يحاول أهالي مدينة جنديرس الذين قضوا الأيام الأخيرة في خيام بنيت قرب منازلهم المتضررة من الزلزال، ترميم وتأهيل ما يستطيعون منها والتي مازالت قائمة على أساساتها.
أخلى جوان منزله مؤقتاً في مدينة جنديرس بعد أن تسبب الزلزال بانهيار عدة جدران في المنزل وتصدع بعض الأساسات بشكل بسيط، واستقر في خيمة قرب منزله إلا أنّ الأمر طال به وتسبب بمضاعفة معاناته وعائلته لذلك قرر ترميم منزله في الواقع شمالي مدينة جنديرس.
ومثله أيضا شيرو حيث أحضر بعض مواد البناء من طوب وإسمنت واستأجر بعض عمال البناء، ورمّم المنزل ليعود مع عائلته إليه بعد الانتهاء من الترميم، رغم غلاء أسعار مواد البناء وأجور العمال. إذ يبلغ سعر طن الإسمنت 115 دولاراً، وطن الحديد 750 والطوب "البلوك" 26 سنتاً ومتر الرمل أو البحص يتراوح بين 8 و9 دولارات، وتبلغ أجرة العامل العادي على المتر الواحد دولاراً وأجرة صاحب الورشة "المعلم" تتراوح بين 5 إلى 7 دولارات.
أبو ماهر مهجر من مدينة حمص إلى شمالي سوريا بدأ أيضا بترميم المنزل الذي كان يقطنه.
ويقول أبو ماهر إن السكن في الخيمة لا يفي بالغرض، كما أن انتظار قيام الجهات المحلية والمنظمات بمشاريع الإعمار قد يطول. ولربما لن يصلهم لذلك بادر بالترميم على نفقته الخاصة.
تسبب الزلزال المدمر في مدينة جنديرس بانهيار عشرات الأبنية وتضرر مئات المنازل الأخرى وما تزال عمليات إزالة الأنقاض وفحص المنازل وفتح الطرقات تسير ببطء شديد في الوقت الذي تعاني فيه عوائل كثيرة في المدينة المدمرة من صعوبات في المعيشة وقضاء حوائجهم اليومية في الخيام حيث لم يعتادوا عليها سابقاً بالإضافة إلى قلة الخدمات وعدم توفر مرافق كالحمامات والمطابخ مما دفع العوائل المقتدرة أو تلك التي اقترضت المال لترميم منازلهم والعودة إليها حتى لو كان ذلك يشكل خطراً على حياتهم.
مراكز إيواء مؤقتة ومخيمات في جنديرس
أقام المجلس المحلي لمدينة عفرين والمنظمات الإنسانية المحلية مراكز إيواء مؤقتة للمتضررين من الزلزال، في حين لجأ آخرون إلى خيام بمساعدة متطوعين ومتبرعين.
وبينما يعيش النازحون من بيوتهم بفعل الزلزال أسى فقدان أقربائهم وخسارة بيوتهم، فإنهم يواجهون برداً شديداً يضيف معاناة على معاناتهم، وهم ينتظرون من يساعدهم لإعادة بناء بيوتهم.
وفي 6 من شباط الفائت وقع زلزالان متتاليان بقوة 7.7 درجات و 7.6 درجات جنوبي تركيا وشمال غربي سوريا، وتسببا بخسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات.