أعلنت وزارة الدفاع الروسية، مساء أمس الخميس، أن سفينة القيادة في أسطول البحر الأسود الروسي موسكفا، غرقت في أثناء قطرها وإعادتها إلى الميناء، بعدما تعرضت لأضرار خلال الهجوم على أوكرانيا.
وموسكفا هي أكثر من مجرد سفينة حربية فإلى جانب أهميّتها العسكرية لها حضور في الدبلوماسية الروسية، ويمثل الانفجار انتكاسة عسكرية أخرى لموسكو التي عانت من سلسلة من الضربات منذ غزوها أوكرانيا في 24 شباط.
متع نظرك ♥️
— أوكرانيا بالعربي 🇺🇦 (@almrsaad_intern) April 14, 2022
لحظة استهداف السفينة الحربية الروسية موسكفا في البحر الأسود. pic.twitter.com/KAcnt361iD
وقالت الوزارة التي أوردت تصريحها وكالة "تاس" الرسمية للأنباء: "خلال قطر الطراد موسكفا إلى وجهته فقدت السفينة توازنها بسبب الأضرار اللاحقة بهيكلها من جراء الحريق الناجم عن انفجار ذخائر. وقد غرقت السفينة بسبب البحر الهائج".
ولم تعط وزارة الدفاع الروسية أي إشارة حول أسباب الحريق أو الانفجارات، لكن مسؤولاً أوكرانياً أكد في وقت سابق أن موسكفا أصيبت بصاروخين مضادين للسفن من طراز نبتون، ما تسبب في أضرار جسيمة.
وأضافت الوزارة الروسية أنها أجلت جميع أفراد طاقم السفينة، وعادة ما يبلغ عدد أفراد طاقم السفينة، البالغ وزنها 12500 طن، نحو 500 فرد.
كانت الوزارة قالت في وقت سابق إن الطراد، وهو السفينة الحربية الرئيسية في أسطول البحر الأسود الروسي، والذي يعود إلى الحقبة السوفييتية، أصيب بأضرار جسيمة بسبب الحريق، والذي قالت أوكرانيا إنه نجم عن إصابته بصاروخ.
هذا الصاروخ الأوكراني الجوال نبتون المضاد للسفن الذي دمرت به أوكرانيا الطراد الروسي موسكو
— Abdullah Almousa (@Abu_Orwa91) April 15, 2022
في التغريدة الثانية تشفي وسخرية 👇🏼 pic.twitter.com/WNkB9SaLCR
أصول سوفييتية
وضع هذا الطراد القاذف للصواريخ من فئة أتلانت في الخدمة العام 1983 في أثناء الحقبة السوفييتية باسم "سلافا" (المجد)، وقد صمم ليكون قادراً على تدمير حاملة طائرات.
الطراد الذي يبلغ طوله 186 متراً وأعيدت تسميته بـ "موسكفا"(موسكو) في أيار 1995، مزود بـ 16 صاروخاً مضاداً للسفن من طراز (بازلت/ فولكان) وصواريخ "فورت" ونسخة بحرية من صواريخ "إس – 300" طويلة المدى وصواريخ "أوسا" قصيرة المدى، كما يحمل قاذفات صواريخ ومدافع وطوربيدات.
ووفق وكالة ريا نوفوستي الروسية للأنباء، فقد خضع الطراد لعمليتي تجديد وتحديث كبيرتين آخرهما بين عامي 2018 و2020.
ويمكن أن يصل طاقمه إلى 680 عنصراً، وفق وزارة الدفاع الروسية.
ثلاث حروب
النزاع الأول الذي شارك فيه الطراد كان في جورجيا في آب 2008. لم تقدم روسيا معلومات عن مهامه، لكن مسؤولاً عسكرياً جورجياً كبيراً أكد لوكالة الصحافة الفرنسية أمس الخميس أنه دخل ميناء أوتشامشيري لقصف القوات الجورجية في وادي كودوري لتفقد بعد ذلك المنطقة الوحيدة التي كانت لا تزال تحت سيطرتها في إقليم أبخازيا الانفصالي.
وأعرب الرئيس الروسي آنذاك دميتري ميدفيديف عن "امتنانه" لطاقم الطراد على "شجاعتهم وتصميمهم" خلال النزاع.
وبعد تدخل روسيا إلى جانب نظام الأسد في سوريا، تم نشر "موسكفا" في الفترة من أيلول 2015 إلى كانون الثاني 2016 في شرق البحر المتوسط لضمان "الدفاع المضاد للطائرات" في قاعدة حميميم الجوية، وفق وزارة الدفاع الروسية.
وبعد فترة غير طويلة منح فلاديمير بوتين وسام "ناخيموف" للطاقم بكامله تقديراً لـ"شجاعتهم وتصميمهم".
مقر الطراد في قاعدة أسطول البحر الأسود الروسي في سيباستوبول بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، ويشارك "موسكفا" في الهجوم الذي أطلقه فلاديمير بوتين في 24 شباط 2022 لغزو أوكرانيا.
مهام دبلوماسية
شارك "موسكفا" حينما كان يسمى "سلافا" في قمة مالطا للزعيمين السوفييتي ميخائيل غورباتشوف والأميركي جورج بوش التي عُقدت على متن سفينة مكسيم غوركي في كانون الأول 1989 مباشرة بعد سقوط جدار برلين.
كذلك جال حول العالم لإجراء مناورات عسكرية، وزار الكثير من الموانئ الأوروبية والآسيوية والأفريقية.
وصعد الكثير من القادة الأجانب على متن الطراد، وقد رحب فلاديمير بوتين نفسه بزعماء قريبين منه مثل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في آب 2014 في سوتشي ورئيس الحكومة الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني خلال زيارة لإيطاليا.