icon
التغطية الحية

دمج المهاجرين في تركيا.. ما الذي يعيق الشباب السوري عن تكرار قصة نجاح عجم أوغلو؟

2024.11.12 | 12:30 دمشق

الاقتصادي التركي الحاصل على جائرة نوبل للاقتصاد دارون عجم أوغلو
الاقتصادي التركي الحاصل على جائرة نوبل للاقتصاد دارون عجم أوغلو
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • تناقش الأكاديمية زينب بورجو أُوغور أهمية دمج السوريين في التعليم والمجتمع التركي، متسائلةً عن إمكانية نجاح الشباب السوري مثل دارون عجم أوغلو.
  • عجم أوغلو، الأكاديمي التركي من أصول أرمنية، فاز بجائزة نوبل في الاقتصاد بفضل أبحاثه الرائدة.
  • يواجه الأطفال السوريون في تركيا تحديات مثل صعوبة تسجيلهم في المدارس والضغوط الاقتصادية التي تدفعهم للعمل.
  • العقبات اللغوية والتنمر تزيد من احتمالية تركهم للمدارس وتعيق نجاحهم.
  • تدعو أوغور إلى نموذج شامل لدعم المهاجرين في تركيا لتحقيق اندماج فعّال ومستقبل مشترك أفضل.

تتناول الأكاديمية التركية زينب بورجو أُوغور أهمية إدماج السوريين في النظام التعليمي والمجتمع التركي، متسائلةً ما إذا كان الشباب السوري في تركيا يستطيعون تحقيق نجاحات مماثلة لما حققه دارون عجم أوغلو، الذي حصل على جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2024. 

وترى أُوغور، في مقالها على منصة "Fokus+"، أن هناك أوجه تشابه بين رحلة عجم أوغلو والصعوبات التي يواجهها الشباب السوري، وتُبرز كيف يمكن أن يكون التعليم المفتاح لنجاح هؤلاء الأطفال في المستقبل.

قصة دارون عجم أوغلو: مثال ملهم

ولد دارون عجم أوغلو لعائلة من أصول أرمنية في تركيا، حيث أتم تعليمه الثانوي قبل أن ينتقل إلى إنجلترا لمتابعة دراسته الجامعية والدراسات العليا، ومن ثم إلى الولايات المتحدة حيث عمل في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT). 

وعلى مر السنين، تدرج في السلم الأكاديمي ليصل إلى لقب "بروفيسور المعهد"، الذي يُعتبر من أعلى الألقاب الأكاديمية في (MIT)، واشتهر بأبحاثه الرائدة في مجال المؤسسات والنمو الاقتصادي والتنمية، مما أكسبه شهرة عالمية وتأثيراً كبيراً في دوائر الاقتصاد والسياسة.

وتقول أُوغور في مقالها: "إن فوز عجم أوغلو بجائزة نوبل مثال حي على أن التعليم والفرص المتاحة يمكن أن تحول الطفل المهاجر إلى شخصية بارزة عالمياً"، مشيرة إلى أن فوزه يسلط الضوء على أهمية دمج المهاجرين في أنظمة التعليم والمجتمع لدعم طاقاتهم الكامنة وتطويرها.

تركيا والشباب السوري: التحديات في التعليم والاندماج

وعلى الرغم من أن تركيا استقبلت أعداداً كبيرة من اللاجئين السوريين منذ بداية "الأزمة السورية"، إلا أن التحديات لا تزال قائمة أمام دمجهم بشكل كامل في النظام التعليمي.

وتواجه الأسر السورية عقبات عديدة، بدءاً من صعوبة تسجيل أطفالها في المدارس نتيجة التعقيدات البيروقراطية، وصولاً إلى الظروف الاقتصادية التي تضطر العديد من الأسر لتفضيل العمل على التعليم.

