أعرب رجل عن مخاوفه من إجباره على العودة إلى سوريا بعد أن خرج في مظاهرات ضد نظام الأسد ثم فر من سوريا قبل سبع سنوات من الآن. ولقد انتظر هذا الرجل واسمه محمد طلبق طلب لجوئه لمدة سنة، غير أن وزارة الداخلية البريطانية رفضت طلبه وأبلغته بأنه سيُرحل إلى بلغاريا عقب الانتخابات.
خلال فترة إقامته في فندق قريب من مدينة بريستول، عملت منظمة بريستول لحقوق اللاجئين على تقديم الدعم لمحمد عبر تقديم طلب جديد له نظراً لأنه لم يُورد في طلبه السابق ما يثبت بأن بلغاريا ليست بلداً آمناً بالنسبة له.
وعن ذلك يحدثنا محمد فيقول: "سبق لي أن رُحّلت إلى تركيا بعد دخولي إلى بلغاريا، لذا في حال إعادة بلغاريا لي إلى سوريا فسأكون محظوظاً إن اكتفوا بقتلي من دون أن يعذبوني قبل ذلك" ولذلك وجهت منظمات حقوقية انتقادات لاذعة لبلغاريا بسبب إعادتها للآلاف من السوريين إلى بلدهم الذي يفتقر إلى الأمان.
رحلة معقدة
قبل وصوله إلى المملكة المتحدة، حاول محمد عدة مرات أن يسافر من تركيا عقب انتهاء مدة تأشيرته، فدفع آلاف الدولارات للمهربين، لينتهي به الحال بالعودة إلى تركيا في إحدى المرات، ثم إنه دفع لأحد المهربين حتى يساعده بالسفر إلى ألمانيا من تركيا جواً، مروراً بالمملكة المتحدة. ولكن أثناء انتظاره في بريطانيا، طلب منه المهرب دفع مبلغ قدره 2500 جنيه إسترليني لم يكن يملكها، ولهذا تقدم بطلب لجوء في بريطانيا.
كان محمد يرغب بالبقاء في المملكة المتحدة أو العيش في أي دولة آمنة أخرى مثل ألمانيا، ولهذا يقول إنه بعد إقامته في بريطانيا لمدة تجاوزت السنة أصبح يشعر بالاستقرار وكون علاقات صداقة هناك.
لا احترام لحقوق الإنسان في أي مكان
يعتقد محمد بأن طلبه لم يعالج كما يجب بسبب عدم توفر أي دعم قانوني فعال لديه، وهذا ما دفعه للقول: "أحس بتوتر شديد، ولهذا لم أعد أنام في الليل، وإن نمت تداهمني الكوابيس، فقد أصبت بالذعر بعد أن وصلتني الرسالة، ولست أدري إن كنت سأشعر بالأمان إن أعادوني إلى بلغاريا نظراً لعدم وجود ما يضمن عدم ترحيلي مرة أخرى منها. ثم إنني كنت ناشطاً سياسياً في المعارضة المناهضة لنظام الأسد في سوريا، والحكومة البلغارية أبرمت اتفاقاً مع هذا النظام، كما أنني رفضت أن أؤدي الخدمة العسكرية في الجيش السوري، ونشطت ضد النظام، ولهذا فإن قرار وزارة الداخلية البريطانية دمر صحتي النفسية، لأنهم اتخذوا ذلك القرار قبل سبعة أشهر، لكني لم أكتشف الأمر إلا في شهر حزيران، ونظراً لعدم توفر المال لدي حتى أوكل محامياً على حسابي وأجعل وضعي قانونياً أحس بأن الجميع لا يحترمون حقوقي كإنسان، إذ إنني أرغب بالبقاء في المملكة المتحدة لأنها دولة آمنة، ولأنني أمضيت فيها أكثر من سنة، وكونت فيها صداقات كثيرة، ثم إنني لم أطلب الجنة والنعيم، بل كل ما طلبته هو العيش في كنف دولة تحترم حقوقي كإنسان".
يذكر أنه تم التواصل مع وزارة الداخلية البريطانية للتعليق على هذه القضية من دون أن يصل أي جواب منها حتى الآن.
المصدر: Microsoft Start