقة كييف خلال يومين. حيث ضرب صاروخ آخر مصنعا للصواريخ يوم الجمعة مع ظهور بوادر أولية على عودة الحياة في العاصمة التي فشلت القوات الروسية في السيطرة عليها، وانسحبت للتركيز على شن هجوم واسع النطاق في شرقي أوكرانيا.
وقالت هيئة الأركان الأوكرانية إن الجيش الروسي يحشد 22 كتيبة تكتيكية باتجاه إيزيوم في محيط خاركيف للحفاظ على المناطق التي سيطر عليها، وأضافت أن دونيتسك وسلوبوزهنيسكي شرقي البلاد تعرضت لهجمات روسية مكثفة، وأن الجيش الروسي في خاركيف يعيد تجميع قواته ويعززها.
معركة ماربوبول مستمرة وغارات على لفيف
ولم تكن كييف الهدف الوحيد اليوم السبت. إذ أبلغ حاكم منطقة لفيف في غربي أوكرانيا - وهي منطقة يُنظر إليها منذ فترة طويلة على أنها منطقة آمنة - عن غارات جوية على المنطقة شنتها طائرات روسية من طراز Su-35 أقلعت من بيلاروسيا المجاورة.
في حين يستمر القتال في مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية المدمرة، حيث فرضت القوات الروسية حصارا منذ الأيام الأولى للغزو، وصمدت أعداد متضائلة من المقاتلين الأوكرانيين ضد الحصار.
وستؤدي سيطرة القوات الروسية على ماريوبول في الجنوب، والتي جاءت عبر شبه جزيرة القرم، بالارتباط الكامل مع القوات في منطقة دونباس .
وجاءت معركة السيطرة على المدينة بكلفة مروعة على المدنيين المحاصرين والجوعى. وأفاد السكان المحليون برؤية القوات الروسية تنتشل الجثث من الأفنية السكنية وتمنع الدفن.
وقال العمدة هذا الأسبوع إن عدد القتلى في المدينة قد يتجاوز 20 ألف شخص. وتوقع مسؤولون أوكرانيون آخرون العثور على أدلة في ماريوبول لارتكاب فظائع مثل تلك التي تم اكتشافها في بوتشا ومدن أخرى خارج كييف.
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القوات الروسية التي تحتل أجزاء من منطقتي خيرسون وزابوريزهزيا في الجنوب بإرهاب المدنيين والبحث عن أي شخص خدم في الجيش أو الحكومة الأوكرانية.
وتابع "يعتقد المحتلون أن هذا سيسهل عليهم السيطرة على هذه الأرض. لكنهم مخطئون جدا. قال زيلينسكي في خطابه الليلي بالفيديو "إنهم يخدعون أنفسهم". مشكلة روسيا هي أنها غير مقبولة - ولن تقبل أبدا - من قبل الشعب الأوكراني بكامله. لقد خسرت روسيا أوكرانيا إلى الأبد ".
كما حذر في مقابلة مع شبكة CNN من أن "جميع دول العالم" يجب أن تكون مستعدة لاحتمال أن يستخدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أسلحة نووية تكتيكية في الحرب.