قضت محكمة بريطانية بطرد تعسفي بحق أحد موظفي وزارة الداخلية بعد اتهامه بالسخرية من وصول اللاجئين سباحة إلى المملكة المتحدة.
فقد طردت شركة Mitie التي تتعاقد مع الحكومة البريطانية موظفاً يدعى ديفيد مينارد بسبب تعليقات كتبها ضمن مجموعة على الواتساب ضمت موظفين آخرين.
ولذلك اتُهم مينارد وهو أحد مرافقي طالبي اللجوء بالسخرية من "سباحة اللاجئين السوريين إلى المملكة المتحدة" بعد تصدر ادعاءات حول وجود عنصرية في بريطانيا تجلت من خلال محادثة على مجموعة واتساب عناوين الصحف في شهر شباط 2022.
ضمت المحادثة التي أجريت على واتساب 80 مرافقاً من شركة Mitie، بيد أن الأخبار دفعت المدير التنفيذي للشركة، فيل بينتلي، إلى إدانة السلوك العنصري في تلك المجموعة.
هذا ولقد أقيمت جلسة استماع في محكمة العمل لسماع أقوال مينارد وزميله جون ليهان إثر طرد الشركة لهما عقب التحقيق الذي فتح بالموضوع، ولذلك رفع هذان الموظفان السابقان دعوى ضد الشركة التي سرحتهما تعسفياً، فربحها مينارد لوحده بعدما تبين لمحكمة العمل في جنوبي لندن بأن رسائله لم تكن عنصرية، وبات مينارد ينتظر دوره اليوم ليحصل على تعويض.
أما ليهان فقد خسر الدعوى عندما تبين للمحكمة بأنه أعاد نشر صورة عنصرية كتب عليها: "الأحول (س)" وعلق تعليقات مهينة بحق طالبي اللجوء الجوعى.
بوسعهم البقاء إن قطعوا المسافة سباحة
سمعت المحكمة أقوال مينارد وليهان اللذين عملا كمرافقين لطالبي اللجوء الذين لم تقبل طلباتهم وذلك عند إعادتهم إلى بلدهم الأصلي أو إلى بلد ثالث آمن، وعلمت المحكمة بأن العقد الذي عملا بموجبه عقد رفيع المستوى وعالي الأجر، وكلاهما كان عضواً في مجموعة على تطبيق واتساب تحت عنوان: "مرافقون للقاء والترحيب".
وفي آذار عام 2020، أعاد ليهان نشر صورة لمطعم عرض لافتة للإغلاق كتب عليها: "مغلق بسبب الأحول س..."، فوصله إنذار غير رسمي بسببها.
وفي تشرين الأول من عام 2021، تناقش مينارد وليهان وزميل ثالث لهما عن رحلة بالطائرة تسبب فيها طالب لجوء بإيذاء نفسه.
وقد علق مينارد على ذلك بقوله: "أجل، أتذكرها جيداً.. فلقد اعتدت على كسر معصمي في هذا العمل أنا أيضاً".
فرد عليه ليهان برمزين تعبيريين لوجهين ضاحكين ونص كتب فيه: "هذا صحيح"، فأجابه مينارد: "إشاعة مغرضة من جديد ولا أساس لها من الصحة".
في حين علق الزميل الثالث بقوله: "بوسعهم البقاء إن قطعوا المسافة سباحة"، فرد عليه مينارد بعد مرور دقيقة: "أتقصد من سوريا؟"
ففتح تحقيق بالموضوع بعد أن نقل أحد الموظفين ما دار من حديث.
اتهم مينارد وليهان أيضاً بإيذاء الواشي عبر وصفه بالجرذ، كما اتهما بإظهار عدم التزامهما بقواعد الشركة بسبب كرههما لها.
هذا ولقد زعم ليهان بأن استخدامه لكلمة "جرذ" يعتبر لغة شائعة في مجال عملهم، في حين شرح مينارد تعليقه على سوريا بأن هدفه هو الإيحاء بأن التعليق الذي سبقه مجرد كلام فارغ.
"مهين وجارح ولا يراعي حساسية الوضع"
طردت كارولين موريسي كلا المرافقين في نيسان 2022، بما أنها المسؤولة عن استبدال الموظفين وتغييرهم" لدى شركة Mitie .
وفي المحكمة، أثنى القاضي على شركة Mitie لاتخاذها موقفاً متشدداً تجاه تلك المزاعم، وقال: "تجدر الإشارة إلى أن كلا المرافقين كانا يقومان بدور يخضع لمراقبة الناس بطبيعته، ومن المرجح لهذا الدور أن يخضع للتدقيق عن كثب من طرف الصحافة، وبالتالي من قبل عامة الناس. ومن الصعب التفكير بمجال أشد حساسية وأهمية من الناحية السياسية من مجال ترحيل من رُفض طلب لجوئهم من المهاجرين، ثم إن العقد الذي عملا بموجبه يتمتع بقيمة وأهمية كبيرة، وهذا يعني بالضرورة بأن عواقب التواصل غير الملائم التي يمكن أن تلحق بشركة Mitie قد تكون أخطر على الشركة مما هي عليه تجاه أغلب الموظفين، وهذا يبرر تشدد الشركة إلى حد ما بشأن أمور من هذا القبيل".
بيد أن القاضي أصدر حكمه بأن طرد مينارد لم يكن عادلاً، وقال بإن السيدة موريسي فسرت سخرية مينارد من اللاجئين السوريين بشكل خاطئ، وهذا ما دفعه للقول: "خلطت السيدة موريسي بين تعليق مينارد والعبارة التي كتبها الشخص الذي كان يراسله، لأن هذا ما فعلته الصحافة عندما نقلت خبراً يفيد بأن تعليق مينارد كان سخرية على قدوم اللاجئين السوريين سباحة إلى المملكة المتحدة".
وأضاف: "إن الاستنتاج القائم على وجود شيء عنصري أو مهين أو جارح فيما قاله السيد مينارد ليس برد فعل متاح أمام رب عمل يتحلى بحكمة ومنطق".
هذا ولقد خسر ليهان الدعوى التي رفعها بشأن فصله التعسفي والمزاعم الكاذبة المرتبطة بعملية الفصل، إذ ذكر القاضي بأنه أعاد نشر "صورة مسيئة لها علاقة بالعرق"، كما أنه وصف أشخاصاً مضربين عن الطعام بالجوعى وفي ذلك وصف مهين وجارح ولا يراعي حساسية الوضع حسبما ذكر القاضي.
المصدر: The Telegraph