ملخص:
- السوريون في تركيا يواجهون تحديات اقتصادية بسبب الأزمة التي بدأت في 2018 وتفاقمت بسبب كورونا والتضخم وزلزال شباط 2023. 36
- 36 % لديهم دخل أقل من الحد الأدنى للأجور، و55% يتقاضون أقل من 600 دولار شهرياً، بينما 13% فقط يتقاضون أكثر من 1000 دولار.
- أسعار الإيجارات والمواصلات ارتفعت بشكل ملحوظ بين 2022 و2023، خاصة في إسطنبول.
- الفواتير شهدت زيادة ملحوظة بالدولار، حيث أشار 32% من المشاركين إلى زيادة طفيفة و12% إلى زيادة تتجاوز 25 دولاراً.
- 47% من المشاركين يحتاجون لأكثر من 1000 دولار شهرياً، لكن 55% يتقاضون أقل من 600 دولار.
أصدر "مركز الحوار السوري" تقريرًا يسلط الضوء على تأثير الأزمة الاقتصادية المتزايدة في تركيا على السوريين المقيمين، والتغيرات الاقتصادية التي شهدوها بين عامي 2022 و2023، والتي بدأت في 2018 وتفاقمت بسبب جائحة كورونا والتضخم العالمي وآثار زلزال شباط 2023، أثرت بشكل كبير على حياة السوريين.
ويشير التقرير إلى أن السوريين في تركيا، الذين يشكلون أكبر مجموعة من الأجانب في البلاد، يعيشون معظمهم تحت نظام الحماية المؤقتة ويعتمدون على أنفسهم لتأمين احتياجاتهم من خلال العمل في السوق الرسمي وغير الرسمي، مع صعوبات في الحصول على مساعدات مالية مماثلة لتلك المقدمة للاجئين في أوروبا.
وأكد التقرير صعوبة وضع معايير دقيقة لتصنيف الأسر السورية اقتصادياً بسبب اختلاف ظروف الحياة، المستويات التعليمية، ومجالات العمل، لكن يمكن القول إن السوريين في تركيا ليسوا جميعًا في المستوى الاقتصادي نفسه.
ووصف التقرير العائلات المتوسطة الدخل بأنها القادرة على تأمين احتياجاتها الأساسية، بينما العائلات الفقيرة غير قادرة على ذلك، أما العائلات المرفهة فهي تلك التي تتجاوز احتياجاتها الأساسية وتعيش في رفاهية.
وأجرى المركز استبياناً بين 21 كانون الأول 2023 و30 كانون الثاني 2024، شمل 367 شخصاً من أرباب الأسر السورية المقيمين في تركيا. وأظهرت النتائج أن 36% من المستجيبين لديهم دخل أقل من الحد الأدنى للأجور (450 دولارًا)، و19% يتراوح دخلهم بين 400-600 دولار، و8% بين 600-800 دولار، و6% بين 801-1000 دولار، و13% دخلهم أعلى من 1000 دولار.
كما أظهرت النتائج أن الشرائح ذات الدخل الأقل (أقل من 600 دولار) تشكل أكثر من نصف الشريحة الكلية، بينما 13% فقط يتقاضون أكثر من 1000 دولار، وتتركز هذه الشريحة بشكل كبير في إسطنبول.
وأوضح التقرير أن 92% من المستجيبين يؤمنون فقط احتياجاتهم الأساسية، حيث صنف 24% أنفسهم بأنهم فقراء، و32% يؤمنون احتياجاتهم بصعوبة، و35% قادرون على تأمين احتياجاتهم الأساسية.
وتضمنت الدراسة مقارنة بين نتائج استبياني 2023 و2021، مشيرة إلى انخفاض مستوى المعيشة خلال هذه الفترة بسبب التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة، خصوصاً في المدن الكبرى مثل إسطنبول.
ارتفاع أجور المنازل والخدمات في تركيا
وفيما يخص إيجارات المنازل، ارتفعت الأسعار بشكل ملحوظ بين 2022 و2023، حيث يدفع 56% من المستجيبين إيجارات تتراوح بين 100-300 دولار شهرياً، وفي إسطنبول، ارتفعت نسبة الذين يدفعون أكثر من 200 دولار بشكل ملحوظ، بينما في باقي الولايات، تدفع 61% من الشريحة أقل من 200 دولار، مع زيادة واضحة في الإيجارات.
أما فيما يتعلق بالفواتير، أظهرت الدراسة ارتفاعاً كبيراً في قيمة الفواتير بالدولار بين عامي 2022 و2023. وتفاوتت نسبة الزيادة، حيث أشار 43% من المشاركين إلى عدم تغير القيمة، بينما أفاد 32% بزيادة طفيفة، و12% بزيادة تتجاوز 25 دولاراً.
وبخصوص تكاليف المواصلات، أفاد ثلثا المشاركين بعدم امتلاك سيارة، بينما تجاوزت المصاريف الشهرية على السيارات 50 دولاراً لدى الثلث المتبقي بسبب زيادة أسعار الوقود. وتبين أن تكاليف المواصلات العامة شهدت زيادة كبيرة، خاصة في إسطنبول، حيث ارتفعت تعرفة الركوب من نحو 2.6 ليرة تركية في 2019 إلى 20 ليرة في تموز 2024.
وأظهرت نتائج الاستبيان أن 60% من المشاركين يصرفون أكثر من 400 دولار على المستلزمات الشهرية في 2023، مقارنة بـ44% في 2022. كما أشار التقرير إلى أن احتياجات العائلات السورية لتأمين مستوى معيشي متوسط تتطلب أكثر من 1000 دولار شهرياً، لكن 55% من الشريحة المستطلعة تتقاضى أقل من 600 دولار.
واقع اقتصادي صعب يعصف باللاجئين السوريين في تركيا
وخلص المركز إلى أنه من الصعب تتبُّع الواقع الاقتصادي لأكثر من 3 مليون سوري تحت الحماية المؤقتة في تركيا، في ظل شكل قانوني هشّ وصعوبة إيجاد عمل نظامي، إلا أنه أكد أن الشريحة الأكبر من السوريين تعيش برواتب تقارب الحد الأدنى من الأجور أو أقل، مما يجعل تأمين احتياجاتهم الأساسية أمراً صعباً.
وبالمقارنة مع العائلات التركية، يتبين أن السوريين يعيشون في ظروف اقتصادية أصعب، حيث إن حصة إنفاق الفرد السوري على الطعام والشراب لم تصل إلى ثلث ما ينفقه الفرد التركي، ما يؤكد أن الأزمة الاقتصادية أثرت بشكل أكبر على السوريين بسبب الأجور المتواضعة وحاجتهم المستمرة للعمل، مع غياب المساعدات والتقييد على وجودهم في ولايات لا تتوافر فيها فرص عمل.
يشار إلى أن تركيا استضافت أكبر عدد من اللاجئين السوريين، إذ فاق عددهم 3 ملايين شخص، وبالإضافة إلى المشكلات الاقتصادية يواجه السوريون تحديات اجتماعية تتمثل بالحملات العنصرية والتحريض المستمر ضدهم، إضافة إلى الاستثمار السياسي بهم من قبل الأحزاب المعارضة التي تنادي شكل مستمر بإعادتهم إلى بلادهم.