أفادت مصادر لـ موقع تلفزيون سوريا بأنّ "الإدارة الذاتية" رفعت مجدّداً سعر المازوت المخصص للزراعة بنسبة 50%، عبر قرار شفهي وجهه مسؤولو مديرية المحروقات إلى جميع محطات الوقود في محافظة الحسكة.
وقال صاحب محطة وقود في ريف الحسكة إنّ "مديرية المحروقات أصدرت قراراً شفهياً برفع سعر المازوت الزراعي من 1050 ليرة سورية للتر الواحد إلى 1570 ليرة سورية".
وأوضح أنّ "قرار رفع أسعار المازوت المخصص للزراعة اتخذته الإدارة الذاتية منذ منتصف حزيران الفائت، لكنّه طُبّق وعُمّم على كل محطات الوقود في محافظة الحسكة، قبل يومين".
وتابع: "سعر المازوت الزراعي حُدّد بـ10 سنتات أميركية في عموم مناطق سيطرة (قوات سوريا الديمقراطية - قسد) شمال شرقي سوريا، على أن يُعدّل سعره بالليرة السورية وفق تغيّرات سعر الصرف مقابل الدولار".
وسبق أن رفعت "الإدارة الذاتية"، مطلع شهر أيار الفائت، سعر لتر المازوت المخصّص للزراعة من 950 ليرة إلى 1150 ليرة (6 سنتات أميركية) يشمل مربح محطة الوقود.
المازوت المدعوم لمزارعي "قسد"
اشتكى مزارعون من عدم حصولهم على مستحقاتهم من مادة المازوت المخصّصة للزراعة سواء لمحصولي القمح والشعر أو للخضراوات الصيفية والآليات الزراعية.
وقال "أبو سعيد" -مزارع من ريف الحسكة- لـ موقع تلفزيون سوريا إن "المزارعين المتنفذين في قسد، والأراضي الزراعية التي تستثمرها الإدارة الذاتية، تحصل على مخصصاتها من المازوت الزراعي، في حين لا يحصل المزارعون الآخرون عليه".
واشترى "أبو سعيد" لتر المازوت الواحد بسعر 4700 ليرة سوريّة لسقاية محاصيله من الخضراوات الصيفية، وذلك لعدم تزويده بالمازوت المدعوم، بينما تلقّى مزارعون ومشاريع تستمثرها "قسد" المازوت الزراعي بسعره المدعوم.
وبحسب "أبو سعيد" فإنّ "الإدارة الذاتية" تعمل على احتكار الزراعة والإضرار بها، لدفع المزارعين إلى التوقّف عن زراعة أراضيهم أو منحها لمستثمرين يعملون لصالح "قسد"، حيث "يتم توفير البذار والأسمدة والمازوت لهذه المشاريع التي تعود أرباحها المالية لخزينة الإدارة الذاتية وقسد".
رفع سعر مازوت التدفئة بنسبة 300%
رفعت "الإدارة الذاتية" قبل شهرين، سعر لتر المازوت المخصّص للتدفئة من 325 ليرة سوريّة للتر الواحد إلى 1150 ليرة بنسبة ارتفاع تجاوزت 300%.
وقال حسين العلوش -من أبناء مدينة الحسكة- لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّه دفع مبلغ 350 ألف ليرة سوريّة، الأسبوع الفائت، مقابل تعبئة مخصصاته من مادة مازوت التدفئة والتي تبلغ 300 لتر سنوياً لكل عائلة، حيث كانت كلفة تزويد كل عائلة بمازوت التدفئة لا تتجاوز 100 ألف، العام الفائت.
وأشار "علوش" إلى أنّ "استمرار رفع أسعار المحروقات والغاز تسبّب بارتفاع كبير في أسعار كل المواد والبضائع والمواصلات، وبالتالي زيادة الأعباء الاقتصادية على سكّان المنطقة".
يأتي ارتفاع أسعار الوقود وسط تدني قيمة رواتب الموظفين والعاملين في مؤسسات "الإدارة الذاتية"، حيث لا تتجاوز قيمة متوسط الراتب (مليون ليرة سوريّة) أي ما يعادل أقل من 66 دولاراً أميركياً شهرياً.
أزمة محروقات شمال شرقي سوريا
تشهد عموم مناطق سيطرة "قسد"، أزمة محروقات كبيرة خاصة في مادة المازوت، حيث ينشر العديد من الناشطين والصفحات المحلية باستمرار صوراً ومشاهد لطوابير تضم عشرات السيارات أمام محطات الوقود في محافظة الحسكة.
ويعاني السوريون في مناطق شمال شرقي سوريا، منذ أعوام، من نقص في المحروقات، خاصة مادة المازوت سواء المخصّص للسيارات والآليات أو للمشاريع الزراعية والصناعية والتدفئة.