تشهد مدينة حماة انتشاراً ملحوظاً لظاهرة التسول في مختلف مناطق المحافظة، وذلك بسبب الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي تعيشها هذه المناطق، في ظل النزوح وفقدان المعيل وقلة فرص العمل.
وقال مواطنون بحماة إن ظاهرة التسول بالمدينة لم تعد تطاق، ففي كل شارع من شوارعها الرئيسية هناك متسولات، وفي كل سوق من أسواقها تجد العديد منهن، وحتى أمام الدوائر والجوامع، تراهن يلحقن بالمواطنين ويستجدين المال للحصول عليه بأي طريقة كانت، وفقاً لصحيفة الوطن المقربة من النظام السوري.
وأضافوا أن معظم المتسولات يستخدمن أطفالاً رُضَّعاً في التسول لاستدرار العطف والشفقة وتحصيل أكبر مبلغ ممكن.
النساء يسيطرن على مهنة التسول
ولفت آخرون إلى أن انتشار ظاهرة التسول تقتصر على الإناث، فوجود المتسولين الذكور قليل جداً، وهي منتشرة بكل الشهور والأيام، ولكنها تكثر في رمضان.
كما أشاروا إلى ابتكار المتسولات أساليب عديدة للتسول، كاستخدام تقارير طبية ممهورة بأختام وتواقيع، تؤكد حاجة أبنائهن لعمليات جراحية باهظة التكاليف، أو وصفات طبية لا يستطعن شراء الأدوية المدونة فيها لكونها غالية الثمن.
وبعضهن يحملن لافتات ورقية يشرحن فيها وضعهن العائلي وظروفهن المعيشية القاسية، نتيجة استئجار منزل بحماة بأجرة مرتفعة.
وذكر عدد من أصحاب المحال في ساحة العاصي وطريق حلب أن المتسولات اللواتي يرونهنَّ كل يوم في مناطقهم، هن قديمات بالمهنة، وكل صباح يحضرن من الأرياف بسرافيس، ويتوزعن بالأماكن التي يعرفنها جيداً بحكم العمل الطويل فيها. وبعضهن يحضرن بسيارات أجرة "تكاسي"، ويغادرن بها مساء أيضاً، بحسب وصفهم.
والأمر ذاته أكده عدد من أصحاب المحال في سوقي الطويل وابن رشد، فوجوه المتسولات هي ذاتها منذ سنوات، ويحضرن منذ ساعات الصباح الأولى ويختفين قبل مغيب الشمس.
أسباب ظاهرة التسول في سوريا
وتعد ظاهرة التسول، التي ساعد النظام السوري في انتشارها نتيجة تهجير مئات الآلاف عن مدنهم وقراهم، إحدى "أعقد" المشكلات الاجتماعية التي يعاني منها الشارع السوري، كما يعد الفقر والعوز خاصة مع فقدان السلع الأساسية وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وندرة فرص العمل وانخفاض الرواتب عاملاً أساسياً في ازدياد هذه الظاهرة.