وتشير أُوغور إلى أن "التعليم يُعتبر استثماراً طويل الأمد، بينما تحتاج الأسر ذات الدخل المحدود إلى دخل فوري، مما يدفعها لإرسال أطفالها إلى العمل بدلاً من المدرسة". 

وأكدت على أن هذا الوضع يعيق آلاف الأطفال السوريين عن الوصول إلى التعليم الذي يمكن أن يكون بوابتهم إلى مستقبل أفضل.

العقبات اللغوية والتنمر: حاجز أمام التقدم

ومن بين التحديات الأخرى التي يواجهها الأطفال السوريون في تركيا هو حاجز اللغة، حيث يجد الكثير منهم صعوبة في متابعة المناهج الدراسية بسبب ضعف إتقانهم للغة التركية، مما يشعرهم بالفشل ويزيد من احتمالية تركهم للمدرسة. 

وبالإضافة إلى ذلك، يُعاني هؤلاء الأطفال من التنمر من قبل زملائهم، وأحياناً حتى من المعلمين، مما يُثبط عزيمتهم ويؤثر سلباً على تحصيلهم الدراسي.

وأوضحت أُوغور أن "التنمر والعزلة يزيدان من شعور الأطفال السوريين بالغربة ويجعلان توقع تحقيقهم نجاحات كبيرة أمراً صعباً".

وأوضحت الأكاديمية أنه لا يزال هناك عدد من الأطفال السوريين الذين يتغلبون على هذه التحديات ويبرزون في مواد معينة، مثل الرياضيات التي لا تتطلب مهارات لغوية كبيرة.

التعليم والعمل: مفتاحا الاندماج

وتُعد فرص التعليم والعمل أهم قناتين لدمج المهاجرين في المجتمع التركي. في حين أن الرجال البالغين ينخرطون بشكل تدريجي في سوق العمل، فإن الأطفال يتسللون إلى المجتمع عبر تجربتهم في المدارس.

وتقول أُوغور: "إذا مر الأطفال بتجربة تعليمية جيدة، فإنهم يندمجون في المجتمع دون شعور واضح بذلك، مما يساعد في خلق جيل من المواطنين الفاعلين".

وتشدد الكاتبة على أن الهدف ليس تقليل الموارد المتاحة للأطفال الأتراك لصالح السوريين، بل إيجاد بيئة عادلة تشمل الجميع وتشجعهم على التفوق. 

وأظهرت الدراسات أن دعم تعليم الأطفال السوريين لا يعود بالنفع عليهم فقط، بل يعزز أيضاً أداء الأطفال الأتراك.

نموذج تاريخي يعزز الأمل

وتشير أُوغور إلى أن المنطقة لم تكن غريبة عن نماذج النجاح التي يحققها المهاجرون، فالتاريخ العثماني يشهد على وصول الأطفال الذين نشؤوا خارج الدولة إلى مناصب عليا عبر نظام الدواوين، حيث تلقوا تعليمهم في إسطنبول وتمكنوا من الوصول إلى مناصب مهمة مثل الصدر الأعظم.

ومن بين هؤلاء الشخصيات التاريخية البارزة، صقللي محمد باشا وكوبرلي محمد باشا وإبراهيم باشا.

وتختتم أُوغور مقالها بالتأكيد على أهمية تطوير نهج شامل لدعم المهاجرين في تركيا، مشيرة إلى أن تجربة الولايات المتحدة تقدم مثالاً ناجحاً لكيفية دمج المهاجرين وإعطائهم الفرص لتحقيق إسهامات طويلة الأمد للمجتمع.

وتقول: "قصص النجاح مثل قصة دارون عجم أوغلو تُظهر أن الدول التي تحتضن المهاجرين وتوفر لهم فرص التقدم يمكن أن تحقق مكاسب عظيمة. يجب على تركيا تبني نموذج أكثر شمولية لدمج المهاجرين، مما سيؤدي إلى مستقبل أقوى وأكثر تماسكاً لنا جميعاً".