وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر اليوم الخميس اعتقال ما لا يقل عن 228 مدنياً بشكل تعسفي خلال شهري تشرين الثاني الماضي بينهم 18 طفلاً وسيدتان.
وأضاف التقرير أن قوات نظام الأسد شنت حملات اعتقال واحتجاز موسعة ضد اللاجئين العائدين إلى سوريا وذوي المعارضين وتركزت في دمشق وريف دمشق واللاذقية وحمص، مشيرة إلى أن "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) تواصل اختطاف الأطفال بهدف التجنيد.
ورصد التقرير أيضاً عمليات اعتقال متفرقة على خلفية تلقي مدنيين حوالات مالية من أقربائهم خارج سوريا، إضافة إلى عمليات اعتقال قامت بها أجهزة النظام الأمنية بغرض الابتزاز المادي لعائلات المعتقلين.
وعلى صعيد الإفراجات، رصد التقرير إخلاء النظام سبيل ما لا يقل عن 57 شخصاً من أبناء محافظة درعا، من مراكز الاحتجاز التابعة له في محافظة دمشق وذلك في سياق اتفاقات المصالحة التي يجريها النظام في المحافظة.
وسجل التقرير أيضاً إخلاء سبيل 11 شخصاً معظمهم من محافظتي ريف دمشق ودرعا، أفرج عنهم من مراكز الاحتجاز التابعة لها في محافظتي دمشق ودرعا، وذلك بعد انتهاء أحكامهم التعسفية.
وذكر التقرير أن "قسد" استمرت في سياسة الاحتجاز التَّعسفي والإخفاء القسري في تشرين الثاني، عبر حملات دهم واعتقال جماعية استهدفت بها مدنيين بذريعة محاربة خلايا تنظيم "الدولة"، وبعض هذه الحملات جرى بمساندة مروحيات تابعة لقوات التحالف الدولي.
ورصد التقرير عمليات اعتقال نفذتها "قسد" ضد مدنيين من عائلة واحدة بينهم نساء، وتركزت هذه الاعتقالات في محافظتي الحسكة ودير الزور. كما سجل اعتقال مدرس بعد الاعتداء عليه بالضرب. ووثق التقرير اختطاف "قسد" أطفالاً بهدف اقتيادهم إلى معسكرات التدريب والتجنيد التابعة لها وتجنيدهم قسرياً، ومنع عائلاتهم من التواصل معهم، ولم تصرح عن مصيرهم.
أما عن هيئة تحرير الشام فقد سجل التقرير عمليات احتجاز قامت بها الهيئة بحق المدنيين، وتركَّزت في محافظة إدلب وشملت نشطاء إعلاميين وسياسيين، بالإضافة إلى اعتقال مدنيين في مدينة كفر تخاريم بريف محافظة إدلب الغربي، وذلك بعد قيام مجهولين برمي قنبلة متفجرة على أحد مقار الهيئة في المدينة، وسجل عمليات احتجاز نفذتها الهيئة ضدَّ عاملين في منظمة القلب الكبير الإنسانية على خلفية مقتل أحد كوادر المنظمة بطلق ناري من قبل مجهولين.
ووفقاً للتقرير، فإن "المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني" نفذوا في تشرين الثاني عمليات احتجاز تعسفي وخطف، معظمها حدث بشكل جماعي، استهدفت قادمين من مناطق سيطرة النظام، إضافة إلى حالات احتجاز جرت على خلفية عرقية. وتركَّزت في مناطق سيطرتها في ريف حلب.
وسجَّل التقرير في تشرين الثاني ما لا يقل عن 228 حالة اعتقال تعسفي بينها 18 طفلاً وسيدتان على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، تحوَّل 200 منهم إلى مختفين قسرياً، ووفقاً للتقرير، فإن النظام اعتقل 133 بينهم سيدة واحدة، في حين احتجزت "قسد" 31 بينهم 17 طفلاً وسيدة واحدة. وذكر التقرير أن جميع فصائل المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني احتجزت 49 مدنياً. أما هيئة تحرير الشام فقد احتجزت 15 مدنياً بينهم طفل واحد.
واستعرض التَّقرير توزُّع حالات الاعتقال التعسفي في تشرين الثاني بحسب المحافظات، حيث كان أكثرها في حلب تلتها ريف دمشق ثم دمشق تلتها إدلب.