يحتفل السوريون بعيد الأم بتاريخ 21 من شهر آذار من كل عام، وكان الأبناء قبل سنوات وقبل أن تسوء الظروف المعيشية والاقتصادية، يتسابقون لتقديم أثمن الهدايا لأمهاتهم بهذا اليوم، لكن مع الغلاء الفاحش في مناطق سيطرة النظام السوري هذا العام، اختلفت معظم معايدات الأبناء لأمهاتهم، إذ سبق "الاعتذار" كل كلمات وعبارات التغني، وذلك بسبب عدم قدرة الكثيرين منهم على جلب أبسط الهدايا لتقتصر الهدايا على الميسورين منهم.
وأكدت صحيفة الوطن المقربة من النظام السوري، أن معظم السوريين اليوم عاجزون عن شراء أبسط الهدايا من جراء الأسعار الفلكية التي شهدتها الأسواق وتدني القدرة الشرائية مع انعدام الدخل، إضافة إلى عجزهم عن شراء الأدوات المنزلية الزجاجية التي سجلت هي الأخرى أسعاراً فلكية فضلاً عن الأدوات الكهربائية البسيطة التي كانت بمتناول الجميع من محضرة طعام إلى ماكينة الكبة أو فرامة اللحوم والبصل فباتت أسعارها هي الأخرى ضرباً من الخيال.
وأضافت الصحيفة أن معظم من التقتهم أشاروا إلى عجزهم عن تحديد طبيعة الهدية التي سيقدمونها لأمهاتهم مع جولتهم المكوكية في الأسواق بحثاً عن الأرخص من الأسعار ليتفاجؤوا بأن جميع ما يملكونه لا يكفي لشراء أبسط الهدايا بسبب الارتفاع الجنوني لأسعار كل السلع والأغراض الأمر الذي فرض أحد الخيارين (حسب ما أشاروا إليه) إما أن يمر عيد الأم من دون هدية وإما أن يلجؤوا إلى الاستدانة.
وذكرت الصحيفة أن الوضع الاقتصادي المأزوم والارتفاع المهول للأسعار أدى إلى تغير نمط الاحتفال مؤكدة أن غداء عيد الأم الذي كان يجمع أفراد العائلة سيقتصر على أبسط المأكولات بعد أن كانت الموائد تعمر بأطيب الأكلات.
حركة تجارية ضعيفة في الأسواق
وفي السوق، قال عدد من أصحاب محال الهدايا، إن الإقبال ضعيف جداً على هدايا الأم رغم العروض الكبيرة التي أعلنت عنها المحال، مشيرين إلى تراجع القدرة الشرائية للمواطنين بشكل كبير خلال الفترة الحالية.
وأوضح أحد الباعة أن هناك ركوداً في حركة السوق هذه الأيام على عكس سنوات سابقة حينما كانت الأيادي تتسابق لانتقاء هدية لست الحبايب قبل أسبوع من المناسبة، في حين اليوم تقتصر العملية الشرائية على بعض فئات المجتمع لا أكثر.
وتعيش كثير من الأمهات السوريات مآسي النزوح والتهجير، ويمرّ عليهن عيد الأم في خيام متهالكة، وقد فقدت كثيرات منهن العائل، ليتدبرن شؤون أطفالهن وحيدات في ظل الفقر والغلاء وشح فرص العمل، يعِشن على أمل العودة إلى بيوتهن التي هُجِّرن منها، والخلاص من حياة التشريد والشتات.