icon
التغطية الحية

جامعات تجارية ورسوم بالدولار.. هل هناك طلاب عرب وأجانب يرغبون بالدراسة في دمشق؟

2024.08.30 | 07:06 دمشق

آخر تحديث: 30.08.2024 | 09:11 دمشق

747777777775
إحدى الجامعات الخاصة في سوريا على طريق دمشق درعا
دمشق - سارة هاشم
+A
حجم الخط
-A

لم تكن سوريا ذلك المركز العربي والدولي الذي كان يستقطب كثيراً من الطلبة العرب والأجانب للدراسة فيه إلا بأعداد قليلة سنوياً قبل عام 2011، مقارنة مع مصر أو لبنان، خصوصاً مع وجود جامعات مرموقة ضمن التصنيف الدولي العالي في كلتا الدولتين، ومع ذلك كان يوجد آلاف من الطلاب سنوياً.

وحالياً يعد الطلاب العرب والأجانب في سوريا بضعة مئات في أحسن الأحوال، بعد سنوات من الحرب التي أشعلها النظام، إلى جانب السمعة السيئة للجامعات مع تفشي الفساد في النظام التعليمي وانتشار عصابات تزوير الشهادات والأوراق الرسمية وبالطبع انخفاض تقييم الجامعات السورية عالمياً.

ورغم أن وزارات النظام السوري توقفت عن إصدار الإحصائيات المتعلقة بعدد الطلاب العرب والأجانب في سوريا منذ عام 2016، فإنها لم تكن تضمنهم في الإحصائيات الرسمية السنوية بشكل دائم.

وكان عدد إجمالي الطلاب العرب الدارسين في جامعة دمشق فقط (وعدة آلاف في الجامعات السورية الأخرى) والمسجلين خلال عام 2010 - 2011 قرابة 12 ألف طالب، النسبة الكبرى هي من الفلسطينيين المقيمين في سوريا يليهم الطلبة اللبنانيون (نحو 800 طالب)، والأردنيون (525 طالباً)، والعراقيون (400 طالب)، ومن اليمن (200 طالب)، في حين يتوزع أكثر من ألف طالب بين جنسيات عربية أخرى، بحسب تصريح رسمي لصحيفة زمان الوصل عام 2010.

انخفض هذا العدد في السنوات التي تلت عام 2011، حيث غادر كثير من الطلبة سوريا، كما أنه لا توجد إحصائيات رسمية، سوى التي أصدرتها وزارة التعليم العالي التابعة للنظام للعام الدراسي 2015/2016 والذي يذكر بالتفصيل عدد الطلبة العرب والأجانب في سوريا من دون تحديد جنسياتهم.

وبحسب الإحصائية التي صدرت عام 2016 بلغ عدد الطلاب العرب والأجانب في عموم الجامعات السورية الحكومية والخاصة 12118 طالباً من أصل 422062 طالباً، بما نسبته 2.79 بالمئة للعرب والأجانب و97.21 بالمئة للطلاب السوريين.

222222222224
إحصائية عدد الطلاب العرب والأجانب في الجامعات السورية (2015 -2016) - وزارة التعليم العالي

ورغم وجود إحصائيات عن عدد الطلاب السوريين في الجامعات السورية بين عامي 2011 -2016، فإنها لم تورد عدد الطلاب العرب والأجانب في سوريا إلا في العام الأخير الذي تم نشر إحصائية عنه.

جامعات خاصة سورية على طريق درعا
جامعات خاصة سورية على طريق درعا دمشق

معظمهم فلسطينيون سوريون

وفي كل عام تصدر وزارة التعليم العالي مفاضلات خاصة بالطلاب العرب والأجانب وتحدد مقاعد دراسية خاصة لهم، إلا أن معظم البيانات لا تورد عدد هذه المقاعد وما هي الجامعات التي يمكن الدراسة بها.

وينحدر الطلاب والطالبات العرب المقبولون في المفاضلة من عدة بلدان: مثل لبنان، العراق، الأردن، السودان، اليمن، الصومال، موريتانيا، فلسطين.

ويبدو أن ترشيحات الطلبة العرب تأتي من حزب البعث الذي يقدم الأسماء إلى وزارة التعليم العالي من خلال علاقاته في الدول العربية.

ولم يتجاوز عدد الطلاب العرب المقبولين في مفاضلة عام 2023/2024 43 طالباً وطالبة، بحسب ما أعلنت وزارة التعليم العالي التابعة للنظام.

يوجد في سوريا قرابة 24 جامعة، منها 6 جامعات حكومية، في حين أن البقية هي جامعات خاصة زاد عددها خلال العقد الماضي، في ظل محاولة النظام السوري تخفيف أعباء الدعم في مختلف القطاعات بما في ذلك التعليم المدرسي عبر انتشار المدارس الخاصة والتعليم الجامعي من خلال الجامعات الخاصة التي أصبحت تعج بالطلبة الذين يدفعون عشرات الملايين سنوياً للحصول على مقعد دراسي في مجالات الطب والصيدلة والهندسة التي تعتبر كليات النخب مقارنة مع الفروع الدراسية الأخرى في سوريا.

وفي سياق ذلك، قال أستاذ جامعي في إحدى الجامعات الخاصة السورية مفضلاً عدم ذكر اسمه، إن التعليم الجامعي في سوريا حالياً ضعيف جداً، ولولا الجامعات الخاصة لمتنا من الجوع حرفياً.

