تصاعدت الاعتداءات العنصرية خلال الأيام الماضية ضد المسلمين في النمسا وكان آخرها ضد لاجئة سورية وطفلها في العاصمة فيينا حيث قامت امرأة "متطرفة" بخلع حجابها وضربها وابنها "دون أي سبب يُذكر".
اللاجئة السورية رولا سالم (44 عاماً) تروي لموقع تلفزيون سوريا تفاصيل الاعتداء العنصري الذي وقع عليها وابنها ذي الأربعة أعوام، وتقول: "كنت راكبة في المترو مع ابني مساء يوم الخميس الفائت عند الساعة العاشرة والنصف تقريباً وفجأة هجمت امرأة علي وحاولت خلع حجابي وكالت الشتائم ضدي"، مشيرة إلى أنها تعتقد أن المرأة "ليست نمساوية".
وتقول رولا المنحدرة من مدينة حلب: " لم أرتكب أنا وابني أي شيء يجعلها تعتدي علينا (..) لا أدري ما هو السبب الذي جعلها تهاجمني".
"المرأة حاولت ضرب ابني (4 أعوام) أيضاً وصار يبكي ولم أعرف ماذا أفعل وارتبكت جداً"، بحسب اللاجئة السورية.
خلعت حجابي
وتقول رولا "تدخل أحد موظفي المحطة الذي كان موجوداً بالمترو فعادت المرأة إلى كرسيها وبعد أن نزل من المترو عاودت الاعتداء علي وتوجيه الشتائم بحقي وقامت بخلع حجابي من على رأسي وضرب ابني"، مضيفة بأن "شابين سوريين كانا موجودين بالصدفة في المترو حاولا حمايتي وأحدهما خلع سترته وأعطاني إياها لأغطي بها رأسي".
وتتابع اللاجئة السورية بأنه "في هذه الأثناء جاء شرطي لكنه بلباس مدني وحاول السيطرة على الموقف"، "لكن المرأة قامت بضربه وحاولت الهرب من المترو بعد أن وصلنا إلى محطة لاندشتارسه في الحي الثالث وسط فيينا" بحسب رولا التي قامت بمنع المرأة المعتدية من الهرب أيضاً.
وتضيف رولا بأن "الشرطي اضطر لطلب إيقاف حركة المترو بالاتجاهين حتى لا تستطيع الهرب وفي الوقت نفسه قام أمن المحطة بإغلاق جميع مداخل ومخارج المحطة"، مشيرة إلى أن "المرأة واصلت ضرب الشرطي وقامت بنزع كمامته".
كما "قامت المرأة بتوجيه إشارات بذيئة بيديها للشرطي وبعد ذلك قام عدد من عناصر الشرطة النمساوية بتطويق محطة المترو والقبض عليها"، بحسب اللاجئة السورية التي قالت إن "حركة المترو في المحطة بقيت متوقفة لمدة عشرين دقيقة".
تخوف من عدم إنصافها
اللاجئة السورية قامت بتقديم شكوى رسمية للشرطة ضد المرأة المعتدية بعد أن قاموا بأخذ أقوالها، لكنها متخوفة من عدم إنصاف الشرطة لقضيتها، وتقول "ربما سيعتبرونها كانت تحت تأثير مخدر أو أنها مريضة نفسياً".
الشابان السوريان قاما بتقديم شهادتهما على الحادثة العنصرية لدى الشرطة، كما تم تضمين مقطع الفيديو الذي يوثق جزءاً من اعتدائها في محضر التحقيق، بحسب ما قالت اللاجئة السورية لموقع تلفزيون سوريا.
رولا تقول إنها لا تمتلك القدرة المالية لتوكيل محامٍ يدافع عنها، مشيرة إلى أن "تكاليف توكيل محامي في النمسا مرتفعة جداً".
أما الطفل ذو الأربعة أعوام فبات يخاف من الأجانب بعد أن تعرض للضرب من قبل المرأة العنصرية خصوصاً أنه رأى أمه أيضاً تتعرض للضرب، بحسب اللاجئة السورية التي قالت "بات يُكلم نفسه"، مشيرة إلى أنها ستقوم بعرضه على الطبيب النفسي الأسبوع القادم.
اعتداءات متصاعدة
وخلال الأيام الماضية الأخيرة، شهدت ظاهرة الإسلاموفوبيا تصاعداً في النمسا حيث وقع اعتداءان عنصريان في أقل من أسبوع ضد مسلمات محجبات بحسب ما تم تداوله في وسائل الإعلام ومن ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.
الاعتداء الأول كان ضد مواطنة نمساوية من أصل تونسي تدعى براءة بولانت، حيث تعرضت لهجوم عنصري، الجمعة قبل الماضية، من قبل إحدى النساء خلال ركوبها حافلة عامة.
وبصقت المرأة المعتدية على بولانت كما حاولت خلع حجابها وهي تردد عبارات عنصرية.
بولانت قامت بنشر قصتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وسط تفاعل واسع معها، كما قامت بولانت باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمحاسبة المرأة المنفذة للهجوم العنصري.
كما تناقلت وسائل إعلام وناشطون على موقع فيسبوك قصة أخرى تعرض نمساوية مسلمة محجبة من أصل عراقي لاعتداء عنصري خلال ذهابها إلى عملها الأسبوع الماضي، حيث قام امرأة متطرفة بمحاولة ضربها وخلع حجابها.
في الأثناء، دعا لاجئون سوريون عبر منصة فيسبوك لضرورة التحاق اللاجئات السوريات بمدارس لتعليمهن بعض فنون الدفاع عن النفس في ظل تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا في البلاد، أو أن يعلم الأزواج زوجاتهم بعض تلك الفنون ليستطعن الدفاع عن أنفسهن في حال تعرضن لاعتداءات مشابهة.
كما دعا لاجئون آخرون المسلمات أن يحملن في حقائبهن بعض وسائل الحماية كـ"رذاذ الفلفل".
وبحسب مركز "توثيق الإسلاموفوبيا والعنصرية ضد المسلمين" في النمسا فقد تم الإبلاغ عن نحو 1400 هجوم عنصري في عام 2020.