قالت مصادر محلية لموقع تلفزيون سوريا إنّ "الإدارة الذاتية" قررت حرمان مزارعي الخضار الصيفية هذا العام من مخصصاتهم من مادة المازوت الأمر الذي تسبب في ارتفاع أسعار الخضار المحلية بنسبة 30% مقارنة بالأعوام الماضية.
وأفاد "حسين السيد" وهو مزارع من ريف عامودا بأن "لجان الزراعة التابعة للإدارة الذاتية أجرت دراسة وكشفا على كافة مشاريع زراعة الخضار الصيفية في محافظة الحسكة بهدف تحديد كمية المازوت اللازمة لكل مشروع وقررت لاحقا عدم توفيره لنا".
وأكد السيد في تصريحات لموقع تلفزيون سوريا أن "مسؤولي الزراعة أخبرونا بقرار الإدارة الذاتية قطع المازوت المدعوم عن مزارعي الخضار الصيفية هذا العام وأنه يتوجب على كافة المزارعين شراء المازوت الحر بسعره المرتفع لتشغيل آبارهم وسقاية محاصيلهم".
وأضاف: "تسبب ارتفاع درجات الحرارة مؤخراً في زيادة عدد مرات سقاية الأراضي لتفادي تلف الخضار لتصبح شبه يومية لكون الأراضي في المنطقة صعبة الزراعة بسبب قلة الأمطار وارتفاع أسعار الأسمدة".
ويشير السيد إلى أن "قرار وقف توفير المازوت للزراعة الصيفية تسبب بارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل كبير وخاصة أنّ سعر المازوت المخصص للزراعة 1050 ليرة، بينما سعر المازوت الحر هو 30 سنتاً 4700 ليرة.
ويرى السيد أن "سياسة الإدارة الذاتية تجاه المزارعين هذا العام سيكون لها تداعيات خطيرة على الموسم الزراعي القادم فأغلب المزارعين عاجزون عن زراعة أراضيهم بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وغياب الدعم وانخفاض قيمة شراء المحاصيل مقارنة بالتكاليف المرتفعة للزراعة".
ارتفاع أسعار الخضار 30% مقارنة بالأعوام السابق
بدورهم، أكد تجار الخضار ارتفاع أسعار الخضار والنباتات العشبية الصيفية المنتجة محليا بنسبة تتراوح بين 25 إلى 30% مقارنة بصيف العام الفائت.
وأرجع "أبو شبلي" وهو تاجر في سوق الهال المركزي بمدينة القامشلي سبب ارتفاع الأسعار إلى "غياب الدعم عن الزراعة، حيث يشتري المزارع المازوت بسعر مرتفع وكذلك يشتري البذار والأسمدة والأدوية جميعها مستوردة وتباع بالدولار وتسبب هذا الأمر في ارتفاع أسعار كافة الخضراوات المنتجة محليا".
ويوضح التاجر في تصريحات لموقع تلفزيون سوريا: "في العام الماضي أسعار البندورة والخيار انخفضت لأقل من 4 آلاف ليرة سورية مع بدء بيع الإنتاج المحلي من الخضار في الأسواق أما اليوم فسعر البندورة يتراوح بين 5 و 6 آلاف ليرة سورية والخيار وصل إلى 8 آلاف ليرة".
ولفت إلى أن التجار في هذا العام استوردوا كميات كبيرة من الخضار، بسبب الفروقات البسيطة بين أسعار الخضار المنتجة محلياً والقادمة إلى المنطقة سواء من الساحل السوري أو من مناطق المعارضة في شمال سوريا".
"الإدارة الذاتية" تتجه إلى وقف الدعم عن الوقود بشكل تدريجي
قال مصدر من مديرية المحروقات التابعة للإدارة الذاتية بمحافظة الحسكة لموقع تلفزيون سوريا إن "الاستراتيجية الحالية للإدارة الذاتية هي وقف الدعم عن المحروقات بشكل تدريجي وعدم توفيرها بالسعر المدعوم لدفع المزارعين وأصحاب التراخيص التجارية والصناعية والسيارات إلى شراء المازوت بالسعر الحر".
ويوضح المصدر أن "المازوت المدعوم سوف يبقى متوفراً للتدفئة وكذلك للأفران المدعومة من قبل الإدارة الذاتية وشركات النقل والسفر مع إمكانية توفير كميات محدودة للزراعة وعبر بطاقة الوقود الخاصة بالسيارات بعد إجراء تعديلات على آلية التوزيع في الفترة القادمة".
ويربط المصدر "سبب تراجع الدعم عن الوقود إلى نية الإدارة الذاتية بيع المازوت والبنزين بأعلى سعر ممكن لتحسين الوارد المالي من قطاع النفط وكذلك بسبب استغلال فروقات الأسعار من قبل شبكة من المسؤولين العسكريين والإداريين بتهريب كميات كبيرة وبيعه في السوق السوداء عبر تزوير آلاف البطاقات الخاصة بمازوت التدفئة والسير وكذلك تراخيص معامل ومنشآت صناعية ومولدات وهمية".
ويعاني المواطنون في مناطق شمالي وشرقي سوريا من نقص في المحروقات وخاصة مادة المازوت سواء المخصص للسيارات والآليات أو المخصص للمشاريع الزراعية والصناعية والتدفئة.
حقول النفط والغاز في مناطق "قسد"
تنتج حقول رميلان أكثر من 20 ألف برميل يومياً من النفط الخام، في حين تتجاوز كمية إنتاج النفط في عموم مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية" الـ50 ألف برميل يومياً بحسب موظفين ومهندسين في حقول الحسكة، في حين تشير بعض المصادر إلى إنتاج أكثر من 100 ألف برميل نفط في مناطق شمال شرقي سوريا.
وتُصدر "الإدارة الذاتية" النفط الخام إلى النظام السوري عبر صهاريج "شركة القاطرجي" وإلى إقليم كردستان العراق عبر أنبوب بين طرفي الحدود وإلى مناطق سيطرة المعارضة السورية، عبر تجّار ينقلون النفط بصهاريج من معبر منبج إلى مناطق جرابلس والباب شمال شرقي حلب.
وتعمل "الإدارة الذاتية" على تكرير النفط محلياً وتبيع مشتقاته (بنزين – مازوت – كاز) في محطات وقود خاصة وأخرى تابعة لها في مناطق سيطرتها.
بالإضافة إلى النفط يُقدر إنتاج معمل السويدية جنوبي رميلان بـ"نصف مليون متر مكعب" يومياً من الغاز، ويتم تعبئة 14 ألف أسطوانة غاز منزلي بشكل يومي.
ويبلغ إنتاج معمل غاز الجبسة في منطقة الشدادي جنوبي الحسكة، 1.2 مليون متر مكعب يومياً، يُرسل إلى مناطق سيطرة النظام عبر أنبوب يمتد من الحسكة ويمر بريف دير الزور وصولاً إلى محطة الريان في ريف حمص.