نسمع دائماً عن مشكلات تناول الطعام في أوقات متأخرة من الليل، فكما يقول المثل الشعبي "تناول فطورك كملك، وتناول عشاءك كفقير"، بل ويذهب بعض متخصصي التغذية إلى أبعد من ذلك، بأن ينصح بعدم تناول الطعام مطلقًا بعد الساعة الثامنة مساءً.
فهل حقًا من الخطر تناول الطعام في أوقات متأخرة؟ وهل يؤدي تناوُل وجبات متأخرة لزيادة الوزن وبعض الأمراض المزمنة مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب؟
تناول الطعام ليلاً.. هل يزيد الوزن حقاً؟
قد يبدو هذا الأمر منطقياً، فالإنسان يحتاج إلى عدد أكبر من السعرات الحرارية في أثناء ساعات النهار ليمد جسمه بالطاقة التي يحتاجها حتى يستطيع الحركة وأداء الأعمال المختلفة، بينما في الأحوال العادية يحتاج في ساعات الليل إلى الراحة والنوم، مما يؤدي إلى دفع الجسم لتخزين السعرات الحرارية الزائدة لدى تناول الطعام، إذ إنه لا يحرق كثيرا من السعرات الحرارية في أثناء النوم بطبيعة الحال.
قد يستسيغ المنطق هذه الفرضية إلى حد كبير، لكن الحقيقة أن عددا من الدراسات التي أجريت على الأطفال والبالغين، وجدت أنه ليس هناك صلة كبيرة بين تناول وجبة ليلية بعد الساعة الثامنة مساءً وبين خطر الإصابة بالسمنة، وأن الجسم يستطيع استقلاب (أيض) السعرات الحرارية في أثناء الليل مثلما يفعل في النهار تمامًا.
ولكن الأمر في الحقيقة يرتبط بشكل أساسي بماذا نأكل وكم نأكل؟ وليس بمتى نأكل، وأن المحك هو مقدار السعرات الحرارية الداخلة إلى الجسم في مقابل تلك التي يحرقها.
كما أن عدم التوقف عن تناول الطعام ليس مرتبطًا بموعد محدد، فإن كان موعد نومك الطبيعي هو الواحدة صباحًا مثلا، فيمكنك تناول الطعام حتى العاشرة مساءً لإمدادك بما تحتاجه من طاقة في الجزء الأخير من اليوم، خاصة إذا كنت تستذكر أو تؤدي عملًا ما في أثناء ساعات الليل؛ فالمطلوب حقًا هو التوقف عن تناول الطعام قبل ساعتين أو ثلاثة من النوم، دون الارتباط بتوقيت ثابت.
لكن على الرغم من ذلك، فهناك دراسات عديدة تؤكد أن تناول الطعام ليلًا قد يساعد في زيادة الوزن، فلماذا؟
يُرجع خبراء التغذية ذلك لعدة تفسيرات، أهمها:
- نميل عادةً إلى تناول الطعام ليلًا أمام التلفاز، مما يجعل ملاحظة الكميات التي نأكلها أمرًا صعبًا، ويستغرقنا التهام كميات مضاعفة من الطعام دون انتباه.
- تتجه الشهية عادةً في أوقات الليل إلى الأطعمة الجاهزة عالية السعرات، التي لا تحتاج إلى كثير من الإعداد، مثل الحلوى والوجبات السريعة.
- من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالتخمة والنعاس بعد تناول وجبة عالية السعرات ليلًا، ومن المعروف أن النوم بعد الأكل بفترة قصيرة يسبب كثيرا من مشكلات الجهاز الهضمي كعسر الهضم والارتجاع المريئي وآلام المعدة وانتفاخ الأمعاء وتقلصاتها.
- النهم الليلي لا يكون سببه في العادة الجوع، وإنما قد يسببه الضغط أو التوتر أو القلق أو الاكتئاب، وهو ما يؤدي إلى تناول كمية كبيرة جدًا من السعرات لا تتناسب بحال مع ما بقي في اليوم من فترة للنشاط.
- قد يتسبب الضغط النفسي أيضًا في إهمال تناول الطعام طوال اليوم، لينتبه الإنسان في نهاية يومه إلى أنه لم يأكل كما يجب، ويحاول تعويض ذلك في الوقت الخطأ.
نصائح يمكن أن تخفف من الآثار الضارة لتناول الطعام ليلاً
- 1- تجنب السكر بشكل خاص، فالأطعمة الغنية بالسكر غنية بسعرات لن تحترق وسيتحول معظمها إلى دهون.
- 2- حاول أن تجعل وجبتك الليلية متوازنة العناصر.. أضف إليها الخضراوات والفاكهة الغنية بالألياف والمساعدة على تحسين الهضم.
- 3- وفِّر في ثلاجتك دائمًا اختيارات أكثر صحية لوجبات الليل، مثل الزبادي والفواكه والمكسرات وحبوب الشوفان.
- 4- أكثر من شرب الماء.. فشرب الماء قد يساعد على الشعور بالامتلاء والاستغناء عن تناول مزيد من الطعام.
المصدر: هل يسبب تناول الطعام ليلاً السمنة حقاً؟ (صحتك)