أظهرت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يتبعون الكيتو دايت، والذي يتضمن الأطعمة الغنية بالدهون ومنخفضة الكربوهيدرات، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
كيف يؤثر الكيتو دايت على صحة القلب
نظرت الدراسة، التي تم تقديمها في الاجتماع السنوي للكلية الأميركية لأمراض القلب، في حالات أكثر من 300 مشارك أفادوا باتباعهم نظاماً غذائياً يتكون من 25٪ أو أقل من السعرات الحرارية اليومية من الكربوهيدرات، وأكثر من 45٪ من السعرات الحرارية من الدهون.
في المقارنة مع المعلومات الصحية لحوالي 1200 شخص ممن يتناولون نظاماً غذائياً قياسياً، أي مع وجود توازن أكبر بين الكربوهيدرات والدهون، وجد الباحثون أن عينة المشاركين الذين يتبعون نظاماً غذائياً شبيهاً بالكيتو قد ازدادت لديهم مستويات الكوليسترول الضار، الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
يمكن أن يتسبب الكثير من البروتين الدهني منخفض الكثافة في الجسم في تراكم الترسبات على جدران الأوعية الدموية، مما قد يسبب مشكلات في القلب مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية، وذلك وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وتتضمن الإرشادات لخفض نسبة الكوليسترول المرتفع الحد من الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، وتناول الأطعمة الغنية بالألياف، والتي تنخفض فيها نسبة السكريات والأملاح.
لكن تتطلب الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات مثل الكيتو دايت تناول الأطعمة الغنية بالدهون وقليلة الكربوهيدرات، فعلى سبيل المثال، يقوم اختصاصيّو حميات الكيتو بخفض الكربوهيدرات بشكل كبير إلى حوالي 10٪ من النظام الغذائي اليومي، والذي يمكن أن يكون في بعض الحالات 20 جراماً فقط من الكربوهيدرات يومياً.
وتشمل الأطعمة التي يتضمنها نظام الكيتو الغذائي عناصر مثل اللحوم والبيض والزبدة والجبن غير المعالج والأفوكادو واللحوم والخضراوات منخفضة الكربوهيدرات والمكسرات والبذور.
وقد تكون كمية الدهون التي قد يستهلكها الشخص الذي يتبع نظام كيتو الغذائي في يوم واحد أكثر من خمسة أضعاف الكمية التي يوصى بها للدهون اليومية.
كما نشرت دراسة مشابهة سنة 2019 أن اتباع نمط الكيتو في الغذاء يزيد احتمال حدوث عدم انتظام دقات القلب من نوع الرجفان الأذيني.
لا بد من استشارة الطبيب
يجب على الأشخاص الذين يفكرون في اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون أن يدركوا أن طريقة تناول الطعام يمكن أن تزيد من نسبة الكوليسترول الضار.
وإذا رغب شخص ما باتباع هذا النظام الغذائي، يجب استشارة الطبيب قبل البدء، وفي أثناء اتباع حمية الكيتو، يوصى بمراقبة مستويات الكوليسترول مع ضرورة التعامل السليم مع عوامل الخطر الأخرى لأمراض القلب أو السكتة الدماغية، مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وقلة النشاط البدني والتدخين.
محددات الدراسة
تضمنت محددات الدراسة معلومة أن الأشخاص أفادوا بأنفسهم أنهم اتبعوا نظاماً غذائياً منخفضَ الكربوهيدرات، الأمر الذي قد يكون غير دقيق. بالإضافة إلى ذلك، تابعت الدراسة الأشخاص لفترة محدودة فقط.
وأظهرت الدراسة أيضاً وجود علاقة بين النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات والغني بالدهون وارتفاع الكوليسترول الضار، ولم يكن هذا الارتباط مباشراً، مما يشير إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لدراسة وجود علاقة سببية بين النظام الغذائي الغني بالدهون وزيادة حدوث أمراض القلب.
نظام الكيتو
تم تطوير النظام الغذائي الكيتوني، واختصاراً نظام الكيتو، في عشرينيات القرن الماضي بعد أن لوحظ انخفاض في مستوى النوبات التي يتعرض لها المصابون بالصرع بعد الصيام.
تم تصميم هذا النظام الغذائي لجعل جسمك في حالة تسمى فرط كيتون الدم، والتي تنخفض فيها نسبة الكربوهيدرات بشكل كبير في الجسم، بحيث يبدأ في حرق الدهون للحصول على الطاقة، وهو ما يقوم به الجسم في حالة الصيام.
كما يتبع بعض الأشخاص نظام غذاء الكيتو كوسيلة لتخفيض الوزن الزائد وعلاج السمنة.
المصدر: هل الكيتو دايت خطيرة على صحة القلب؟ (صحتك)