توقّفت نحو 40 مولدة كهرباء في الحسكة عن العمل، بسبب تعليق مديرية المحروقات تزويد المولدات بمادة المازوت وتخفيض الكمية المخصّصة لكل مولدة بنسبة وصلت إلى 30%، وذلك بناء على أوامر من قيادي في "حزب العمال الكردستاني - PKK".
وتسبّب توقّف المولدات بانقطاع الكهرباء بشكل كامل عن عشرات الأحياء والأسواق ومحال تجارية في مدينة الحسكة، منذ أمس الأثنين.
وقال سليمان الشيخ -اسم مستعار وهو صاحب مولدة كهرباء في حي المساكن- لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ "لجنة المحروقات في الحسكة أوقفت تزويد المولدات بالمازوت بقرار شفهي وفردي أصدره مسؤول في حزب العمال الكردستاني يشرف على المحروقات في الحسكة".
وأشار "الشيخ" إلى أنّ "الكادر طالب أصحاب المولدات بخفض مخصصاتهم من مادة المازوت بالسعر المدعوم والتوجه لشراء المازوت بالسعر الحر من دون رفع أسعار الأمبيرات".
وتوفّر "الإدارة الذاتية" المازوت بسعر مدعوم (125 ليرة سوريّة للتر الواحد) لمولدات الكهرباء بكمية تكفي لتشغيل المولدة الواحدة مدة ثماني ساعات يومياً.
واتخذ "العمال الكردستاني" قراراً منذ قرابة شهر بخفض كمية وساعات التشغيل إلى 6 ساعات يومياً، الأمر الذي تسبّب بانخفاض ساعات توفير الكهرباء وارتفاع أسعار الأمبيرات مقارنة ببقية المناطق.
ويشير "الشيخ" إلى "صعوبة حصول أصحاب المولدات على مخصصاتهم من المازوت، من جراء عدم تزويد محطات المحروقات بالوقود والتأخّر قي تسليم المازوت لأصحاب المولدات، ما يتسبّب بتوقّف المولدات بشكل متكرر".
و"الشيخ" يتهم "الإدارة الذاتية" بالسعي إلى إجبار كل أصحاب المولدات على شراء المازوت الحر بسعر 4700 ليرة سوريّة، وهو أعلى من السعر المدعوم بـ38 مرة.
"ظلام وأسواق بلا كهرباء"
حلّ ظلام دامس على أسواق وأحياء كاملة في مدينة الحسكة، مساء أمس الإثنين، من جرّاء توقّف عشرات مولدات الكهرباء في المدينة.
وقال سكّان وأصحاب محال لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ "الظلام خيّم ليلة أمس على شوارع وأجزاء كبيرة من أحياء (تل حجر والمفتي والصالحية وغويران والنصارة والنشوة)، ومنطقة المربع الأمني التابعة للنظام، بسبب توقّف مولدات الكهرباء".
كذلك تسبّب توقّف المولدات الصباحية بشلل حركة الأسواق والأعمال التجارية، ما تسبّب بخسائر كبيرة، خاصة محال بيع المواد الغذائية والأجبان والألبان ومحال الحلويات، إضافةً إلى شركات الصرافة والحوالات.
وقال "أبو حسني" -صاحب محل لبيع اللحوم في حي الصالحية- لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ "توقّف مولدات الكهرباء تسبّب بفساد أكثر من 30 كيلوغراماً من اللحوم في محله"، ما اضطره إلى شراء مولدة كهرباء صغيرة بسعر 800 دولار أميركي، وشراء المازوت بسعره الحر لتشغيلها، خلال فترات متقطعة، وذلك لتفادي تلف لحومه.
وأوضح "أبو حسني" أنّ "الإدارة الذاتية لا توفّر الكهرباء عبر الشبكة الرئيسية، كما لا توفر المازوت لمولدات الأحياء، لضمان استمرار تشغيلها في هذه الأجواء الصيفية الحارة".
أزمة محروقات شمال شرقي سوريا
تشهد عموم مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية - قسد"، أزمة محروقات كبيرة خاصة في مادة المازوت، حيث ينشر العديد من الناشطين والصفحات المحلية باستمرار صوراً ومشاهد لطوابير تضم عشرات السيارات أمام محطات الوقود في محافظة الحسكة.
ومنذ سنوات، يعاني السوريون في مناطق شمال شرقي سوريا من نقص في المحروقات، خاصة مادة المازوت سواء المخصّص للسيارات والآليات أو للمشاريع الزراعية والصناعية والتدفئة.