شهدت محافظة الحسكة ارتفاعاً كبيراً في أسعار مادة المازوت حيث بلغ سعر اللتر الواحد 710 ليرات بعد أن كان يباع بسعر يتراوح بين 100 و150 ليرة سورية، وذلك بسبب اتباع "الإدارة الذاتية" استراتيجية رفع أسعار المحروقات تدريجياً دون إصدار قرار رسمي، تجنباً لأي غضب شعبي.
وقال موظف في إحدى محطات الوقود بمدينة القامشلي لموقع تلفزيون سوريا إن "الإدارة الذاتية" رفعت سعر مادة المازوت من 150 إلى 410 ليرات، وكذلك بيع نوع آخر بسعر 710 ليرات.
وأضاف الموظف أن جميع الأنواع الحالية للمازوت مكرّرة محلياً ولا تختلف عن السابق ولكن "الإدارة الذاتية" رفعت الأسعار بنسبة تجاوزت الـ400%، مشيراً إلى أن "محطات الوقود تواجه مشكلة مع المواطنين من جراء عدم صدور قرار رسمي برفع الأسعار".
وأوضح سليمان شرو وهو مواطن من عامودا لموقع تلفزيون سوريا، أنه كان في محطة الوقود بمدينة عامودا ينتظر في طابور سيارات طويل لتعبئة خزان سيارته بمازوت من فئة الـ150 ليرة، وفجأة "توقفت عملية التعبئة بحجة رفع الأسعار حيث تم تحديد سعر اللتر الواحد بـ410 ليرات ولنفس نوعية المازوت".
وأشار إلى أن "المازوت المكرر محلياً ذو نوعية سيئة للغاية ويسبب أعطالا في السيارات وفيه نسبة كبيرة من الشحوم والمياه"، متسائلاً "كيف يتم رفع سعره وبيعه لنا على أنه مستورد؟! هذا خداع وكذب".
"الإدارة الذاتية" تتهم محطات الوقود برفع الأسعار
مسؤول في "الإدارة الذاتية" قال لموقع تلفزيون سوريا إنه "لم يحدث أي تغيير في أسعار بيع المازوت ولكن المحطات تبيع مازوتاً ذا جودة عالية بشكل حر".
وبدوره، نفى الموظف في محطة الوقود إمكانية شراء أي من المحطات للوقود سواء البنزين أو المازوت بشكل حر أو وضع تسعيرة من قبلهم، موضحاً أن "الإدارة الذاتية وحدها من تزود المحطات بالوقود وتحدد سعره".
وأضاف أنه "في الوقت الحالي لا يتوفر في محطات المنطقة مازوت بالأسعار السابقة لأنه ببساطة تم رفع سعره دون الإعلان رسمياً عن ذلك".
وذكر مزارع في مدينة الدرباسية أنه "منذ شهر يباع المازوت في الدرباسية بسعر 225 ليرة بالرغم من أنه من النوع السيئ الذي يتراوح سعره بالعادة بين 75 إلى 100 ليرة"، مردفاً أنّ "المزارعين قدموا شكوى إلى البلدية ومجلس الناحية ولكن "المتحكمين في ملف المحروقات سلطتهم أقوى من هذه المؤسسات".
وأشارت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا إلى أن ملف المحروقات والنفط في شمال شرقي سوريا يشرف عليه فعلياً كوادر من "حزب العمال الكردستاني" (PKK) وبشكل رئيسي يديره كل من علي شير وهو تركي الجنسية وشاهوز حسن الرئيس السابق لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD) وهفال شيار وهو أيضاً قيادي في "PKK".
واتهم عضو لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الكردي، إبراهيم برو، "الإدارة الذاتية" بالعمل على تهجير الأهالي من المنطقة عبر رفع أسعار المحروقات وفرض الإتاوات وذلك في منشور على صفحته الشخصية في "فيس بوك".
وقال "برو": إنّه "بعد الحالة المزرية التي وصلت إليها مناطقنا من الحرمان والفقر والتهجير نتيجة سياسات حزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د)، دون أن يؤمن أي نوع من الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني، فإنه بات يستخدم آخر أسلحته بحق أبناء شعبنا من خلال رفع أسعار المحروقات والخبز وفرض الضرائب الظالمة والإتاوات على الناس لكي يدفع بالمتبقين من الذين قاوموا هذه الظروف الصعبة للبحث عن الهجرة مجدداً".
وسبق أن كشفت مصادر لموقع تلفزيون سوريا، في آب الفائت، أن "الإدارة الذاتية" في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، قررت رفع أسعار المحروقات والغاز المنزلي مجدداً بعد تراجعها عن قرار أصدرته في وقت سابق برفع أسعارها والذي قوبل برفض شعبي واسع، منتصف أيار الماضي.
وكانت "الإدارة الذاتية" قد أصدرت القرار رقم (119) والذي قضى برفع أسعار المحروقات بنسبة تجاوزت 300 في المئة لبعض الأنواع قبل أن تتراجع عن القرار على خلفية مظاهرات شعبية عمت مناطق سيطرتها وسقط إثرها ضحايا مدنيون برصاص قوى الأمن الداخلي (الأسايش) في الحسكة وريفها.