وأضاف أن الرواتب في الجامعات الخاصة أفضل بسبب الأقساط المرتفعة التي يحصلونها من الطلاب سنوياً، مع اختلاف جودة التعليم، فاليوم الجامعات الخاصة سمعتها أفضل من الجامعات الحكومية وهو ما أعتقد أنه مقصود حتى يندفع الناس للتسجيل بها.

ولفت إلى أن عدد الطلبة الأجانب في الجامعات السورية اليوم بأقل مستوياته ولا يتجاوز عدة آلاف معظمهم من الطلبة الفلسطينيين السوريين أو من لبنان والعراق واليمن وإيران بشكل خاص.

جامعات خاصة سورية على طريق درعا
جامعات خاصة سورية على طريق درعا دمشق

سمعة سيئة

وأصبحت سمعة الجامعات السورية الحكومية بشكل أساس بوضع سيئ جداً مع انتشار الفضائح على مواقع التواصل الاجتماعي، كالفساد في السلك التعليمي بما يتعلق بشراء أسئلة الامتحانات من الأساتذة، وشبكات الدعارة، وتجارة المخدرات.

ويشعر أصحاب الجامعات الخاصة بورطة حقيقة منذ عام 2011، إذ إن تكاليف التعليم المرتفعة وبعد المسافة عن وسط العاصمة، حيث إن معظم الجامعات الخاصة شيدت على طريق دمشق درعا، إذ تقدر كلفة تأسيس جامعة في سوريا بما يقارب المليار دولار، إلا أن العوائد بعد انهيار الليرة السورية أمام الدولار زادت من أزمة أصحاب هذه الجامعات.

ومن هنا زاد التركيز على استقطاب الطلاب العرب والأجانب الذين يفضلون عادة الدراسة في الجامعات الحكومية، إلا أن الجامعات الخاصة المملوكة لشخصيات نافذة في النظام السوري تعمل على استقطاب الطلاب من خارج سوريا باعتبار أنهم يدفعون الرسوم بالدولار وبأضعاف مضاعفة عن الطلبة السوريين ويمكنهم أن يغطوا أجزاء جيدة عبر الرسوم.

ورغم الترويج المضني الذي يعمل عليه النظام السوري من خلال عشرات اليوتيوبرية إلى أن كل شيء في سوريا آمن لجذب السياح العرب والأجانب، فإن ذلك لم يؤثر بشكل حقيقي في زيادة أعداد الطلاب الذين يرغبون بإكمال دراستهم الجامعية في سوريا، خاصة أن أسعار الدراسة ليست قليلة مقارنة مع الواقع المعيشي الصعب وارتفاع الأسعار وسوء البنية التحتية من مواصلات وكهرباء وتدفئة في الشتاء.

3434343434343434343434
جامعات خاصة سورية على طريق درعا

السنة بـ 12 ألف دولار

وحددت وزارة التعليم العالي الساعة المعتمدة في الجامعات الخاصة بالنسبة للطلاب العرب والأجانب بـ250 دولاراً لساعة الطب البشري، و200 دولار لطب الأسنان، و175 دولاراً للصيدلة، إضافة إلى بقية الاختصاصات.

كما حددت الوزارة رسم الساعة المعتمدة للطب البشري للسوري غير المقيم بـ190 دولاراً بدلاً من 170 دولاراً، ولطب الأسنان 170 دولاراً بدلاً من 150 دولاراً، وللصيدلة 150 دولاراً بدلاً من 130 دولاراً.

ويبلغ سعر مقعد كلية الطب سنوياً في أقل جامعة خاصة بسوريا، ما لا يقل عن 12 ألف دولار سنوياً من دون مصاريف النقل والسكن والحياة اليومية، هو رقم يمكن أن يكون أقل من ذلك بدول أخرى أكثر استقراراً وفيها بنية تحتية جيدة وتعليم أفضل.

والأمر نفسه بالنسبة لطب الأسنان والصيدلة حيث يبلغ سعر المقعد الجامعي بما يخص الأسنان 9 آلاف دولار، والصيدلة بـ 8 آلاف دولار، ويمكن أن يقل الرقم بشيء بسيط بالنسبة للفروع الهندسية وإن كانت الجامعة في محافظات أخرى.

وفيما يخص الطلاب العرب والأجانب يشترط في قبولهم أن يكون الطالب حاصلاً على الثانوية السورية (علمي أو أدبي) أو ما يعادلها ومن دون النظر إلى معدلهم في الشهادة الثانوية، بحسب موقع وزارة التعليم العالي

وعلى الطلاب الحاصلين على الشهادة الثانوية غير السورية التقدم بالوثيقة الأصلية للنجاح مع صورة مصدقة ومترجمة بالنسبة إلى الوثائق الأجنبية أصولاً إضافة إلى صورة عن إخراج قيد مستخرج حديثاً أو صورة عن البطاقة الشخصية (الهوية) ويتم التقدم شرطاً ريثما تتم معادلة الشهادة الثانوية ودرجاتها.

ويسدد الطالب الراغب بالتقدم إلى مفاضلة الطلاب العرب والأجانب سلفة قدرها 500 دولار في المصارف المعتمدة وتحتسب من قيمة الخدمات الجامعية في حال قبوله أو استنكافه عن التسجيل، بينما ترد السلفة في حال رفضت رغباته.

جامعات خاصة سورية على طريق درعا
جامعات خاصة سورية على طريق درعا دمشق