icon
التغطية الحية

صحيفة عبرية: زيارة الأسد للإمارات إعادة تموضع استراتيجي في العالم العربي

2022.03.26 | 11:39 دمشق

szfxvxe4e5o2vkvlz7jzngsv7a.jpg
قالت الصحيفة إن على إسرائيل أن تكون حذرة من خسارة الولايات المتحدة لسلطتها في الشرق الأوسط - رويترز
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إنه يجب النظر إلى زيارة بشار الأسد لأبو ظبي على أنها "تعبير عن إعادة تموضع استراتيجي في العالم العربي، استجابة للواقع المتغير في العالم"، مشيرة إلى أنه "على إسرائيل أن تكون حذرة من خسارة الولايات المتحدة لسلطتها في الشرق الأوسط.

وفي مقال نشرته الصحيفة أوضحت أن "الإمارات، التي يُنظر إليها على أنها مقياس للتغيرات الاستراتيجية في الشرق الأوسط، بسبب موقعها بين العالم الإسلامي السني وإيران الشيعية، تشتهر بإبداء حساسية خاصة للأحداث الإقليمية والدولية، وإبداء خطوات عملية في أعقابها".

وأضافت أنه "بعد عقد من انضمامها إلى المملكة العربية السعودية في السعي لإزاحة بشار الأسد من السلطة، تدرك الإمارات الآن الحاجة إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري، على أمل أن تحظى ببعض الهيمنة على قرارات دمشق السياسية".

وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن زيارة الأسد لأبو ظبي "تمهد الطريق لمنح شرعية جديدة للنظام، لكنها أيضاً عرض إماراتي لتحدي الولايات المتحدة، التي تنظر إلى تطبيع العلاقات مع الأسد بشكل سلبي".

ولفتت إلى أن "قرار أبو ظبي تطبيع العلاقات مع الأسد، يعبر عن انعدام الثقة المتزايدة في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي يحرص في نظر العالم العربي السني على احتضان إيران".

يجب على إسرائيل أن تكون حذرة

ووفق "يديعوت أحرونوت"، فإنه "يجب على إسرائيل أن تكون حذرة من خسارة الولايات المتحدة لسلطتها في الشرق الأوسط"، موضحة أن "دول الخليج تعتبر الولايات المتحدة ضعيفة بعد انسحابها من أفغانستان، ورد فعلها الضعيف على الغزو الروسي لأوكرانيا، مما يجعل التحالف الاستراتيجي مع واشنطن غير مفيد في النزاعات المستقبلية".

وقالت الصحيفة إن "العام الماضي كان انعكاساً لتضاؤل مكانة واشنطن في نظر العديد من الدول العربية، بعد سلسلة من التحركات السياسية الكارثية، بدءاً من الانسحاب السريع من أفغانستان، وإزالة جماعة الحوثي في اليمن من قائمة التنظيمات الإرهابية، والاندفاع نحو إحياء الاتفاق النووي مع إيران".

وأوضحت أن "هناك لامبالاة واضحة من واشنطن تجاه الصراع العسكري المحتدم في الخليج، حيث تهاجم إيران ووكلاؤها أهدافاً هناك، فضلاً عن ضرب القوات الأميركية مراراً وتكراراً في سوريا والعراق، رداً على النشاط الأميركي والإسرائيلي في المنطقة"، مشيرة إلى أن إدارة بايدن "تسعى الآن إلى رفع مكانة قطر كحليف إقليمي رئيسي، على الرغم من عدائها لدول الخليج المجاورة، ودعمها للتنظيمات الإرهابية في المنطقة".

الحرب الأوكرانية أضعفت الثقة بالولايات المتحدة

وعن الحرب في أوكرانيا، قالت الصحيفة إنها "أدت إلى تفاقم حالة انعدام الثقة في الولايات المتحدة الأميركية، حيث يبدو أن العالم العربي غير مكترث بالعقوبات الغربية المفروضة على روسيا، ويراقب رفض دول الناتو الانضمام إلى القتال"، مشيرة إلى أن "استراتيجية بايدن قد تزيد من حساسية الأنظمة العربية، لا سيما في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية".

واعتبرت "يديعوت أحرونوت" أن "العرب السنة (دول الخليج) ليس لديهم قوة استراتيجية بديلة يعتمدون عليها، لكنهم غير قادرين على فهم المنطق وراء سياسات البيت الأبيض الأخيرة، التي تجعلهم يتساءلون عما إذا كانت واشنطن ستكون على استعداد لتقديم المساعدة في أوقات الشدة"، مضيفة أن الولايات المتحدة "أخرجت نفسها في مناطق الصراع في العالم بشكل عام، وفي الشرق الأوسط بشكل خاص".

التحالف مع روسيا والصين ليس خياراً بل حاجة

من جانب آخر، قالت الصحيفة إن "التحالف مع روسيا والصين لا يُنظر إليه في المنطقة العربية على أنه خيار لتحالف استراتيجي جديد، ولكن عندما يكون الدعم الأميركي محل شك، فإن الدول العربية ترى حاجة في ذلك التحالف لتقليل الصراعات المحلية، بما فيها تلك التي تدعمها الولايات المتحدة".

وأشارت إلى أن الإمارات "عقدت اجتماعات متعددة في الأشهر الأخيرة مع إيران وتركيا والآن سوريا، كما تحافظ دول الخليج على تنسيقها الاستراتيجي مع روسيا في مجال الطاقة، ورفضت الطلب الأميركي بزيادة إنتاجها النفطي، مما أدى إلى تعطيل محاولات الغرب لعزل روسيا".

وأكدت "يديعوت أحرونوت" على أنه "يجب على إسرائيل أن تخطو خطواتها بحذر، بسبب الوضع المتغير لحليفها الاستراتيجي الأقرب في المنطقة"، موضحة أنه "يجب تقليل الضرر المحتمل الذي تسببه الولايات المتحدة المتمثل في نيتها إزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية".

وأضافت أنه "يجب تجنب الاحتكاك مع الولايات المتحدة، في المقام الأول عبر منع اندلاع محتمل للعنف في الأراضي الفلسطينية خلال شهر رمضان، والذي من شأنه أن يقوّض بشكل كبير جهود إسرائيل لإبقاء القضية النووية الإيرانية على جدول الأعمال"، مشددة على ضرورة "تقليل التوترات مع الحليف الاستراتيجي القديم، والشركاء الإقليميين الجدد".