البث المباشر
شهدت أسواق محافظة الحسكة مؤخراً تداولاً واسعاً للدولار المزور، وكان أغلب ضحاياه من أصحاب المحال التجارية، ومواطنون ممن يستلمون حوالات مالية خارجية بشكل شهري.
فهد العلي وهو موظف في شركة صرافة في الحسكة، قال لموقع "تلفزيون سوريا"، إنه "بشكل يومي يتردد إلينا مواطنون يحملون نقودا أجنبية مزورة غالباً ما تكون من فئة 100 أو 50 دولار".
وأضاف أن "بعض المواطنين هم من ضحايا شركات التحويل والصرافة أغلبها غير رسمية، تقوم بتسليم أوراق مزورة وحين تأخر المستلم عن اكتشاف التزوير لا تعترف بها الشركة، إضافة إلى سماسرة ينشطون في الأسواق بهدف تداول وصرف العملة المزورة".
وأوضح أن "سكان الحسكة أصبحوا يتداولون العملات الأجنبية بشكل واسع، حيث تحول كثير من أصحاب المحلات والتجار وحتى أصحاب المهن إلى تحديد أسعار بضائعهم وأعمالهم بالدولار الأميركي، ما ساهم في تداول العملة المزورة بشكل أوسع".
مواطنون ضحايا العملة المزورة
واشتكى عدد من سكان الحسكة وقوعهم في فخ العملة المزورة المتداولة بشكل واسع في الأسواق منذ مطلع العام الجاري.
وتفاجأ يوسف بأن "100 دولار التي استلمها قبل نحو أسبوع من أحد مكاتب الحوالات في القامشلي مزورة بعد أن حاول استبدالها بالعملة السورية".
وأشار يوسف إلى أن شركة الحوالات أعملته بأنه لا يوجد دليل على منحه هذه الورقة النقدية وخاصة أنه تأخر لأكثر من أسبوع قبل أن يكتشف أن العملية مزورة.
ويستلم يوسف بشكل شهري ما لا يقل عن 100 دولار حوالة من ابنه المغترب في ألمانيا، ويستخدم هذه الأموال حين حاجته إليها، وقد يتأخر أحياناً لشهر قبل تحويل المبلغ إلى الليرة السورية.
واتهم يوسف "أصحاب مكاتب الصرافة والتجار باستغلال كبار السن ممن يستلمون حوالات من أفراد عوائلهم المغتربين عبر منحهم عملات ورقية مزورة".
تداول عملة مزورة بين البائع والمشتري
"أبو علي" صاحب أحد محال بيع قطع السيارات في المنطقة الصناعية بالقامشلي، قال لموقع تلفزيون سوريا، إن تداول العملة المزورة بين أصحاب المحال والزبائن أصبح منتشراً بشكل واسع.
وقبل نحو أسبوع أعاد زبون ورقة نقدية من فئة 100 دولار مزورة إلى "أبو علي"، الذي بدوره أخذها من زبون آخر من دون أن يكتشف أنها مزورة.
وأوضح أن "محال الصناعة بمجملها لا تملك أجهزة لكشف العملة المزورة من جراء ارتفاع أسعارها وضعف حركة البيع والشراء في الأسواق مؤخراً".
وأشار إلى أن "العشرات من أصحاب المحال والزبائن وقعوا في فخ العملات المزورة، ما دفع البعض منهم إلى إعادة تداول هذه الأوراق المزورة بدل إتلافها، ما ساهم في ازدياد تداول هذه العملات".
حيل لصرف العملة المزورة
أحمد سليم، وهو صيدلاني في مدينة الحسكة، قال لموقع "تلفزيون سوريا" إن "البعض يلجأ إلى محاولة شراء كمية من الأدوية يبلغ قيمتها أكثر من 20 دولاراً بهدف صرف ورقة نقدية من فئة 100 دولار".
وأشار إلى تعرض العديد من التجار وأصحاب المحال التجارية والصيدليات في المنطقة إلى عمليات نصب واحتيال، عبر عرض عملات مزورة بسعر أقل من سعر الصرف الحقيقي، أو شراء كمية من البضاعة بهدف صرف عملة مزورة تصل قيمتها أحياناً لآلاف الدولارات.
بدوره، قال الشاب يوسف الشيخ إنه "قبل أيام أوقفه شخص على أطراف سوق شعبي بمدينة القامشلي، واستفسر منه عن مكتب لصرف الدولار قريب كونه بحاجة إلى مبلغ بالليرة السورية بشكل عاجل".
وأضاف أنه "بعد تبادل الحديث بينهما عرض عليه الشخص صرف ورقة فئة 100 دولار مقابل منحه 600 ألف ليرة، كونه بحاجة لهذا المبلغ وهو أقل من نصف قيمتها بما يعادل سعر الصرف بالليرة السورية حالياً".
واكتشف الشيخ على الفور أن الـ 100 دولار التي يملكها الشخص مزورة لكون ملمسها ناعماً وأملساً مثل الورق المطبوع.
مناطق النظام مصدر العملة المزورة
مصدر أمني من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، قال إن العملات المزورة تصل لمناطق شمال شرقي سوريا عن طريق تجار وسماسرة ينشطون في مناطق سيطرة النظام.
واتهم المصدر مجموعات منظمة تابعة للنظام وإيران بجلب كميات كبيرة من الدولار المزور من لبنان وضخه في أسواق الحسكة، وفق اعترافات بعض الأشخاص ممن اعتلقوا وبحوزتهم كميات كبيرة من العملات المزورة.
وتستهدف هذه المجموعات بشكل رئيسي أسواق القامشلي والرقة ومنبج لكونها الأكثر نشاطاً تجارياً في المنطقة، بحسب المصدر.
