كشفت صحيفة الوطن الموالية، أن ظاهرة التسول تنتشر بشكل كبير في مختلف أرجاء مدينة حمص، وباتت هذه الظاهرة تزداد يوماً بعد يوم وبإمكان أي أحد يجول بالمدينة مشاهدة أعداد المتسولين الذين يتجولون في كل مكان، ما يدل على امتهان هؤلاء للتسول كمهنة وعمل يدر عليهم أرباحاً يومية.
وأكد العديد من أهالي المدينة للصحيفة أنهم شاهدوا مراراً وتكراراً أشخاصاً تقلهم سيارة خاصة أو عامة يقومون بجمع ما يحصل عليه المتسولون من الأطفال والنساء من مبالغ مالية يومياً عند وجودهم في مواقع تسولهم.
وأضافت الصحيفة أن هنالك سيارة خاصة تقوم بجمع المتسولين عند الانتهاء من التسول أواخر النهار وحتى في ساعات متأخرة من الليل.
وأشارت الصحيفة إلى أن هؤلاء المتسولين باتوا يحرجون الأهالي ويعتمدون على طرق عدة في تسولهم كالاستجداء بطريقة بشعة ومهينة أو استغلال وجود حالات العجز والمرض للحصول على المال والبعض منهم يعمد إلى التعنيف والتلفظ بكلمات نابية لكل من لم يعطهم المال.
بدوره، أكد رئيس مجلس إدارة إحدى الجمعيات الأهلية التي كانت تستقبل المتسولين بالمحافظة سابقاً ماجد شربك أن عملية التسول أصبحت ظاهرة بالمحافظة نتيجة لتزايد عدد المتسولين وأن هذه الظاهرة ازدادت حالياً بشكل كبير وبنسب أكبر مما كانت عليه سابقاً.
وقال شربك إن التسول أصبح منظماً بأطفال ونساء يتم تشغيلهم من أشخاص معينين يقومون بجباية ما يجنيه هؤلاء من تسولهم، لافتاً إلى الممانعة التي يبديها كثير من المتسولين في حال عدم حصولهم على المال.
واعتبر شربك أن هذه الظاهرة أصبحت جريمة منظمة بحق المجتمع وبحق من يتم استغلالهم وأوجدت شبكات منظمة تدير عمليات التسول في المحافظة وتعمل على استغلال الأشخاص لا سيما الأطفال والنساء على حد سواء.
وأوضح شربك أن نسبة التسول هذا العام زادت بما يزيد على 50 في المئة على الأقل مقارنة بالعام الماضي، وبات المتسولون موزعين في مختلف أحياء المدينة ومناطقها ويشاهدون وهم يقفون في أماكن معينة بشكل يومي ويقوم أحد الأشخاص بجباية ما يجمعونه من مال كل فترة من الوقت.
وأشار إلى أن الموضوع بات كبيراً ومنظماً وما نراه يعد تسولاً منظماً وأن الأسلوب الذي يستخدمه المتسولون فيه شيء من الوقاحة والتعنيف وقد يتطور إلى التهجم أو الضرب في حال لم يحصل على المال.
وحذر شربك من أن هذه الظاهرة المنظمة ستفضي بالنهاية إلى جريمة منظمة واستغلال هؤلاء المتسولين بطرق أخرى قد يكون جنسياً أو سرقة أو جريمة أو غير ذلك.
أسباب ظاهرة التسول في سوريا
وتعد ظاهرة التسول، التي ساعد النظام السوري في انتشارها نتيجة تهجير مئات الآلاف عن مدنهم وقراهم، إحدى "أعقد" المشكلات الاجتماعية التي يعاني منها الشارع السوري، كما يعد الفقر والعوز خاصة مع فقدان السلع الأساسية وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وندرة فرص العمل وانخفاض الرواتب عاملاً أساسياً في ازدياد هذه الظاهرة.