icon
التغطية الحية

دولة إفريقية تذبح 700 حيوان بري لتطعم شعبها.. ما القصة؟

2024.09.05 | 16:43 دمشق

354
دولة إفريقية تذبح 700 حيوان بري لتطعم شعبها.. ما القصة؟
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • ناميبيا تذبح أكثر من 700 حيوان بري لمواجهة أزمة الجوع التي يعاني منها السكان نتيجة للجفاف الشديد، بهدف توفير اللحوم وتخفيف الضغط على الموارد الطبيعية.

  • انتقادات بيئية أثيرت حول تأثير هذه الخطوة على التوازن البيئي والحياة البرية، مع اعتراضات من جمعيات الرفق بالحيوان والباحثين الذين يرون أنها قصيرة النظر ولن تحقق تأثيرًا طويل الأمد.

  • شبهة الأهداف الانتخابية أظهرت تساؤلات حول توقيت العملية قبل الانتخابات، مع ادعاءات بأن اللحوم ستوزع في المناطق التي تواجه فيها الحكومة معارضة، بالإضافة إلى احتمالات تحقيق أرباح من بيع تراخيص الصيد.


بدأت ناميبيا في تنفيذ عملية ذبح لأكثر من 700 حيوان بري من أنواع متعددة تشمل أفراس النهر، والفيلة، والجواميس، والحمير الوحشية، وذلك بهدف توفير الطعام للسكان الذين يعانون من الجوع نتيجة أسوأ موجة جفاف تضرب البلاد منذ عقود، وفقًا لما صرحت به وزارة البيئة يوم الثلاثاء.

وقالت وكالة فرانس برس إن 160 حيوانا قضي عليه حتى الآن في إطار هذه العملية التي أعلنت عنها الحكومة الأسبوع الماضي، وتهدف إلى تقديم اللحوم لآلاف السكان، بالإضافة إلى تخفيف الضغط عن الموارد الحيوانية والمراعي المتضررة من الجفاف.

وأشارت الوكالة إلى أنّ صيادين محترفين كلّفوا بمهمة قتل 30 فرس نهر، و 83 فيلا، و 60 جاموسا، و 100 من حيوانات النو الأزرق، و 300 حمار وحشي، و 100 من حيوانات الإيلاند الشائع، و50 إمبالا (نوع من الظباء). وتعيش غالبية هذه الحيوانات في المتنزهات الوطنية المحمية في البلاد.

من جانبه، أوضح المتحدث باسم وزارة البيئة الناميبية، روميو مويوندا، يوم الثلاثاء لوكالة فرانس برس، أنه تم ذبح 157 حيوانا من أصل 723 حتى الآن، من دون تقديم تفاصيل عن مدة العملية.

في بيانها، أشارت الوزارة إلى أن ذبح أول 157 حيوانا قد أسفر عن توفير 56875 كيلوغراما من اللحوم.

وأضاف المتحدث: "هدفنا هو تنفيذ هذه العملية بطريقة مستدامة مع تقليل الأضرار قدر الإمكان، وعلينا التفريق بين الحيوانات التي يجب اصطيادها وتلك التي لا تحتاج إلى ذلك". وتماشيا مع الحظر العالمي على تجارة العاج، سيتم تخزين أنياب الأفيال المذبوحة في المستودعات الحكومية.

وأعلنت ناميبيا حالة الطوارئ في مايو نتيجة للجفاف الذي يؤثر على عدة دول في جنوب إفريقيا.

أهداف انتخابية؟

ذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الشهر الماضي أن نحو 1.4 مليون ناميبي، أي أكثر من نصف سكان البلاد، يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي، مع انخفاض إنتاج الحبوب بنسبة 53% ومستويات مياه السدود بنسبة 70% مقارنة بالعام الماضي.

من جانبها، نشرت جمعية الرفق بالحيوان "بيتا" رسالة على موقعها الإلكتروني موجهة إلى رئيسة الوزراء سارا كوغونغيلوا أمادهيلا، تطلب فيها "إعادة النظر" في هذا الإجراء، واصفةً إياه بأنه "ليس وحشيًا فحسب، بل قصير النظر بشكل خطير ولن يكون له تأثير طويل الأمد".

وفي رسالتها، أشار نائب رئيس منظمة "بيتا"، جيسون بيكر، إلى أن القضاء على هذه الحيوانات قد يتسبب في خلل بالتوازن البيئي.

في بيان منفصل، اعتبر باحثون أفارقة ومدافعون عن البيئة أن هذه المجزرة الجماعية تشكّل سابقة تسمح للحكومات باستغلال الحياة البرية المحمية والمتنزهات الوطنية بحجة الحاجات الإنسانية.

وتساءلت هذه المجموعة عما إذا كانت السلطات قد أجرت دراسات لتقييم الأثر البيئي أو إحصاءات حول أعداد الطرائد ومستويات انعدام الأمن الغذائي قبل اتخاذ قرار ذبح هذا العدد الكبير من الحيوانات.

كما أشاروا إلى أن هذه الخطوة تأتي في فترة تسبق الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في نوفمبر في ناميبيا، معربين عن اعتقادهم بأن اللحوم ستوزع في المناطق التي تواجه فيها الحكومة معارضة قوية.

كما لفتوا إلى أن ذبح هذه الحيوانات قد يدر عائدات كبيرة للسلطات من خلال بيع تراخيص الصيد للصيادين. ونفوا وجود زيادة في أعداد الفيلة في البلاد، حيث تحتوي ناميبيا على نحو 20 ألف فيل.

تقدر منظمة "الصندوق العالمي للطبيعة" (WWF) أن عدد الفيلة المتبقية في إفريقيا لا يتجاوز 415 ألفا، مقارنة بـ3 إلى 5 ملايين في بداية القرن العشرين. وتعد الأفيال الإفريقية والآسيوية مهددة بالانقراض، باستثناء بعض المجموعات في جنوب إفريقيا، وبوتسوانا، وناميبيا وزيمبابوي.