دفعت الأزمة الاقتصادية والخدمية التي تشهدها مختلف مناطق سيطرة النظام السوري، بمعظم الأشخاص إلى البحث عن بدائل لكسب الرزق وسدّ الرمق ومواصلة العيش، من خلال تأمين حاجات المواطنين الذين باتوا يفتقرون اليوم لأبسطها، وحلّ مشكلاتهم اليومية، في ظل غياب الكهرباء والمحروقات ومختلف مواد الطاقة.
من بين تلك البدائل والحلول، برزت ظاهرة "توفير المياه الساخنة لغرض الاستحمام" وإيصالها إلى محتاجيها في بعض مناطق العاصمة دمشق، لقاء مبلغ معيّن من المال تحدّده كمية المياه المُباعة.
وأفادت صفحة أخبار "غلوبال نيوز" المحلية بوجود مجموعة من الأشخاص يعملون ضمن خدمة توزيع المياه الساخنة، من بينهم شاب يدعى "فادي".
وتحدث المصدر عن تفاصيل الكشف عن تلك الخدمة والعاملين فيها، من خلال متابعة مجموعات على الفيس بوك، ترصد معظم منشوراتها في الآونة الأخيرة مختلف المشكلات الناجمة عن قطع الكهرباء شبه الكامل، وارتفاع أسعار المحروقات وصعوبة توفيرها، بالتزامن مع الانخفاض الكبير في درجات الحرارة. إحدى تلك المجموعات طرحت سؤالاً يقول: "كيف تستحمون هذه الأيام؟".
ومن بين تعليقات المتابعين للمنشور، ظهر تعليق "فادي" الذي عرض فيه استعداده لإيصال المياه الساخنة اللازمة للاستحمام إلى منازل الراغبين بذلك.
"توفر خدمة المياه الساخنة يومياً أو باشتراك شهري!"
ولدى تواصل المصدر مع صاحب التعليق للاستفسار عن مضمونه، قال فادي: "الخدمة موجودة فعلاً في منطقة المزة، ونتقاضى على كل ليتر من المياه الساخنة بدرجة حرارة 80 مئوية 450 ليرة سورية، وعلى 25 ليتراً نتقاضى 10 آلاف ليرة مع خدمة توصيل لباب المنزل، وبشرط أن تكون أقل كمية للطلب الواحد 10 ليترات".
وأضاف: "يوجد أيضاً اشتراك شهري في الخدمة، بشرط سياسة الاستهلاك الرشيد بمعدل 15 ليتراً يومياً، بسعر 120 ألف ليرة سورية شهرياً".
ولدى سؤاله عن آلية الحفاظ على سخونة المياه خلال إيصالها إلى المنازل، أوضح فادي أنه يمتلك (بيدونات) حافظة للحرارة، حيث يتم تسخين الماء حتى درجة حرارة 90 مئوية ثم توضع بتلك البيدونات. وقال: "يمكن أن تفقد المياه 10 درجات من حرارتها لتصل إلى الزبون بدرجة حرارة 80 مئوية".
وفي نهاية حديثه، لفت فادي إلى أن المستفيدين من هذه الكمية المحدودة من الماء ترجع إلى رغبة الشخص "في ناس بتتحمم بخمسة ليترات وفي ناس بعشرة ليترات وفي ناس بـ50 ليتراً".
ولدى سؤاله عن الآلية التي يستخدمها لتأمين المياه الساخنة، رفض فادي الإفصاح عن الطريقة، مكتفياً بعبارة "سرّ المهنة".